في يوم كان المساء قد حل
وقد عاد لؤي إلى بيته للتو وتفاجأ بلمار التي تطرق باب غرفة زين بشدة و رهف المنهارة على الأرض تبكي بشدة .
ترك لؤي كل ما في يديه و أسرع باتجاه رهف .
لؤي بفزع : رهف ما الأمر ؟
رهف بحزن و من بين شهقاتها : لقد عاد أسوأ مما كان ،لقد يأس من العلاج ، قال بأنه مل من كل شيء و هو لا يصدق بأنه سيعود للمشي ثانية لذلك رفض العلاج نهائيا ، لقد أصابته حالة من الانهيار و دخل إلى غرفته و أقفل الباب ولم يقبل بأن يراه الطبيب .
لمار وهي تطرق على باب غرف زين : أخي أرجوك أفتح هذا الباب أرجوك .
كانت رهف منهارة على الأرض وتبكي بشدة وجلس لؤي بجوارها محاولا التخفيف عنها ...
بعد مدة
كانت لمار لا تزال تطرق على الباب وترجو من أخيها أن يفتحه ولكن زين كان داخل غرفته يحاول أن لا يكترث لما يحدث في الخارج ....
لمار وهي تطرق طرقة أخيرة على الباب : إذا كنت لا تريد أن تفتح فأنت مجبر على سماعي .
أسندت ظهرها على باب الغرفة وقالت والدموع تنهمر من عينيها بغزارة وبصوت مرتجف : أتعلم يا زين ماذا تكون أنت بالنسبة لي ؟
كان زين يستمع لكلام لمار ولكنه يزال يعاند ولم يفتح الباب ...
لمار : أنت أخي ، وسندي وصديقي وبطلي ، نعم أنت بطلي الخاص ، لولا فضل الله ثم أنت لكنت أنا ربما لدي إصابات دائمة من ذلك الحادث وربما لم أكن لأنجو منه ، لم أنسى و لن أنسى تضحيتك هذه يا أخي كان بإمكانك أن تنقذ نفسك ولكنك فضلت انقاذي ، أتعلم كلما رأيت ضعفك هذا وعجزك أضع اللوم على نفسي ....
ثم تعالت شهقاتها وارتفع صوت بكائها ...
وكان زين في داخل الغرفة يبكي بصمت ، ورهف تبكي أيضا وهي تستمع لكلام صغيرتها ولؤي ينظر لباب زين المقفل بأسى و هو يحتضن رهف محاولا تهدئتها ...
تابعت لمار حديثها وقالت : زين أنا لم أكن أتخيل ولن أتخيل حياتي بدونك يا أخي ، فأنت بالنسبة لي شيء غالي يجمل حياتي ويزيدني سعادة وجودك يعني لي الكثير يا أخي ، لا أعلم ماذا تشعر أنت تجاهي ولكني واثقة بأنك لا تستطيع التخلي عني أيضا أو عن أمي أو أبي ، زين نحن لا ننظر لك بنظرة أخرى كما تظن ابدا يا أخي أنت كما أنت في نظرنا ، ولكن هناك شيء تغير فيك ليس إصابتك لا ليست هي ما تغير ، أتعلم ماذا تغير فيك يا زين ؟
كان زين قد مسح دموعه واستمع بانصات لكلامها ...
تابعت لمار : قلبك يا زين ، نعم قلبك ، لم تعد زين الذي كنا نعرفه سابقا ولم نتوقع أن تكون بهذا الضعف ، لم تعد زين المحب للجميع كل ذلك بسبب اليأس الذي زرعته في قلبك ، انزعه بسرعة يا أخي وعد لنا زين المحب زين النشيط والمرح ، عد لنا فقد اشتقنا لك جميعا .
أنت تقرأ
صدمات متتالية (الجزء الثاني من رواية طفولة مشردة)
Mystery / Thrillerالجزء الثاني من رواية طفولة مشردة