كثير من الناس إذا سألتهم: من هو الله؟! فإن بعضهم سيقول: هو الخالق الرازق.. نحن نعلم
ذلك، ولكن؟
هل هذا كل ما نعرفه عن الله؟
إن الإنسان كلما زاد علمه بالله كلما زادت خشيته
وتحسن تعامله مع ربه.. قال تعالى: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}
سورة فاطر.
فكم تعرف عن الله ؟!
الله !
الله سبحانه في السماء لا يعلم حقيقة ذاته إلا هو.. استحالة أن يعلم الإنسان نفسه بنفسه إطلاقا. .
فطبيعة الإنسان ليس كاملا في العلم
والله سبحانه علم البشر وجعلهم مخیرین..
فمثلا كيف تعلمت التربية ؟
كيف ربيت أبناءك؟
اطلعت على والدتك..
لابد هناك سبب، إذا من رب السبب؟
من علم والدتك؟ من علم حواء؟
من علم آدم ما لم يعلم؟ هو الله الرب جل جلاله..
الله عز وجل الرب العظيم. .
هو الذي علم الإنسان ما لم يعلم..
الله عز وجل هو الذي خلق العلم..
الله عز وجل هو الذي خلق القلم.. الذي به نتعلم وبه
نصبح مطلعين على العلم..
فسبحان الذي خلق هذه المدينة التي يوجد بها أناس
مختلفون، لكنهم يتميزون بالعلم والثقافة. .
إذا من علم الإنسان كيف يصبر؟
من علم الإنسان الشجاعة؟
من علم الإنسان الحب؟
ماذا عساي أن أقول لك عن عظمة الله؟
يكفي أنه لا يستطيع أحد أن يراه الآن..
ولو رآه أي شيء في هذه الحياة الدنيا، فإنه سینهار تماما
أقوى الأجساد المخلوقة الآن لا تستطيع على أن
تنظر إليه..
فإذا كانت ذاته بهذه العظمة والقوة لدرجة أن الذي يشاهدها يتلف وينعدم لمجرد الرؤية!
فكيف بحقيقة هذه الذات؟!
كيف بالصفات الجليلة التي اتصفت بها ذات الله ؟! لهذا، فإن ربنا يعلم ذلك ويعلم أن أحبابه متشوقون
جدا لرؤيته. .
لأنهم كثيرا ما كانوا يسمعون عنه، كثيرا ما كانوا
يتعلمون عنه وعن عظمته وعن جماله.. وهم يريدون الآن أن يروه، أن يروا هذا الجمال
العظيم!
لهذا، فإنه سبحانه سيقوي أجسادهم يوم القيامة ويعطيها من القدرة ما يمكنها من رؤيته سبحانه.. لكي تنال هذه الأجساد لذة النظر إليه بلا خوف في
ذواتهم..
ذات الله تعالى لها صفات قد اتصفت بها سبحانه،
وهذه الصفات كاملة!
لا يوجد لها مثيل في أي شيء آخر ولا أي مكان ال
آخر..
والمخلوق قد تكون له صفات تشابه الخالق بالاسمر
فقط!
فمثلا ربنا سبحانه حي، وله الحياة الكاملة والمخلوق له حياة أيضا! لكنها حياة خاصة به لیست كحياة الله ولا يوجد أي نوع من أنواع الشبه بين الحياتین
أبدا ولا حتى تقارب بسيط !
فلم يحدث ولا مرة واحدة أن تشابهت صفة من
صفات الخالق مع صفة من صفات المخلوق:.
فمن هو الله ؟!
الله !
الله سبحانه إله جميع المخلوقات، ولن يجدوا لهم إلها غيره.
.
هو المتكفل بهذه المخلوقات لوحده.. يدبر شؤون
مملكته الواسعة.. التي تشمل السماوات والأرض ولا
يساعده أحد في ذلك..
ومنذ أن خلق الله أول مخلوق وإلى أن يفنى هذا
العالم، فإن الله تعالى هو الوحيد الذي يرزق، وهو الوحيد الذي يملك، صفاته هذه قد علمنا الله منها وأخبرنا عنها،
لكن توجد صفات الله لم يخبرنا بها!
ولا نعلمها ولا يعلمها أحد!
بل استأثر الله بها في علم الغيب عنده..
نعم!
من شدة عظمة الله أنه لم يستطع أحد أن يحيط به
علما بكل عظمته أبدا.. إلا واحدا فقط هو الذي أحاط بها علما!
إنه الله ! فإنه لا يعلم حقيقة الله الكاملة إلا الله..
وكما أن العين عضو من الأعضاء، فإن لها حدود معينة لا تستطيع النظر إلى مسافة معينة أبعد من هذه
المسافة..
وكما أن الأذن عضو من الأعضاء، فإنها لن تستطيع
السماع إلا لمسافة معينة..
كذلك العقل!
العقل عضو من الأعضاء لا يستطيع فهم إلا الأشياء
المعينة فقط!
توجد أشياء كثيرة أكبر من العقل، لايستطيع أن
يتخيلها ولا أن يتصورها. .
أولها!
الخالق!
فإنه لا يمكن لأحد أن يتصوره قبل أن يراه يوم
القيامة..
لا يستطيع
ولله المثل الأعلى..
ربنا سبحانه:{ ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } سورة الشوری.ولا يستطيع أحد أن يتصوره أو أن يتخيله، بل كل من تخيل الله على شيء، فربنا سبحانه على خلاف ذلك
الشيء الذي تخيله.. حتى لو بقي الإنسان مئة عام لا يفعل
شيئا سوى
محاولة تصور الله عز وجل على حقيقته! فإنه لن يستطيع..
وكل النتائج التي سيتوصل إليها ربنا سبحانه في
الحقيقة على خلاف هذا كله..
لأنه سبحانه عنده من العظمة والجلال والجبروت ما
لا يمكن لعقل تصوره ولا يمكن تخيله..
والله إلى يومنا هذا لم يثني أحد الثناء المكافئ لهذه
العظمة..
وكل من حاول أن يثني أو أن يحمد أو أن يشكر بقوله أو بفعله من الملائكة، من الأنبياء، من الخلق جميعا، فإنهم إنما يتقربون من الثناء الذي يستحقه الله جل جلاله..
وإلا فالوحيد الذي أثنى على الله الثناء الذي يكافئ عظمته هو الله نفسه فقط..
هو سبحانه عندما أثني على نفسه.. ولو جمعنا ثناء الناس جميع وعبادات الخلق جميعا، عبادة جبريل عليه السلام، عبادة ميكائيل عليه السلام، عبادة إبراهيم عليه السلام، عبادة نبينا عليه الصلاة والسلام، عبادة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين من أول ما بدأ الخلق إلى قيام الساعة، جمعناها ثم ضاعفناها أضعافا كثيرة
هذه العبادات لله.. لما كافأت ولا حتى قاربت صفة واحدة من صفات الله جل في علاه التي تليق بعظمته التي يستحقها هو فعلا سبحانه. من الملائكة من هو راكع لا يرفع رأسه إلى يوم القيامة. . يسبحون، يهل لون، يتعبدون، ثم إذا قامت القيامة.. قالوا؟ سبحانك ما عبدناك حق عبادتك
قال تعالى: { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ }
سورة الأنعام
الله عز وجل كلما طلبناه أكثر، كلما أحبتا أكثر. . لأن محبه للكرم والجود فوق ما تصوره العقول..
إنك لو سألتنا عن إلهنا!
فإن إلهنا الذي نعبده جميل.
حيث إنه جمع بين جمال الأفعال وجمال الذات
سبحانه ...
ما هو جمال الله سبحانه؟!
الله عز وجل إلهنا الجميل.. بل أجمل مافي الكون هو الله..
ولهذا سمي الله نفسه الجميله..
يكفي أنك إذا رأيت الله سبحانه في الجنة إن شاء الله، فإنك ستسعد وستفرح فرحا لم يمر عليك في حياتك
من قبل أبدا.
من خلق السعادة؟!
الله هو الذي خلقها..
وعلى هذا فسيعطيها لمن جاء إليه وتقرب بين يديه،
ولن يعطيها لمن ابتعد عنه..
وكلما اقتربت من الله أكثر كلما زادت هذه السعادة
أكثر..
ولهذا، فإنه سبحانه جعل الجنة قريبة منه في السماء السابعة لأنها مستقر السعادة ومنهجها.
وكلما ارتفعت في درجات الجنة أكثر، كلما اقتربت
من الذات الإلهية أكثر.
تعلم ما هو سقف الجنة!
عرش الرحمن!
ألم أقل لك إن السعادة في القرب من الله سبحانه؟
ربنا ما أرحمه!
ربنا ما أجمله!
ربنا ما أكرمه
كم أنت عظيم يا الله !
العبد إذا رفع يديه إلى الله تعالى، فإن الله عز وجل
يستحي منه!
نعم يستحي أن يرده!
ومع هذا فإن العبد يعصي ويذنب، وربه يتحبب إليه بأنواع من العطايا والهدايا، ومع هذا فإن العبد يعرض
ويصر على عدم التوبة، وربنا جل جلاله يمهله ويعطيه
من الفرص لكي يعود!
وإن عاد!
فرح الرحمن بقدوم العبد إليه..
یا الله !
لا أعلم كيف أقول وماذا أقول،
عنك. . هذا ما قدمت
يداي، ولكن قلبي يعجز عن وصفك!
كلمة أخيرة..
أحبك يا الله ..
مع كل نبضة بقلبي أقول.. أحبك يا عظيم
أنت تقرأ
مدينة الأقوياء
Non-Fictionحياتتا هذه استثمار مستمر .. ققد خلقنا لعبادة الله و تعمير الآرض ؛ مدينتتا هذه يسكنها فقط الأقوياء . القادرون على التحليق بعيدا عن الضعف و التحلي بكل ما في القوة من خصال .. لكل حى في مدينتنا شخصيات تميزه، و قد تكون أنت أحد سكان هذه الأحياء، و الأقوى ...