(الخطوة الثالثة (اللمسة الأولى

602 42 7
                                    


يقف على بعد مترين منهما يحدق بعدوانية و على اتم الاستعداد للهجوم يحاول كبح غضبة بضم قبضة يده وشدها أكثر فأكثر حتى حفرت أظافره بكفه تاركة علامات توضح مدى الاستياء الذي يشعر به قضم شفته السفلى بقوة حتى تسلل منها خيط من الدم ...لم يشعر بالالم وكأنما تخدرت حواسه ...مشى ببصره على ذلك الغريب ليشعر بألم وحرقة في معدته يزداد مع كل ثانيه ....شاب اسمر البشره عريض المنكبين طويل بلحية كثيفة و عينين داكنتين ..بلل شفتيه بلسانه بعد أن شعر بالجفاف يغزوهما ..راقبه وهو يضع كفيه على خديها و كأنه يعتذر من شيئ لتقابله بنظرات العتاب ...لحظة هل هو عتاب المحب لم يعلم ولم يرد أن يعلم كل ما يعرفة ويفقهه في هذه اللحظة أن ما بينهما يجب أن ينتهي بطريقة أو بأخرى لن يسمح لها بأن تكون لشخص آخر لن يسمح لها حتى بالتفكير بشخص آخر منذ أن رآها أصبحت محرمة على جنس آدم سواه هو وفقط ...طوفان من المشاعر اجتاحت كيانه الآن...جميعها سلبيه...اخذ نفساً عميقاً ليتقدم بهدوء عكس البركان الذي يتفجر في داخله احتد فكه وتشنج عند وصوله على كلماتها قائلة لذلك الغريب ..." لقد اشتقت لك كثيراً لا تعلم كيف كانت حياتي بدونك طوال الفترة الماضية لا تكسرني بغيابك مرةً أخرى أنا أموت اذا تركتني أنت أيضاً " مسح دمعها بيديه لترتجف يد ميران برغبة لرسم خريطة من الكدمات بألوان الطيف السبعه على وجهه الاسمر الوسيم تمالك نفسه حتى وصل اليهم ليسمع ذلك الغريب يجيب عليها باعتذار " اسف يا رياني لقد تراكمت علي الاعمال في البلاد ولم استطع تركها مع انني وعدتك بالعودة لرؤيتك في أسرع وقت ولكن الظروف القاهرة حالت بيني وبين العودة أهدأي الآن واخبريني ما الذي حدث مع في فترة غيابي " ....لحظة هل قال ذلك الاحمق رياني هل أضاف ياء الملكية لاسمها ونسبها لنفسه هل عطش لأجله هكذا فكرميران قبل أن يتقدم مقاطعاً هذا الحديث المشحون بالمشاعر التي لم ولن يحبذها " لم تعرفينا يا ريان من السيد الغريب " تعمد ذكر كلمة الغريب وكأنه قصد تحذيره بأنه غريب عنها ولا مكان له في حياتها ..لم تلحظ ريان اسلوبه العدائي لتجيبه بحسن نية " هذا عدنان ...عدنان هذا ميران أظن أنك تعرفه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي" توقفت لتحترق اعصاب ميران من القلق والفضول هذا عدنان فقط كل ما قالته هو اسمه دون اية إضافات وكأنها تستلذ بطبخه على نار هادئة وها هو يكاد يستوي بل يحترق يقسم لو أن حريق الأعصاب كالحريق العادي لها شعلة و دخان لما كفت محيطات العالم لإطفاءها جز على أسنانه ليعيد سؤاله بإسهاب أكثر " أقصد من هو بالضبط بالنسبة إليك آنسه ريان " لتجيبه بابتسامه أوقدت نيران غيرته اللاهبه " عدنان أقرب إنسان إلى قلبي تستطيع أن تقول أنه نصفي الثاني عدنان يكون أخي " أخي كلمة من ثلاثة أحرف ولكنها كانت أكثر من كافية لإخماد ثورته و اسقاط دفاعاته انقلبت ملامحه الممتعضه إلى مسترخيه في غضون لحظات...كل هذا تم تحت أنظارعدنان الذي لم تفلت تلك التقلبات العاطفيه من عينيه كأنما أدرك ما عجزت أخته البلهاء عن ملاحظته أدرك بدهاء ان ميران ليس خال الوفاض عاطفياً من جهة أخته لذا فضل الصمت كي يتبين المدى الذي وصلت إليه مشاعر ميران تجاه ريان وهل هي مجرد عواطف لها مدة صلاحية تنتهي بانتهاء المدة المحدده أم هي طويلة الأجل وأبديه....تفاجأ بميران وهو ينتشل كفه على حين غره يصافحه بحرارة ناقضت برودته في اول اللقاء قائلاً بمودة وصميميه " مرحباً بك سيد عدنان عفواً لم أكن أعلم أن لريان إخوة " رفع عدنان حاجباً ليقول قاصداً احراج ميران " وما الذي كنت ستفعله لو كنت علمت سيد ميران ما الفرق الذي سيشكله وجود أخوه لريان أم لا ثم ما فهمته من ريان أنه لم يمض وقت على تعارفكما كي تصبح بالقرب الذي يخولك لمعرفة أمورعن حياتها الخاصه " توتر ميران و شعر بالحرج في نفس الوقت ازدرد ريقه و تنحنح منقياً حنجرته قبل أن يقول بثقة مزيفة حاول اتقانها قدر المستطاع " هه سيد عدنان أنا لم اقصد ما فهمته أنا قلت هذا الكلام ضمن الحديث يعني " فكر ميران بسخافة جوابه فأكمل متداركاً الأمر " ما رأيكم أن نكمل توزيع الحاجيات على هذه الأسر ثم أدعوكما لفنجان قهوة كي نتعرف أكثر خصوصاً أنني والآنسه ريان سنصبح شركاء في العمل وهذا سيساعد في كسر بعض الحواجز بيننا " وافق عدنان ليمسك بيد ريان يسحبها ثم يلتفت ليحاوط كتفها مقرباً اياها اليه اكثر تحت نظرات ميران الذي يحدق بهما بغيض تباً لم يعلم أنه سيغار حتى من أخيها وعلى ما يبدو أن هذا الأخ سيكون له كالعظم بالبلعوم .....

بطلة قلبي 🦋حيث تعيش القصص. اكتشف الآن