قصة كتبتها من عاشت أحداثها، وقد عانت هذه الفتاة منذ أن كان عمرها الخامسة عشرة، لقد كانت في مقتبل حياتها والتي من المفترض أن تكون عامرة بالسعادة والفرحة إلا أنها سطرت بالأحزان والشك بكل ما يحدث من حولها.في البداية كانت تشعر بأن شخصا ما يقترب منها ويحتضنها، وتشعر حينها بالاحتواء وبخاصة عندما تكون حزينة ومتألمة من شيء ما؛ ولكن مع مرور الأيام تطور معها الأمر لتجد نفسها تشعر وكأن شخصا ما يرغب في إقامة علاقة كاملة معها، وعلى الرغم من صغر سنها حينها إلا أنها كانت مستوعبة الأمر لحد بعيد.
عندما قررت إخبار والدتها بالأمر لم تصدقها نهائيا بل أقنعتها أيضا أنها مجرد تهيأت وتخيلات وليست أكثر من ذلك؛ وبكل ليلة كانت الفتاة تستيقظ من نومها لتجد جسدها بالكامل يؤلمها ألما لا يحتمل، وإذا ذهبت لنومها تشعر وكأن شخصا يشرع في الاقتراب منها، ومهما حاولت الابتعاد عن كل هذه المشاعر والأحاسيس بقراءة للقرآن الكريم أو بكثرة الصلاة والتي كانت تشعر بثقلها وعدم قدرتها على إكمالها، كانت بكل مرة تفشل فشلا ذريعا وموجعا لقلبها.
في أوقات كثيرة قررت الاستسلام حيث أنها تواجه شيئا ولا تعرف ملامحه من الأساس، شيئا غير مرئيا ولا تعرف له أي نقاط ضعف ولا نقاط قوة أيضا؛ شيء يمكنه اختراق حياتها والتحكم بجسدها كاملا، كانت كثيرا ما تشعر بالخوف الشديد، وكانت دائما ما تشعر وكأن شخصا ما يرقبها على الدوام ومن قريب.
وبيوم من الأيام استيقظت شقيقتها وأثناء ذهابها لترتشف بضعا من قطرات الماء نظرت إليها من أمام باب غرفة نومها، ورأيت ما جعلها تصدق شقيقتها في كل كلمة وحرف سبق أن أخبرتهم بها جميعا وتوسلت إليهم ليصدقوها ويصدقوا أمرها؛ لقد وجدت شيئا أسودا والشعر يغطي كامل جسده، وقد كان ضخما للغاية يجلس على مقعد ويمسك بيد شقيقتها ويتلذذ بالنظر إليها وهي نائمة!
كانت شقيقتها تكبرها سنا، فذهبت لتوقظ والديها ليعلم حقيقة صدق شقيقتها وأنها لا تدعي وأن كل ما أخبرتهم به هو مجرد جزء هين من الحقيقة المخفية عنهم جميعا وبما فيهم صاحبة الأمر، ولكنها عندما عادت مصطحبة والديها كان قد اختفى، فدخلت شقيقتها معها دائرة التخيلات.
وكانت الطامة الكبرى في حياة الفتاة التي حالها كحال الفتيات الجميلات الأخريات عندما يتقدم لهن عريسا لطلب الزواج منهن، كانت تدخل في كثير من المشاكل النفسية والجسدية كضيق في التنفس، تشعر وكأن أحدا ما يقترب منها ويلف يديه حول رقبتها، بل وصل بها الأمر لتسمع التهديدات بأذنيها إن وافقت على من تقدم لطلب الزواج بها؛ أصبحت الفتاة أول ما تسمع كلمة عريس تصاب بذعر مرير.
هذه الفتاة تبلغ من العمر حاليا خمسة وعشرين عاما، حياتها دمرت كليا لا تقوى على صلاة ولا قراءة قرآن، ووالديها لا يعتقدان أبدا بأمور الجن، ولكنهما أيضا لم يتركانها تعاني وحيدة، ذهبا بها للعديد من الأطباء وحاولا معالجتها جسديا ونفسا أيضا، ولكن كل محاولاتهما كانت بلا جدوى.
ومازالت معاناة الفتاة لدرجة أنها أصبحت تخشى النوم، وعندما تشعر بحاجة ماسة إليه تجعل والدتها تنام بجوارها وتمسك بيدها حتى تخلد للنوم، وما إن تنام حتى تستيقظ فزعة من هول ما تراه بمنامها؛ كانت ترى على الدوام شخصا في كل مرة يحاول الاعتداء عليها، وبكل مرة يحدث ذلك معها بالمنام تستيقظ لتجد الآثار والعلامات على جسدها فعليا، كانت تخبأ الأمر كليا عن أقرب ما لديها لأنه وببساطة بكل مرة يقنعوها بأنها مجرد أوهام، وبالفعل لقد استنفذت كامل قواها خلال الفحوصات الطبية والنفسية والتي كانت بكل مرة بلا جدوى.
ولكن هل هناك فعلا من الجن بإمكانه تدمير حياة شخص بريء بهذه الطريقة الوحشية؟!
أنت تقرأ
اساطير مرعبة
Horrorمجموعة من القصص القصيرة عن اساطير مرعبة يقال انها حقيقية من مختلف انحاء العالم