||18||

7.7K 666 89
                                    


سار لِيونار خلف سموّها ببضعة خطوات مطلِقا طاقته نحوها حتى يهدّئها ويصبح بإمكانه الاقتراب أكثر منها دون أن يكون في ذلك خطر عليه.

تمتماتُها الغاضبة وأنفاسها السريعة خفتت تدريجيا فتقدّم إلى جوارها مُشيرا للحارس بالمغادرة.

«لديكِ غضب مكبوت كبير جدا مقارنة مع حجمكِ...».
علّق بـنِيّة تغيير المزاج فرمقته بحدّة وواصلت سيرها دون وجهة محددة.

كانت بالكاد تصل إلى كتفه لكن هالتها الناريّة تجعله يشعر كأنه يُحادِث بركانا على وشك الثوران.

«إذا... ألن تدافعي عن نفسكِ؟ أم أنك ترينها على خطأ ولا تحتاجين إقناعًا؟».
أضاف دون أن يحصل على ردّ غير صوت اصتكاك أسنانها ببعضها البعض.

«سيزار عانى بما يكفي، خصوصا من جهتكِ... ألا تظنين أنه عليك تغيير معاملتكِ له؟ بما أنه توأم روحك الواحد والوحيد الذي لن تحصلي على غيره ولن تكوني كاملة من دونه...».
جعلها كلامه تتوقف فجأة لكنها لم تنظر ناحيته.

«أم أنكِ في انتظار فرصة لإثبات أنكِ لم تعودي المتنمرة الشريرة وأصبحتِ قادرة على التصرّف بلطافة؟ وسيزار لا يمنحكِ تلك الفرصة؟».
أكمل بعد قراءة أفكارها لترتجف شفتاها وتوشِك دموعها على السقوط.

«تبا لكما!».
وسارت مجددا تضرب الأرض بقوة حتى وصلت إلى شاطئ بحيرة صغيرة ضحلة أين وقف توأمها على الضفة المقابلة يخلع قميصه.

استشعر سيزار انضمامهما إليه فتوقّف عما كان يفعله لثانية واحدة ثم اختار تجاهلهما ورفع القميص فوق كتفيه ليكشف عن بشرته الناصعة وعضلاته المصقولة، بعدها خلع سرواله وسار بخطوات واثقة -رغم دقّات قلبه المتسارعة- حتى دخل البحيرة وصار ماؤها يصل إلى فوق ركبتيه.

لم تُبعِد ثيرسا عينيها عنه واسترخت تعابيرها المنزعجة فقد أصبحت منوّمةً بوهجه. أرادت بشدّة أن تتقدم إليه لكنها كانت متأكدة أنه سيستفزّها مجددا وعندها ستجرحه هي بشكل أسوء، حلقة مفرغة بينهما.

«ليست هناك دعوة صريحة أكثر من هذه... لقد تعرّى أمامكِ للتو، ماذا تنتظرين؟».
نطق لِيونار يُحاول تشجيعها.

«لا أريده ولا أريد خيانة خطيبي...».
ردّها كان مخالفا لما كان يجول في خاطرها تماما وذلك ما جعل الطبيب ينفعل.

«لا تكذبِ على إريميا!».
تحدّث بابتسامة راصّا أسنانه بينما أشعّت عيناه الأرجوانيّتان.

لم يترك لها وقتا للإجابة وأمسك يدها بقوّة ثم جرّها معه داخل مياه البحيرة وإلى سيزار الذي وقف محتارا في انتظار وصولهما إليه.

«ماذا تفعل؟».
سأله الثعلب دون أن يُلقي بالاً للثعلبة التي أتت معه غصبا.

«سموّها ترغب في الاعتذار».
أشار باتجاهها دون أن يفلتها كي لا تهرب فنظرت إليه منصدمة، تلك الكلمة غير موجودة في قاموسها.

سِيلا ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن