الفصل الثاني (الهلال)- الجزء التاسع

432 39 14
                                    

اسم هذا الجزء: ولادة

وسط الكون ذو الصمت المميت، و السواد الحالك الذي بلعني بالكامل، وقعت هناك على ارض بلا نهاية متمددة بلا حراك، منتظرة. بدأ الأمر ببطئ شديد، لاكنني انتظرت، لم اعرف ما كان سيحل بي، لاكنني رفضت تقرير اي شيء غير الصبر. لأنني حتى لو اردت اختيار عدم الأنتظار، ليس كأن الأمر كان في يدي. فحاليا انا ضمن تعريف اللاشيء في هذا الكون الصغير، انا عنصر بلا قوى او اي شيء يبني لي كرامتي كمخلوق حي.

غير الأنتظار.

هل هذا هو ما يدعى الموت؟

خُلق الم صغير في لُبي. الشعور البسيط كان اول شيء اشعر به منذ وجودي هنا في اللامكان، لاكنني رحبت به. الألم رمى بمخالبه نحو نفسه حتى انتشر انشا انشا من ان يحتل كل جسدي. كصعقة كهربائية من اقوى برق في هذا الوجود، ارسلت لتملك كل نسيج من جسمي حتى فتحته للأستيقاظ من سباته. و هكذا وصلت لكل خلية حتى سُمِح لجسدي ان يكون ملكي.

من جديد.

فتحت عيني متوقعة ما سترانه من سماء زرقاء، ليس كما تركتها اخر مرة رأيتها في الليل. القمر استبدل بشمس لاسعة منذ وقت، و حركت يدي لحجبها عن وجهي، بينما حَمت ظلال الأشجار العملاقة بقيتي.

كغرفة مظلمة فُتح ضوء فيها بثانية واحدة، هكذا جرى كل شيء. الا انه حمل  اكثر.

يدي الأخرى تحولت لقبضة غاضبة ساحبة معها التربة تحتها داخلها حيث زرفت اظافري راحة يدي، لاكن الألم لم يمسني حتى بمجرد تذكر عقلي لكل شيء.

في تلك اللحظة الطويلة، لم يكن هناك مخلوق او شيء كرهته اكثر من نفسي. فور عودتي للحياة اصبحت فكرة عدم التواجد فيها غير سيئا اطلاقا. كل جزء مني كان يرتعش، غضبا. كل مشهد لما حصل حتى ادى بي هنا كان متواجدا دون نقص في اي لقطة.

العار الذي تملكني كان اقوى مني، ولم استطع ايقافه بأي فكرة او كذبة صغيرة قد اقنع نفسي بها، لأن الحقيقة لا يمكن تزويرها، لقد فشلت فشلا شائن، مخزي و شنيع. الذي سيبقى مطبعا علي مدا وجودي، و اي قوى في هذه الأرض لن تستطيع محيه.

بلعت ريقي ماسحة وجهي بأكراه و قوة اكثر من المطلوب لذلك الفعل البسيط. الأوراق الميتة تتكسر اسفلي على تربة الغابة. منذ ان وقعت هنا البارحة، لم اتحرك انشا، لذا اعتقد ان احدا لم يعثر علي، على الأقل لدي هذا للأرتياح له قليلا. اخر ما احتاجه هو العثور على نفسي في مكان فيه بشري من هذه القرية.

تخيل اسوء سيناريو ممكن ليس مطلوبا في لائحتي. خصوصا الآن.

الساعة كانت مجهولة لي، لاكن ان اردت عدم كشفي، كان علي التحرك فورا. الآمر كان معجزة اصلا ان لا احد وجدني حتى الآن.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 28, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Dark Side Of The Moon: Black Bridge Arabicحيث تعيش القصص. اكتشف الآن