part:8

224 18 25
                                    

~موعدكما الأول؟~
...

أدمنت وجودك.

مقتُّ غيابك.

عشقت مراقبة تفاصيلك التي تتحرك أمامي بصورة بطيئة لشدة هيامي بها.

خصلاتك القاتمة تتخللها الرياح مبعثرة إياها و كم اتمنى أن ما يتخللها هي أصابع يدي تداعب رأسك.

النسيم يهب نحوك مقبلاً أنحاء وجهك جاعلاً شعور الغيرة يشتعل بصدري.

لمسات أصابعك التائهة عندما تلتقي بخاصتي محدثة حرباً هوجاء بمشاعري التي لا نهاية لها.

أنتَ هوائي من دونك تحترق رئتاي شوقاً،فهلا لازمتني حتى لا تنقطع عني الحياة؟

...

"مارك إلى أين سنذهب؟"

للمرة التي تتجاوز الألف نطقت بهذه الجملة،ليزفر الذي يسير بجانبها ثم يتحدث بعدم صبر فهو بالفعل ضاق ذرعاً من سؤالها المتكرر:

  "أرجوكِ هي جاي أن تتوقفي عن السؤال، ستعرفين عاجلاً أم آجلاً، لما أنت لحوحة هكذا؟ كوني أكثر نضجاً"

رمقته بطرف عينها قائلة بغيظ:

  "أنا فقط أشعر بالحماس و الفضول لم يكن عليك إلقاء محاضرة"

تنهد بتعب هذه المرة ليتحدث بعدها بحروف متقطعة تعبر عن تشتت أفكاره لذا بدأ بتحريك يده محاولاً الشرح:

  "أ.أنا..لـ.. لم أقصد الانفجار بوجهك، أنا فقط سريع التشويش و أسئلتك كانت كثيرة لذا لم أتحمل"

و عندما ثبتت نبرته و حركة يده، توقف عن السير لتتوقف ايضاً بإنتظار ما سيقوله إذ أنه كان ينظر مباشرة لعينيها قائلاً بأصدق نبرة يمتلكها:

  "أسف"

إبتسمت بوسع على تصرفه اللطيف، هو دائماً ما يراعي لمشاعرها حتى في الأمور العادية التي تحصل دوماً كالأن، هزت رأسها بالنفي ثم ردت:

  "لما تعتذر يا فتى أنا لم انزعج حقاً، لكن إن كنت ما تزال تشعر بالذنب يمكنك إخباري إلى أين نحن ذاهبان، همم ماركي؟"

و بعد أن كانت تتحدث بدرامية في جملتها الثانية ختمت حديثها بهمهمة طفولية و ملامح وجه لطيفة مع إضافة ياء لاسمه و كل هذا حتى تصل لمبتغاها و تخرج منه معلومة تروى عطش فضولها.

لكنه بدلاً عن ذلك انفجر ضاحكاً بوجهها بينما يؤشر بسبابته على تعابيرها و تتداخل بين قهقهاته الكثيرة عدة كلمات :

MarkShmallow|ماركشميلوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن