ـــــــــــــــــــــــــــــــ••ــــــــــــــــــــــــــــــــ
تخيل معي أنكَ في إحدى البلدان الأوربية تقف
عند حافة بئر قديمة في ساعة متأخرة من الليل، أعترضكَ البئر في طريق عودتك الى شقتك البائسة، جذبَ أهتمامكَ اللافتة المعدنية الموضوعة بقرب البئر، ضع عملة وتمنى أمنية، حسناً لقد سمعتَ بهذه الأسطورة كثيراً، الأسطورة التي تتحدث عن رمي عملة معدنية وطلب أمنية من معجزاتها إنها سوف تتحقق لكَ لاحقاً وبكل تأكيد، رغمَ الأنهاك الذي يسيطر عليك الا أنكَ أخرجتَ عملة فضية تلمع تحت ضوء القمر، أغمضت عينيك ثم طلبتَ أمنيتك بصمت لترميها في قعر البئر المظلم، ما هذا!، رغمَ رميكَ للعملة منذ زمن لا بأس به الا أنكَ لم تسمع صوت أرتطامها بالماء!!، هبت الرياح فجأة ليتحرك العشب الأخضر الداكن على أحد جانبيه محدث فحيحاً يبعث على القشعريرة في الجسد، صوت حفيف الشجر قد بدى أكثر ثوراناً من ما كان عليه بل إنه حقاً يثور ويندلع، صوت ما، صوت ما قادم من أسفل البئر، أنتَ مددتَ رأسكَ وسط الظلام ليتم سحبكَ الى الأسفل وبقوة شديدة، تهاويت لتغطس في عمق البئر الباردة، القليل من ضوء القمر يصل الى الأسفل ولكن مع ذلك هذا ليسَ كافياً،البئر أعمق من هذا بكثير،من الجيد قدرتكَ على السباحة،جذفت بقدميك وأنتَ تلتقط أنفاسك وبشدة، المياه كانت مظلمة ذات لون عشبي مخضر والجدران مليئة بالطحالب، فجأة بدأت تسمع صوت غريب ما يدور حولك، التفتتَ يميناً ثم يساراً قائلاً"هل من أحد هنا؟!" لكن لا رد، الآن بعض الأصوات المرعبة التي تدور حولك وتدور، رأسها المليء بالشعر الأسود المنسدل قد بات واضحاً في إحدى جهاتك وهي تقترب منك ببطئ شديد، عينيها المليئتان بسواد لا حدود له قد قامت بتركيزهما نحوك، صرختَ بأعلى قوتك لتبدأ بتسلق جدران البئر، ولكن لما تسلق الجدران صعب الى هذا الحد؟!، الان بتَ تعلم بأن كل ما يتم عرضه على التلفاز خدعة، صعدتَ حجارتين لتتشبث بالثالثة وأنتَ تلتقط أنفاسك بصعوبة بالغة، أدرت رأسك لمعرفة مكانها لكنك تفاجئت بها زاحفة خلفك، تشبثت بقدمكَ وبقوة ثم بنصف جسدك قد تمسكت لتغرس أنيابها الطويلة في بطنك ثم تقوم بسحبك الى أسفل بقعة من تلك الماء الباردة المظلمة.ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماذا تعلمتَ من هذه القصة؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنت تقرأ
تخيل مع ليل
Short Story«غـص مـعي عـميقاً أيـها الـقارئ حـتى قـعر الـزجاجة، تـخيل وجـودك في مـواقف تُـجمد أطـرافكَ عـلى أثـرها رُعـباً تـارة وتُـضحكك تـارةً أخـرى» « نـظراً لـتفاعل الـجميع مـع فـقرة تـخيل مـعي وتـعليقاتهم الـمحفزة حـول طـريقة الـسرد الـشيقة والـتي قـد جـع...