لم يكن لؤي وحده من يتذكر كل هذا بل كان أيضا رهف تحتضن صغيرتها النائمة وتبكي وهي تتذكر طفلها الراقد في المشفى تشعر بأن قلبها يكاد ينتزع من مكانه من شده خوفها ، بقيت تدعو أن يسلمه الله ويحفظ لها جميع أفراد عائلتها .
في المشفى بقي لؤي على هذه الحالة كثيرا إلى أن شعر بيد توضع على كتفه التفت لؤي سريعا لمصدر الصوت ...
سامي بقلق : لؤي ، لماذا لم تخبرني ؟
مسح لؤي دموعه وقال : كيف علمت يا سامي ؟
سامي : لقد أخبرني ماجد .
أسند سامي لؤي المرهق فهو منذ الصباح لم يأكل أو يشرب شيئا و الصدمات والخوف الذي توالى عليه ليس بالأمر الهين ...
أجلسه سامي على كرسي بجوار الغرفة مباشرة ...
مضى يومان وكان الجميع يأتي لزيارة زين ولكن لؤي لم يفارقه ولو للحظة واحدة وكانت رهف تأتي كذلك ولكن محاولاتها للبقاء في المشفى باءت بالفشل فلؤي قد رفض أن يغادر وطلب منها أن تبقى مع لمار ، في مرة غادر إلى المنزل لكي يغتسل ويبدل ثيابه بعد أن أقنعه سامي بذلك وكان سامي لم يفارق لؤي أبدا ...
ما إن دخل بيته حتى شعر بغمامة الحزن التي عمت المكان و صمت مقيت خال من ضحكات صغاره استقبلته رهف بعيون منتفخة من شدة البكاء ، وقبل أن يتكلم أقبلت نحوه لمار الصغيرة تحتضنه بشدة وبادلها هو الاحتضان أيضا ...
لمار بحزن : لقد اشتقت لك يا أبي ، اشتقت كثيرا لك ولزين .
بقي لؤي محتضنا إياها ولم يتكلم ...
نظرت له لمار بعيونها الطفولية البريئة : أتعلم يا أبي ، زين سمع كلامك و حماني .
نظر لها لؤي باستغراب وتكلم بصوت مبحبوح : كيف ذلك يا صغيرتي ؟؟
لمار وهي تتذكر الموقف بانزعاج وحزن : لقد كنت على وشك ركوب السيارة قبل أن تداهمنا السيارة الأخرى ولكن زين دفعني بكل قوة بعيدا عن السيارة وبقي هو والسائق داخلها .
نظر لؤي لرهف والتي كممت فمها ودموعها انهمرت بشدة وأسرعت بخطاها إلى الغرفة قبل أن تراها لمار .
لمار : أبي سيكون زين بخير أليس كذلك ؟
لؤي بتعب : إن شاء الله يا صغيرتي ، أنت كيف جروحك هل تؤلمك ؟
لمار : قليلا ...
...........
مر يومان أخران واستيقظ زين أخيراً ....
كان لؤي في الغرفة مع زين ، شعر بالسعادة حين رأى زين يفتح عينيه وينظر نحوه .
زين وهو يتذكر : لمار ، ما ذا حدث...
لؤي بسعادة : بني ، الحمدلله ، الحمدالله، لا تقلق يا صغيري لمار بخير .
سامي : سأذهب لأنادي الطبيب كي يطمئن عليك .
أنت تقرأ
صدمات متتالية (الجزء الثاني من رواية طفولة مشردة)
Mystery / Thrillerالجزء الثاني من رواية طفولة مشردة