||11||

4.6K 338 23
                                    


بضعة ساعات لاحقا، بعد أن دكُن لون السماء وخلدت الغابة من حولهم للنوم، تبدد هدوءها عندما بدأت الأرض بالاهتزاز تحت أرجل الصيّادين. هزّة فهزّة، اشتدّ وقعُها وخرَجوا من خِيَمهم متحضّرين للدفاع عن أنفسهم وقتل الخطر الغريب الذي لم يحددوا ماهيّته ولا مصدره حتى الآن.

أصوات تكسّر الأغصان وصلت إلى مسامعهم ليُخمّنوا أن القادم وحش كاسِر جاء ليجرّهم إلى حتفهم.

بقوة موجة عاتية، ظهرت من بين الأشجار أشكال داكنة سريعة الحركة. تباطأت قليلا فقط لتحدد هدفها ثم تنطحه فيُحلّق عاليا مكسور العظام ويسقط هامدًا.

تلك قوة «الميرال»، بُنية وسرعة تفوق أنبل الأحصنة وقرون حادة متفرّعة كشجرة عتيقة، الفصيلة الوفية للتيرايدا، تُلبي نداء الأمير أينما كان وخاصة لإنقاذ أميرته.

بينما انشغل الصيادون في مُحاولة النجاة من الهجوم المباغِت، تسللت ڤاليرا وآركاين بحذر للمكان الذي احتُجزت فيه هيذر -كانا قد تركا سيڤان مربوطا بشجرة ما حتى لا يتأذى خلال عملية الإنقاذ الخطرة على جسده الهش-.

«هل حددتَ مكانها؟!».
صاحت ڤاليرا فوق ضوضاء الحوافر والأنين.

«إلى اليسار! داخل تلك الخيمة».
ردّ وبدأ يركض باتجاهها.

وحين وقف في طريقه أحد الصيادين يمنعه من الاقتراب، اندفع أحد الميرال ليُرسِله للنجوم بنطحة قويّة.

لم يكن آركاين قد استشعر وجود توأمه هناك، بل العدم. وكأن تلك الخيمة البالية خارج نطاق قدراته، خارج الزمان والمكان كليا. اكتشف السبب عندما رفع القماش ليستطلع عما يُخفيه، وخارت قواه حتى كاد يفقد توازنه.

جدران الخيمة من الداخل كانت ذات لون غريب، أزرق شبه متوهّج، وعلى أرضها ارتمى بعض الأشخاص مُكبّلين بمعدن من نفس الوهج. تلك المادة حتما ما يُعيق قدرات جميع المختطَفين حتى لا يهربوا.

«سأدخُل أنا، أنت ابق هنا وساعدهم على الخروج!».
أمرَته ڤاليرا وتحرّكت قبل أن يتملّكه كبرياؤه ويتطوع للدخول بدلا منها. بحكم فارق السنّ والبُنية والفصيلة، اللايكان يمكنها تحمّل فقدان قِواها أكثر من التيرايد المراهق.

وقف آركاين بتعابير منزعجة من موقفهم. أراد أن يكون هو من يُنقذ توأمه علّه يُعوّضها قليلا عن أذيّته لها سابقا لكن عليه أن يدوس على كبريائه كي لا تبُوء مهمة الإنقاذ بأكملها بالفشل.

ڤاليرا كانت تُعاني في فكّ الأصفاد الصلبة والتي أشعَرتها بالشلل يقبض على أطرافها، حتى استعمال أحد السيوف لمحاولة كسرها لم ينجح.

أما في الخارج، فلا زال الصيادون غير عالِمين بسبب الهجوم الذي وقع عليهم. غريزتهم أملت عليهم ضرورة الهرب أولا لذا كانوا يركضون في اتجاهات عشوائية والميرال يُلاحقونهم بقرون الموت.

سِيلا ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن