'²'أنواع الذكاء الجسدي«٢»

380 31 0
                                    


ثانيًا_الذكاء الحسي«ذكاء الحواس الست».

أوضح العلم المستند علي وسائل حديثة؛ أن كل حاسة من الحواس تعتبر في ذاتها نظامًا معقدًا، ونشاطًا قابلًا للتكيف؛ فكل حاسة من الممكن تطويرها لما يخدم الإنسان.

والذكاء الخاص بالحواس، هو ذكاء يتعلق بقدرة الفرد على أن يستخدم كل واحدة من حواسه الخمس الجسدية، والحاسة السادسة -الحدس- إلى الحد الذي تبلغ فيه أقصى قدراتها.

الحواس|الإنسان عبارة عن معجزة متحركة. وتاليًا سأعرض بعض المعلومات عن الجسد البشري:

العينان

شبكية العين: وهي السطح الذي يستقبل الضوء في مؤخرة العين، وهي أكثر سماكةً بشكلٍ طفيفٍ من شفرة الحلَاقة، ولكنها تحتوي على ١٣٠ مليون خلية مستقبلة للضوء.
ومن هذه الخلايا المائة والثلَاثين مليونًا؛ هناك فقط ستة ملَايين خلية تسمى بالمخاريط، تتعامل مع الألوان، ويمكنها تمييز ثمانية ملَايين درجة من الْألوان.

الـ٢٤ مليونًا الباقية من مستقبلَات الضوء: تسمى بالقضبان، وهي حساسة جدًا لدرجة أنّها تستطيع أن تفحص وتُميز فوتونًا واحدًا للون، وفي الليل فإن بلَايين فوتونات الضوء تطرق شبكية العين، وهذا يساوي حوالي ١٠٠ ميجا بايت من المعلومات في كل ثانية.

الْأذنان

يوجد ستة عشر ألفًا من الخلَايا بالأذن الداخلية، وهي التي تستجيب أسرع من أي خلية في الجسم.

ستتحرك أي خلية من هذه الخلَايا الشعرية؛ إذا حركت بجانبها إشارة متناهية الصغر كالذرة، وهذا يشبه أو يعادل القدرة على فحص الحركة أعلى ناطحات السحاب في العالم؛ إذا تحركت لِأقل من نصف بوصة.

عند الاستماع إلى النغمات العالية من الموسيقى الكلَاسيكية؛ فإن الخلَايا الشعرية تتحرك بمعدل ٢٠ ألف مرة في الثانية.

تستقبل الأذن المعلومات ببُعد واحد، ولكن الْإنسان يسمع صوتًا ثلَاثي الأبعاد، ويمكنه أن يحدد مصدره في الحال. كيف؟ لِأن نظام المخ-الأذن بإمكانه أن يميز الوقت المتفاوت الذي وصل من خلَاله نفس الصوت إلى كل أذن؛ فالتفاوت الذي بإمكان الفرد تمييزه، هو ٢٠٠ جزء على مليون في الثانية.

الْأنف

يحتوي الْأنف على خمسة ملَايين من مستقبلَات الشم، وكل من هذه المستقبلَات لها جينها الخاص، وهذه المستقبلَات تستخدم أكثر من ألف جُزَيء من الجزيئات البروتينية العملَاقة؛ لفكّ شفرة الرائحة.
وبطرق لم يستطع أي عالم تفسيرها بعد؛ فإن الْأنف يستطيع أن يقتفي جُزيئًا واحدًا للرائحة لكل تريليون جُزيء من الهواء.

أمّا أعصاب الشم، فإن نهايات كل واحدة منها تكون مكشوفة للعالم الخارجي؛ والنهاية الأخرى تطلق الموجات مباشرةً إلى المخ، وهي حلقات تَواصل فورية بين الاثنين ’المخ، والنهاية الأخرى‘.

الفم

إن الفم يعتبر ثاني أهم أجزاء الجسم بعد اليدين؛ فالفم يجمع أنظمة الدفاع والتحذير المختلفة.
يحتوي الفم على ما يصل إلى عشرة آلَاف من براعم التذوق الحسّاسة جدًا؛ التي تتحد مع نظام الشم للتمييز بين ملَايين المذاقات المختلفة.

البشرة

تعتبر البشرة أكبر أعضاء الجسد فهي:
تحتوي علي ٢٠٠ ألف من مستقبلَات الحرارة.
وتحتوي على ٥٠٠ ألف من مستقبلَات اللّمس والضغط.
وتحتوي على مليونَين وثمانمائة ألف من مستقبلَات الْألم.
وإجمالي هذه المستقبلَات التي يبلغ عددها ثلَاثة مليون ونصف المليون؛ يكون مضافًا إلى ملَايين المستقبلَات في الحواس الْأخرى.

الحدس

إن الحاسّة السّادسة -الحدس- (والتي غالبًا وبالخطأ يعادلها الكثيرون بالمشاعر) ترتكز في الواقع على المنطق، ولكنها لَا ترتكز على المنطق العادي؛ إنّما على المنطق الخارق!
ف

قد أوضح البحث أن الجزء العلوي من المخ (طبقة اللحاء الدماغية) ينقسم إلى ممرين محددين، ومتصلين عن طريق شبكة أعصاب متطورة تحرك المعلومات بين الجانبين، وقبعة التفكير العملَاقة هذه تعتبر أكثر أجزاء الجسم تطورًا؛ وتحتوي على نطاق واسع من المهارات العقلية مثل: المنطق والتحليل، وهذه المهارات العقلية تتكامل مع الحواس الخمس لكي تخلق الحدس وبالعمل معًا؛ فهي تساعدنا على البقاء في هذا العالم.

إذًا ما الذي يحدث في موقف حدسيّ؟
تخيل أنك دخلت إلى حجرة، وتشعر فجأة إذا كانت هذه الحجرة آمنة أو مخيفة بطريقة ما؛ ففي موقف مثل هذا يقوم المخ بتكملة أغرب عملية؛ ففي أقل من ثانية، وباستخدام كل مهاراتك المخية، وحواسك بالإضافة إلى قاعدة بيانات حياتك بالكامل حتى الآن، فيقوم مخك بإجراء مقارنة سريعة مع العناصر الجديدة التي تظهر في هذه الحجرة، ذكاء عددي خالص ورائع.
وبعد ذلك يقوم مخك بإجراء تقدير محتمل لفرص بقائك في هذه الحجرة؛ وعلى أساس النتائج فإنك إما سترتعد، وإما ستهدأ وقد أوضح البحث أن التصرف وفقًا لما يسمى خطأ بالإحساس الداخلي، ويسمى إحساس المخ، هو القرار الصائب في أكثر من 80% من الوقت، ولو أنك قمت بتدريب حدسك؛ فإن معدل هذا النجاح سينجح.

تم
طرق تنمية هذا الذكاء في الفصل القادم.

السلَام عليكم ورحمة الله.

أنواع الذكاء (مكتمل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن