ثم انقلب المسرح رأساً على عقب، وفر الممثلون والجمهور وكل من كان بالقرب من دار العرض يومها؛ عدا المؤلف.
فهو المسؤول الوحيد عما جرى، ويتحمل كل العبء الناجم عن خلق أرواح سوداء جديدة في العالم.
وفي حالتنا هذه، كنت أنا المؤلف، وحاصد الأرواح.
دقائق من النقاش السريع والغير منظم مرت وأنا أحاول أن أوصل الفكرة دون أن أفقد أعصابي، أكرر الكلام لتشارلي مرات ومرات، بينما أصغي بدقة لاقتراحات أوليڨار وأجيب عن تكرار سؤال ريو «ما هو صنيعي؟» وأتجاهل مشاجرات توري وباربارا في نفس الوقت. لكنني سعيد، فعلى الأقل؛ نعمل أنا وآلڨين بنفس الطريقة التي لطالما عملنا بها في المدرسة عندما كنا ننظم مشاريعنا الصغيرة، فأضع الخطة أنا فيما بيننا؛ ويقود هو الفريق بسبب شعبيته. لكن الآن مختلف، فهناك أرواح على أعتاقنا، أسرار ستكشف وأخرى ستدفن، وخطوات ستتخذ نحو الحقيقة، حقيقتي أنا.
اتخذ كل منا موقعه في النهاية، وقد كان خاصتي للحراسة على أحد المداخل مع باربارا وتشارلي على مدخل الغرفتين المجاورتين. أما توري فقد عادت أدراجها نحو المعسكر برفقة أوليڨار -الذي مثل الإعياء- لتجلب مسدسها الكاتم ذاك. بقي آلڨين يدرس الحالة في الداخل وريو يراقب لنا المدخل الرئيس للسيرك، وقد اتفقنا على أن يصرخ بعلو صوته إن أحس بشيء، مما سيثير بلبلة في المكان.
لم يحصل شيء لبعض الوقت، حتى اقترب شابين من المكان قاصدين الحمام في نهاية الطريق، وما كان منا إلا تأدية أسوأ مشهد تمثيلي في الحياة.
"يا صاح، لا تقترب من شقيقتي مرة أخرى"
عيناي لا تفارقا الشابين، وجهت كلامي لتشارلي ليقابلني بوجه مستغرب قبل أن يستدرك قائلاً: "اه نعم، يا رجل، لم أقترب منها، ثم أنها قبيحة جداً"
"ستدفع الثمن لاحقاً يا صاحب طحالب الأسنان" همست باربارا كازةً على أسنأنها ويدها تتكور تحت ذقن تشارلي.
"هل من خطب؟، أيزعجكما الفتى؟" قال أحد الشبان وقد اقترب من مرأى النظر ليتبين وجوهنا تحت الضوء فتجزع نظرته عندما قابلت أعينه خاصتي قائلاً: "أنت!، بشري (بيلالورا)"
" تعرفني؟" نعم، هذا ما خرج من ثغري السخيف.
"لقد كان لأبي صديق يعرف والدك" قال الشاب مسنداً ظهره للحائط ليضيف: "كيف حاله بالمناسبة؟"
اللعنة، ليس هذا وقت صلة الرحم.
عند ذلك الحد، سمعنا صرخة ريو وقد ملأت المكان بسبب الهدوء السائد في حضرة التحف والتأمل لها. أسرعت بالدخول للخيمة لأنبه آلڨين فأجده قد تنبه بالفعل، وأكثر من ذلك.
أنت تقرأ
سطح الأسفلين
Fantasyيعيش راڨي، في بداية شبابه، في عاصمة شبه جزيرة شيتسو. هناك، أين لا يشبهه أحد؛ بينما هو يشبهنا جميعاً. فهو الإنسي وسط المسوخ، الرجل المتوسط بين الحالات الخاصة، والمجنون وسط من لا عقول لهم. يحاول فك طلاسم الماضي ليعرف مستقبله وحاضره، قرر أخيراً أن يفهم...