الفصل 10

2K 91 8
                                    

كان جان يتحدث إلى الفلاحين أثناء الاستراحة... وفجأة جاء أحدهم وأخبرهم عن حادثة المناجم... خفق قلب جان بشدة...هل يعقل أن ويل مدفون تحت أركام من الصخور...

راقبه روسي ثم اقترب منه وقال: البقاء هنا لن يجدي نفعا فلنذهب إلى مكان الحادثة... هذا الحادث ليس الأول من نوعه في تلك المناجم... وعادة لا يكون هناك موتى...

استعاد جان رباطة نفسه...وذهب إلى هناك مع روسي وبقية الأشخاص.... وهناك وجد اللورد بورمون وهو في حالة سيئة....

نظر جان إلى المنجم الذي يجتمه الناس حوله...ويل هناك في مكان ما أسرع بالدخول رغم تحذيرات العاملين...وتبعه روسي...لاحظ هناك أنه بعد المدخل بقليل...

هناك سد من الحجارة...وهم لا يعلمون سمكها...
حاول جان السيطرة على نفسه وقال بصوت مرتفع قليلا: ويل....هل تسمعني....هل أنت بخير؟؟...

كرر ذلك عدة مرات لكن الصمت كان مطبقا على المكان....شعر بغصة في حلقه...وفجأة سمع صوتا خافتا...التفت إلى روسي...ثم ازداد الصوت...اتسعت عينا جان إنه صوت ويل... وكان يقول: جان...أهذا أنت يا أخي...؟

لمعت عينا جان وقال: هل أنتما بخير؟
رد عليه ويل: أجل نحن كذلك...لكن كاتي آذت قدمها يا أخي....

شعر جان بالارتياح....راقبهم أحد العاملين...وعندما اطمأن أن انهيارا آخر لن يحدث...اقترب منهم وقال مناديا: اسمعا...عليكما التوغل أكثر في المنجم...الانهيارات تحدث في أماكن متقاربة عادة... ابتعدا قدر الإمكان ريثما نجد حلا...

سمع ويل كلامه ووافق عليه... وما هي إلا لحظات حتى اهتز المنجم مجددا وبدأت الصخور بالانهيار... أخرج روسي جان رغما عنه واتسعت عيناه لرؤية المدخل يدفن بالكامل...هل سينجو ويل من كل هذا...

التفت ليجد اللورد بورمون أمامه كان الخوف واضحا عليه...اقترب جان منه بغضب وجذبه من ياقة قميصه وصرخ في وجهه: سمعت أن هذا الحادث ليس الأول من نوعه... لماذا تستمر الأشغال في مكان كهذا... أجبني؟؟

التزم اللورد الصمت الندم واضح على وجهه لكن ماذا ينفع الندم إذا أصاب الطفلين مكروه...
أبعده روسي عنه وطلب من جان أن يهدأ...
سمعا وشوشة من العاملين...أحدهم يقول: لو أن اللورد أصغى لنصيحة السيد فرناند لما وصل الأمر إلى هذا الحد...العمل في هذه المناجم خطير... والصخور غير مستقرة....

بينما أضاف آخر: هذا اللورد الطماع لم يكن يأبه لحياة العمال...والآن قد تدفع ابنته الوحيدة ثمن جشعه....أشعر بالشفقة عليها...

التفت جان إليهم وقال: وأين هو المدعو فرناند الآن... ربما يستطيع المساعدة في شيء؟

علت وجوههم نظرات متسائلة ثم أخبره أحدهم أن فرناند العجوز كان يعمل مساعدا للورد...وعندما أخبره بخطر العمل في هذه المناجم وضرورة إيقاف الأشغال غضب اللورد وطرده...وهو الآن يقضي أيامه يشرب في حانة في البلدة...

أنت قدري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن