النهاية.

356 43 14
                                    

خصلات شعرها البُنية تطاير على عيناها البُنيتان، إبتسامتها الناصعة تُزين ثغرها، وقفت على تِلك المنصة بينما كان يُطالعها بأعين مليئة بالفخر، بدأت حديثها قائلة "يومٍ ما قال لي شخص أحبه إنني سأصل، لم أتوقع نجاح كتابي مِن بعض الرسائل المنشورة لمجهول على مواقع التواصل الاجتماعي، لقد مر شهر ونصف مُنذ نشري لذلك الكتاب، في البداية أريد التوجه بكل الشكر، لكل من آتى اليوم"

كانت تُحرك يداها كما أعتادت أن تفعل كُلما كانت تتحدث، ترتسم على ثغرها ابتسامة لم يعلم معناها إلا هو، يحفظها عن ظهر قلب، ويعلم جيدًا كم هي مُتوترة، وتريد الاختفاء فخور للغاية بفتاته الصغيرة، ولكن قلبه يؤلمه مِن حديثها.

" كان هُناك معي شخص ما، كان مصدر أماني، في الحقيقة كان داعمي الأول، وسبب ظهور كُل ذلك الابداع، لا أستطيع الإنكار إن تلك الرسائل مُوجهه له فلم يستطع أحد أن يستوطن قلبي مثله، لذا ردي على جميع تلك الأسئلة الموجهه عن إما كان مجهول شخص حقيقي، نعم مجهول كان عالمي في يوم من الايام. "أنهت خطابها، وتركت جمهورها البسيط مع الفقرات الأخرى، ليخبرها مُنظم حفلها بوجود شخص ما يريد رؤيتها.

جلست تنتظر حتى دلف إليها، بأبتسامته المُعتادة ونظرته الحزينة كأول ليالي ديسمبر في لقائهم، يرتدي قميصها المُفضل، وبنطاله الأسود، لم تُصدق أنه عاد من جديد، هل عاد ليكسر قلبها مرة أخرى، قلبها يُريد عناقه، وعقلها يرفض حتى النظر إليه.

تحمحم ثم أردف أولى كلماته قائلا "أشتقت لكِ"

إبتسمت فَيوليت إبتسامه سُخرية "بعد كُل تلك السنوات؟ حقا يا ايريك ؟ هل تأتي الآن ؟ترى ماذا تُريد؟"

"فَيوليت أقدر مشاعرك، أعلم أن الحق لكِ، بل لكِ كُل الحقوق، ولكن أتركيني أفسر لكِ ثم القرار لكِ"

صمتت فَيوليت فـربما هي تستحق سماع لما حدثت كُل تلك الفوضى.

"لم أكن شخصـًا أجتماعيـًا أبدًا، مُنذ صغري كنت أشعر بوجود شخصان داخلي، شخص ما يُريد، وأخر لا يُريد، تعلمين كُل شيء عن طفولتي يا فَيوليت، تعلمين ماذا حدث لي، كُنتِ أنتِ اول من تقبل طبيعة مرضي، حاولتِ التعامل معها، ولكني مريض فصام، وعاشق للتملك حالتي كانت تسوء كُل يوم أكثر من ذي قبل، كُنت أشعر إنني آذيك حتى وإن أمتنعت عن آذيتك كُنت سأفعلها يومـًا ما، بأنفصالي عنك كُنت أحميك مني يا فيوليت، لقد وعدتك أن أحميك من كُل أخطار العالم وقد كان أنا الخطر الأكبر، كُل تلك المُدة كُنت أعالج من جميع أمراضي، قال لي الطبيب أن مخاطبتي لشخص أحبه يُحسن من حالتي فـكنت أكتب لكِ، كُل يوم كُنت أشعر بوجودك معي، لقد عُدت طالبـًا السماح من قلبك النقي علّي أستطيع تعويض روحك الطاهرة عن كُل الأذى الذي سببه غيابي عنك، عُدت طالبـًا العفو من قلبك الذي لطالما عشقته فهل تقبلي بي مرة أخرى طفلك الذي أخطأ، ويريد العفو؟" أنهى ايريك حديثه لتنهمر دموع فَيوليت، لم تكن تعلم إنه كان يتعالج كُل تلك الفترة لاجلها أطلقت العنان لمشاعرها حتى تُحركها، عانقته وجلسـًا ارضـًا مسدت بيداها على شعره قائلة" وكيف ترفض الأم أبنها حتى وإن كان مُذنبـًا؟ إنني أقبل بكَ كُل شيء كما كُنت يا ايريك، كـديسمبر أنت لا يشعر بدفئك إلا من خاض شتائك."

قصة قصيرة لطيفة اتمنى انها تكون خففت عليكم من قسوة السنة. 💙
Love you all 💙

🎉 لقد انتهيت من قراءة دِيسَمْبِر 🎉
دِيسَمْبِرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن