مِن غرفة فخمة إلى زنزانة قذِرة، هكذا آل المطاف بـاللايكان والثعلب الأبيض.جلسا على الإسمنت المتعفن يُسندان ظهرهما على حائطين متعاكسين فكِلاهُما يلوم الآخر على فشلِهما في الهرب من القلعة، سِيلا كانت سبب تأخرهما لأنها انجرفت مع مشاعرها تجاه الملك وسيزار كان سبب عقابهما بالحجز لأنه أدخل الملِك في غيبوبة.
كل شيء يعود للملك، كل خطأ وكل حدث سيء، ربما اللوم يقع عليه أكثر منهما...
«أُريد أن أقتُلكْ».
نطقت سِيلا بهدوء.«قِفي في الصفّ وانتظِري دورك».
ردّ دون أن يفتَح عينيه، كان مشغولا بالتفكير في طريقة للخروج من هناك.«لا لستُ أنا، ذئبتي تُريد ذلك».
أضافتْ ورفعتْ يدها لرأسِها بعدما شعرت بوعيٍ ثان يدخُل عقلها.«هل أنتِ على اتصال بها الآن؟!».
كلامُها جعل سيزار ينتفِض من مكانه إلى جانِبها مُتحمسا.«هل أنتَ متحمّس لموتِك؟ أخبرتُك أنها تريد قتلك!».
تحدّثت سِيلا بسخرية ثم دلّكت رُكبتها، ألم مألوف انتشر في جسدِها شوّش تفكيرها.«لا يهمّني ذلك، المهم أن تخرُج بإرادتها وليس ليلة اكتمال القمر فقط».
تحسّس جبينها فوجدها تشتعِل من الحمّى ورائحتُها تصير أقوى فأقوى، إشارةٌ على اقتراب تحوّلها.«لا يمكِنكِ هنا، المكان ملعون. لا سِحر ولا تحوّل يمكنه اختراق اللعنة».
علّقت الأميرة فيولين من خلفِ القضبان الحديدية التي فصلتْها عن السجينين.انتبها لها لكنهما لم ينظرا باتجاهها، سيزار لإنزعاجه من وجودِها وسِيلا لحقدها عليها وانشغالها بآلامِها.
«إذا اللايكان الأبيض كان بيننا منذ البداية... أكانت هذه خُطّتكما؟ الإطاحة بالملك وأخذ مكانه؟!».
اتهمت الأميرة بينما وقف إلى جانبها حارِسان بتعابير جامدة.تجاهلها السجينان، فهي تريد فقط استفزازهما حتى يقولا شيئا يزيد على التّهم الموجهة لهما.
«هل كنتِ تُغرين الطبيب كي تتقربي من الملِك؟ مسكين لِيو، واقِع في شِباك خادمة عاهرة».
أضافت فأطلق سيزار زمجرة تحذيرية لإخراسِها.«هل تُزمجِر على الملكة، أيها الثعلب القذِر!؟».
صاحت فيولين بغضب لتصدُر قهقهة من بداية الرواق الذي يتوسط الزنزانات المتعددة.«الملِك في غيبوبة، فلتُودّعي التاج إلى إشعار آخر».
تحدّثت ڤاليرا بنبرة باردة ووقفت إلى يمين الأميرة.«تيرايدا الحديقة تِلك تعملُ على الترياق وسينهض جلالته قريبا ثم سنُقيم الزفاف في أسرع وقت».
ردّت ووضعت يدها على خصرها.كلامها جعل سيلا تتنهد مرتاحة لأن البومة سيكون بخير لكنّ أنفاسها انقبضت مجددا عندما تذكرت أن زفافه قريب. هل تُعتبر شخصا سيئا إن تمنّت بقاءه في الغيبوبة ما دام لن يكون مع غيرِها؟

أنت تقرأ
سِيلا ✓
Fantasiسابقا، «لايكان ألبينو». 🎴 آلبينو 24/08/2018 ✓ 🎇 آلباستر 24/08/2019 ✓ 🌌 آسترايا 24/08/2021 ✓