part:3

213 24 7
                                    

~تناقضهما~
.

..

دائماً ما تجتاحني موجة التردد تلك.
لما وجودكَ حولي مربك هكذا؟
لكنه حلو في الوقت نفسه.
كل ما رأيتكَ أمامي تعتريني تلك الرعشة و تحلق الفراشات داخلي و ينبض قلبي بصوتٍ صارخ.
أرى لطف معاملتكَ لي فأكتسب شجاعة فأعقد عزمي علي البوح لكَ بما أكنّه من مشاعر.
و ما إن أراكَ تعامل الأخرين أحس أنكَ تنشر اللطف لجميع من حولكَ و تعاملهم بسواء.
فأتراجع مجدداً خلف ستار التردد خوفاً من أن أُرّدَ خائبة من قِبلكَ.
أتساءل أن كان يمكنكَ قراءة نظرة الحب في عيني؟ّ و فهمها؟و ربما مبادلتها؟

...

كانا يسيران بصمت بعد مغادرة هيتشان و جايمين، و كل منهما غارق في تفكيره بالأخر.
و لتفكيرها العميق في أمر أثقل علي صدرها قررت هي الإفصاح عنه علّها تجد منه الإجابة:

"مارك!"

اجتذبت إهتمامه و نظره نحوها بمناداته لتكمل بعدها:

   "هل..هل تجد وجودي حولك غير مريح؟"

اجتاحها بعض التردد بداية لكنها قررت ارتداء الشجاعة فاندفعت تكمل باقي الجملة سريعاً بينما تشد علي إغماض عينيها. نظر نحوها للحظات حتى استوعب ما تفوهت به، اتسعت عيناه بفزع ليقول صائحاً:

"لا"

فتحت عيناها علي أثر صوته ليسترسل هو قائلاً بنبرة أخفض لكنها مرتبكة بينما يحرك يديه في الهواء:

   "لا تماماً. الأمر ليس كما تظنين، إنه إنه فقط اااه"

أصبح نظره يجوب الأرجاء بتوتر و وجد أنه لا فائدة من محاولاته و سيجعل الأمر أسوء فقط لذا اجتبى الصمت و استدار قليلاً يفرك شعره بيده بقوة جاعلاً منه مبعثراً عن تسريحته المرتبة.

ارتسمت ابتسامة علي محياها لتمسك ذراعه التي علي رأسه مديرة إياه نحوها ثم بيدها الأخرى أرجعت ما بعثره من خصلاته لمكانها بينما هو كان يراقب وجهها الذي يقابله و ابتسامتها الهادئة تلك و ضربات قلبه التى تنافس الطبول. حتى اقتطعت طقوسه التأملية بصوتها الذي نطق:

   "لا عليك. المهم أنكَ أجبت بالنفي لا تفسر أكثر"

أنزلت يدها التي كانت قرب رأسه بينما كفها الأخر مازال متمسكاً بذراعه لتقول بإبتسامة مرحة حتى ظهرت أسنانها:

   "هيا لنستمتع"

و بإنفعال رفعت يدها مشيرة للأمام كمن تتوجه لاكتشاف الكنز. رفع أنظاره عنها لينطق بحماس مشابه لخاصتها مقلداً حركة يدها:

MarkShmallow|ماركشميلوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن