الفصل الأول (المحاق)- الجزء الرابع

632 47 15
                                    

اسم هذا الفصل: مكالمة هاتفية

''فقط لأن اسمها كذلك، لا يعني ان الفرنسيون هم صانعوا البطاطس المقلية'' دحرجت مادلين عينيها، حاصلة على نظرة حقد من جون الجالس بجانبها، لما كانوا جالسين بقرب بعض في وقت الغداء كان أكبر لغز لي في تلك اللحظة. لم أكن اركز على 'الحديث' الذي حصل هناك قدر ما كنت ابحث عن سبب لما لا استطيع تناول الغداء بسلام كما يفعل الجميع بدل السماع لكليهما لاكن بدأ كل ذلك حيث قضم جون قطعة بطاطس و شكر الفرنسيين لصنعها، و مادلين كونها مادلين، لم تفوت الفرصة لحظة لإثبات انه احمق كما تقول.

بملل اعطيت جون اهتماما صغيرا بينما كتف يديه غاضبا ''اوه انا اسف عزيزتي، كنت اعتقد ان الامر مثل قضية اسمك، حيث اختصاره يمثلك، مجنونة'' تأكد من همس الكلمة الأخيرة كي تكون مسموعة لها على الأقل. عيناه تعطيان تلميح انه فخور برده السخيف.

تنهدت مغلقا عيناي.

''بحقكما، كل ما اطلب هنا هو بعض السلام، انا انتظر الغداء ممذ الصباح لأنني لم اكل شيئا منذ البارحة و هذا ما احصل عليه؟'' نطق كين بكل كلمة اردت قولها منزعجا. و ارسلت نظرة شاكرة في اتجاهه حيث جلس امامي حول مائدة الكافيتيريا.

''اعني، اراهن بوجبة غداء لمدة سنة كاملة انكما لا تستطيعان قول اقل شيء...'' بدت كأنها تبحث عن كلمة مناسبة

''جيدة؟'' حاولت مساعدتها.

طرقت اصابعها في اتجاهي كمن يقول 'بالضبط'

''قول اي شيء جيد لبعضكما'' اكملت و هي ترمي بشعرها الاشقر خلف كتفها.

''بالطبع استطيع،'' اعطى جون ضحكة ساخرة و هو يستدير لمادلين التي حدقت اليه بنظرة سطحية. بعد لحظات من التفكير بشيء، لم اتوقع منه اي شيء جيد لاكنني انتظرت، قال متظاهرا بالخجل ''تعجبني طريقة تحويلك الأوكسجين إلى ثنائي اوكيس الكربون''

ضحك كين و ميغان بدتت متمتعة بما قاله. مادلين على اليد الأخرى شهقت باندهاش و وضعت يدها على صدرها متصنعة امتنان بالمجاملة ''أوه عزيزي جون، اشكرك. انت لا تفشل ابدا بأثبات ان في رأسك الواسع لا تكمن هناك حبة لوز، انا مندهشة انك تعرف ما نتنفس'' صفقت له كأنه طفل صغير مع ابتسامة مزيفة زادت غضبه.

بعد عدة دقائق عصيبة، انتهى الحوار المهم جدا بينهما بعدما تكلمت ميغان عن شيء جذب انتباه مادلين و استطعت اخيرا تناول لقمة بهدوء. الكافيتيريا الصغيرة عمت بالطلاب مزدحمين على وقت الطعام، كل المدرسة تقريبا كانت هنا، لاكن ان اردت الامساك بحضور الفتاة الجديدة لقد فشلت. لم اعرف ان كنت سأصف ذلك بشيء غريب او انه عادي لشخص جديد.

خبر وجود طالب جديد هز حديث كل المدرسة، و قبل ان اعرف، أعين الطلاب استطفت بعد نهاية الحصة الأولى حيث ازدحم اشخاص فضوليين لمعرفة المزيد عند باب غرفة الادب الانكليزي. خرجت الفتاة المطلوبة من الصف بدون اعارة احد بنظرة صغيرة و مشت بسرعة بعيدا. لم ارها إلى الآن بعد ذلك. او ربما لم يفعل اي احد آخر.

Dark Side Of The Moon: Black Bridge Arabicحيث تعيش القصص. اكتشف الآن