متى سأقول أن الأيام مرت سريعة دون أن أشعر بها؟.
من السيء حقاً أنني محبوس في المعسكر بينما يقوم أحدهم خارجه بتقرير مصيري، أريد أن أشارك!. أعلم أن كسبي لصداقات جديدة لا يعني أن كل محاولات التخلص مني اختفت كأنما لم تكن يوماً، فالعمل جارٍ على طردي أو قتلي أو أياً كان.
ومن قال أنني اكتسبت أصدقاء جدد حتى؟، هذا هراء! وأنا أكثر من يعلم أن الضحك والحديث المطول لا يعني كسب الصداقات.
وقد تأكد هذا عندما استأذن آدريان مبكراً نحو مسكنه الخاص الجميل بجوار مساكن المسؤولين. ساد بعد خروجه صمت تخلله تكتكة عقارب الساعة وموسيقى خافتة من قسم الفتيات. أراهن أن الجميع كان يفكر بكم نحن منفصلين، كلٌ له تصنيف، وداخل تصنيفه تصنيف آخر، حلقات لا تنضب أبداً؛ لكننا نصنع حلقات أكثر لعلنا نتخلص من الأولى. ما الذي أهذي به؟.
لم يزعجنا أحدهم لبقية اليوم، قضينا ما تبقى منه في مساكننا حتى العشاء على نفس المائدة التي أُعدت في الشارع. وحتى هناك، لم يتحدث أحد كما كنا بالأمس. ألهذه الدرجة أثر عراكنا على الجو العام؟.
لو كنت أعرف القادم بعد هذا العشاء الهادئ من ضوضاء؛ لمضغت طعامي أبطأ.
ففي الصباح التالي، وقد كانت الشمس أقل توهجاً، أو هكذا خيل لي بسبب الهواء الذي لطم عنقي ورأسي ما إن خرجت من المنزل بعد أن قام تشارلي بقص شعري بالكامل حتى أصبح بالكاد يلامس أرنبة أنفي. لقد كان قراراً حكيماً مؤلماً، فبالرغم من أنني لا أحتاج لتجديله بيد واحدة، إلا أنني سأفتقد تحركه معي كظلي كيفما تحركت.
كانت الحافلة التي أقلتنا بالإنتظار لنصعد بها بتزاحم فقط لنريح أجسادنا على الكراسي غير عابئين بالوجهة.
"إذاً، سيتقرر اليوم تصنيفكم ثم سنكمل اختبارات القدرات لأننا لا نستطيع أخذ موعد آخر للمكان الذي سنتجه له، كونوا متعاونين ولا تقتلوا بعضكم بعضاً" كان من الصعب على آمارسا أن توجه نظراتها الحانقة لي وتوري لأننا جلسنا في أماكن متفرقة كثيراً، إضافة إلى أنني كنت أحشر رأسي تحت ستارة النافذة حتى تبدأ الحافلة بالتحرك وأستطيع أن أغفو قليلاً ريثما نصل لوجهتنا.
لم يخبرنا أحد بمهية التصنيف، كل ما قيل هو رتوش كلام عن أن هذا التصنيف لم يطبق سوى بعد الحادثة في الحفل، وأنه استعمل لمدة عام واحد فقط منذ زمن بعيد جداً حد أن كل من نفذه قد مات مما صعب عليهم مهمة تطبيقه هذه المرة. لكنه مهم، يجعلهم يحددون مواقعنا في الدفاع عن (شيتسو) ضد الحرب التي ستشتعل مع (المارزانا) في أي وقت.
ما إن فتح باب الحافلة واستيقظت خلايا عقلي بشكل كامل حتى التهم الضجيج كل شيء من حولي، وعلا الصراخ ممزوجاً بالسباب ومحاولات التهدئة.
أنت تقرأ
سطح الأسفلين
Fantasíaيعيش راڨي، في بداية شبابه، في عاصمة شبه جزيرة شيتسو. هناك، أين لا يشبهه أحد؛ بينما هو يشبهنا جميعاً. فهو الإنسي وسط المسوخ، الرجل المتوسط بين الحالات الخاصة، والمجنون وسط من لا عقول لهم. يحاول فك طلاسم الماضي ليعرف مستقبله وحاضره، قرر أخيراً أن يفهم...