الفصل 22

1.8K 93 0
                                    

في ذلك الصباح وصلت رسالة مستعجلة إلى جان....إنها من الكنيسة.... من المربية آنا.... كيف عرفت عنوانه يا ترى؟؟ وما الذي تريده منه؟؟ كل ما ذكرته له أنها تحتاج أن تراه في أسرع وقت...

كان يريد إخبار لين وويل بذلك.... لكنه كان مستعجلا وفضل الذهاب بمفرده.... وفور وصوله إلى الدير استقبلته راهبة كبيرة هناك وقالت: عادة لا يسمح للرجال بالدخول إلى مكان إقامة الراهبات لكن هذه حالة خاصة.... آنا في انتظارك في الداخل.... 

المكان متواضع.... هو لا يفهم ما الذي يجبر النساء على اختيار حياة صعبة كهذه..... 
تنهد بعمق... ثم وجهته تلك الراهبة إلى غرفة الآنسة آنا.... كانت ممددة على السرير ووجهها شاحب تماما...

إنها مريضة على ما يبدو... نظرت إليه بابتسامة باهتة وقالت: جان لقد كبرت كثيرا يا بني...
نظر إلى الراهبة التي بجانبه فقالت بحزن: الطبيب قال أنها أيامها الأخيرة...

ياله من موقف....شعر بحزن بالغ وأمسك يد المربية آنا وقال: هل هناك ما يمكنني فعله من أجلك يا سيدتي؟

امتلأت عيناها بالدموع وهمهمت بتعب: أجل... لقد احتفظت بهذا السر لوقت طويل.... ولكن لا أريد أخذه معي إلى القبر.... أنا حقا نادمة.... لكن لم يكن لدي خيار آخر... 

لم يفهم قصدها.... ثم تحدثت بصعوبة بالغة....
قبل حوالي ثمانية عشر عاما.... في صباح يوم شتوي.... أتت امرأة ثرية إلى الميتم وهي تحمل في يدها طفلة رضيعة... كانت ملامح القسوة واضحة عليها... وقالت أنها لا تريد الطفلة....

لم تفهم آنا سبب تصرفها إذ كيف تستطيع أمٌّ أن تتخلى عن طفلة جميلة كهذه...

ترددت آنا ثم قالت مستفهمة: لا يمكنني أخذها ببساطة يا سيدتي... طالما أن لديها أما... وعائلة...
ابتسمت المرأة بمكر وهمست: هذا ليس من شأنك... أنا أم  هذه الطفلة ولا أريدها..خذيها وسأمنحك المبلغ الذي تريدين مقابل صمتك...

لم تعرف آنا ماذا تفعل.... ثم أضافت المرأة: إن لم تأخذيها.... سأتركها في مكان ما.... الجو بارد في الخارج... هل يرضيك أن تتجمد هذه الطفلة؟؟

شعرت آنا بالخوف...فأخذت الطفلة من بين يدي المرأة وقالت: حسنا سأربي الطفلة....
ابتسمت المرأة بخبث وقالت: هذا أفضل...
ثم تركتها.... 

نظرت آنا إلى ملابس الطفلة... ووجدت اسم سيسيليا مطرزا بحروف صغيرة على طرف الغطاء الذي كانت ملفوفة به... إنه غطاء من النوع الفاخر... هذه الطفلة ابنة عائلة نبيلة على ما يبدو.... 

انتاب آنا الشك.... فطلبت من البواب جورج ملاحقة المرأة... و معرفة مكان إقامة تلك المرأة...

لم ترتح آنا للمسألة...وفي اليوم التالي ذهبت إلى ذلك المنزل... ووجدت الجميع مضطربين بسبب اختفاء الطفلة وخشيت أن تتهم باختطافها...

أنت قدري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن