نَظـرةٌ تَفَقُدية

631 82 32
                                    

بإسم واهِـب النعم، نـبدأ.
--

من يظن أنه فريدٌ من نوعه أو مُكرر، من يعتقد أنه محور الكون أو النكرة الأعظم في هذا العالم.. توقف للحظة وفكر عميقًا، من أنت حقًا؟

أنت الآن تنظر إلى نفسك من خلالـي، تجول بنظراتك على تفاصيلٍ تأملتها كثيرًا سابقًا.. وقد يكون العكس، من يدري؟

أخبرني، إن نظرت إلى ذاتك، بعيدًا عن جمال ملامحك وتفاصيلك التي رُبما لست راضيًا عنها.. في العمق، هناك، حيث ملامحك الحقيقية، ماذا ترى؟

لا تخجل! تحدث الي؛ أنا مرآتك، أرى فيك أعمق ممّا ترى، لكن إن كنت فيلسوفًا فاهمًا لذاتك.. قد تفوقني في الوصف والحديث.

مرآتك ستخوض معك نقاشًا عميقًا يتمحور حولك أنت، يا من لأجله سُخِرَ الكون، مالكًا أثمن عطايا الإله.. العقل!

لا تسخر مني ظانًا أنني مجرد شيء من صنيعك، لا أفقه أمرًا ولا أستطيع مجاراتك.. مهلًا يا صاح، أنا أعمق من ذلك بكثير؛ أنا الصامتُ الذي راقبك لسنين طويلة، حافظُ خباياك وكاشف أسرارك. أنا انعكاسك الذي سيخبرك بكل شيء عنك.

كُن جريئا وأضف هذا الكتاب لمكتبتك، ضعه أمامك على طاولتك ولا تخجل من اكتشافك لنفسك.. كن ما يجب أن تكون عليه.

والآن، هل أنت جاهزٌ لنقاشنا الأول؟

خذ نفسًا عميقًا، وتأمل السؤال جيدًا لبضعة دقائق.. ثم أجبني:
من أنت؟

النقاش الأول: قريبـًا.

هديتي للعالم، هذا الكتاب.
ڨيكتوريا.

مرآةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن