من أجل البقاء .

479 98 201
                                    

⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊰

تخيل معي أنكَ تستيقظ فجأة لتجد نفسك وسط غابة كثيفة وملتفة الأشجار مطيرة في غاية البرودة وبمجرد ما إن تستيقظ كان الذهول قد سيطرَ على جُل تعابيركَ وأكتسحها، بدوتَ بأنكَ لن تتخطى تلك الصدمة الأ بعد مرور مئة عام على الأقل فلا المكان ولا التاريخ معروفين لديك حتى أنه لايوجد لهما أي صلة أرتباط بمحيط حياتكَ التي كنتَ تعيشها قبل الأستيقاظ ، ومن فرط الصدمة وقفتَ منتصباً ملتفاً حول نفسك مرات عديدة ولكن لاشيء !!فقط أشجار داكنة الخضرة هي من تحيط بك ،أنتبهتَ الى أقدامكَ التي غطست بتلك الأرضية الطينية الممتزجة بالأعشاب والطحالب ،من يمكنه أن ينسى حذائه قبل الخروج ؟!.

-ولكن في حالتكَ هذه هل هذا يسمى خروجاً؟!.

لوهلة خطر بذهنكَ بأنه تم أختطافك ورميكَ في أدغال غابات الأمازون أو أحدى الغابات الأستوائية النائية الغير مأهولة بالسكان ،من يدري ! ،ولكن ماتعلمه جيداً بأنك لستَ في كابوس وبأي شكل من الأشكال فأطارفك التي تكاد أن تتجمد والبرودة التي تسللت الى أعماقكَ حتى نخاع العظم لايمكن أن تكون أموراً زائفة ،الآن قمت بنفض جسدكَ من الأرض الطينية لعلك تجد مكاناً أكثر جفافاً، وبالفعل بدأت تسير في أحدى الجهات وبشكل عشوائي قاصداً مكاناً أفضل فلربما تواجد سُكاناً في هذه المنطقة النائية من يدري لربما ستنجو .

لكن لا ،مع َحظكَ التعيس لما قد يتواجد الأنس
في هذا المكان المميت!!،ومع أستمراركَ بالسير ومع الكثير من الخدوش بسبب أوراق الشجيرات المتشابكة في طريقك والطين الذي يقوم بتصعييب سيركَ أكثر أستطعت الشعور بأن الليل قادم ،نعم فرغم أنه لاشمس ظاهرة في الأفق بسبب كون السماء غائمة والأشجار عالية متشابكة تمنع ولوج الشمس للداخل الا أن الضوء كان كافي لجعلكَ تعلم أنه النهار ،ولكن هذا غير مهم فالليل بدأ يحل وأطرافكَ بدأت تصبح قطعة ثلج متراكمة ،حتى ملابسكَ الخفيفة لم تكن لتسعفك في هذا الموقف المحرج والأسؤأ من كل هذا أنك جائع للغاية ،التفتتَ جانباً لتجد فاكهة التوت الأسود ، أقتربتَ منها لتمد يدك َ محاولاً التقاط بضع حبات توت، وبمجرد ما أن مددت َيدك لاتدري لما خطر في ذهنكَ فلم (hunger gaem) اللعاب الجوع ،حينما ماتت أحدى المتسابقين بسبب تناولها للتوت البري الذي كان مسموماً فقمتَ بالتراجع عن أكله لترميه أرضاً ،وفجأة سمعتَ صوت فحيح ،ياأللهي أنها أفعى خضراء ملتفة حول أغصان فاكهة التوت التي أقتربت منها وما كان منكَ الا الهرب قبل أن تلتف حول عنقك وتنقظ عليك فهذا ماكان ينقصك فقط ،ومع الأستمرار بالسير بدأتَ تسمع صوت الذئاب ،فكرتَ لوهلة أن عليكَ أن تُشعل النار .

كيف يفعلونها ؟!.

حسناً لابد بأنكَ شاهدتَ الكثير من الأفلام السينمائية
صخرة مع صخرة وقطعة عيدان ستفي بالغرض
لكنك منذ نصف ساعة تحاول ولا جدوى، الأمر يبدوا أكثر صعوبة مما يبدوا عليه،الأغصان رطبة وهي لايمكن لها أن تشتعل ،وبعد أن نالت يداك مأخذهما من الخدوش والجروح بدأت تسمع صوت الذئاب تقترب .

-ذئاب ؟!.
-ربما .
هناك أصوات أضافية الى جانبها ،لربما أصوات دببة حظك يمكن أن يجلب أي شي .

حسناً ماذا تفعل في هذه اللحظة ؟!
فكرتَ قليلاً بعدها لم يكن بمقدورك الا تسلق أحدى الأشجار العالية حفاظاً على حياتك ،ولكن الأشجار
مخروطية لا لحاء خشن فيها لتتسلقه وخاصة مع الرطوبة العالية ،تسلقها كان مستحيل ،لربما يمكنك
أستعمال حبال الأشجار المتدلية ،ولكن ما هذا أنها مهترئة وسهلة التمزق حتى مع جمع عدد كبير منها معاً .

" ماوكلي أيها المخادع لقد خدعتنا طوال طفولتها وأنت تتجول من شجرة وأخرى بواسطتها "

حسناً وأنتَ في خضم التفكير، أغصان الشجيرات بدأت تتحرك ،واللعنة لاشك أنها الذئاب ،سأموت،هذا مافكرت به ،وبالفعل زمجرتها بدأت تصل الى مسامع أذنيك ،أنتَ لاتدري كيف تسلقت الشجرة المخروطية العالية .

" الخوف ومايفعل ."

الآن بتَ أعلى الشجرة ولكن من قال
بأن الذئاب لايمكنها تسلق الأشجار من قام بالضحكَ على عقولنا بهذه الفكرة؟!. ،هاي هي تتسلق غارسة أنيابها بجذوع لحاء الأشجار الملساء مكشرة عن
أنيابها و..........⚰️

⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊰

أنتهى .

تخيل مع ليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن