الفصل 15

1.7K 104 0
                                    


عندما وصلت لين إلى باريس قضت يومها الأول كله في استرجاع الأحداث التي مرت بها في شافانون... لم تكن ذكريات سعيدة على الاطلاق...وهي لا ترغب في تذكر شيء من ذلك...كل ما جنته هو خيبة أمل كبيرة....

مارشا محقة عليها الابتعاد عن كل ما يشوشها ويؤذيها كل ما تتمناه هو عيش حياة هادئة وسعيدة ليس بالضرورة أن تكون مترفة المهم أن تعتمد على نفسها ولا تجد نفسها عالة على أحد...

فكرت طوال تلك الليلة وفي الصباح حسمت أمرها... سوف تترك العمل مربية لابن فيونا....وتغادر منزل الدوق بشكل نهائي...يجب أن تصنع لنفسها مكانا في هذا العالم... قد تقابل أشخصا يحبونها دون شروط ودون أن يتحكموا فيها....

لكن عليها أولا إبلاغ فيونا وويل....
حزنت فيونا كثيرا عندما علمت بقرار لين وقالت متوسلة: لقد تعلقت بك يا لين...نحن نعتبرك فردا من عائلتنا... جاك أيضا يحبك كثيرا...إنه لا ينام إلا في حضنك...

شعرت لين بقلبها يتقطع...لقد اعتادت العيش هنا الجميع لطفاء معها...وهي تحب الطفل كثيرا... لكن يستحيل عليها العيش مع جان تحت سقف واحد... هي لا تريد أن يكون له أي أثر في حياتها بعد الآن... إذا كانت تريد بدء حياة جديدة عليها أن تضع مشاعرها جانبا...جاك الصغير سيعتاد على غيابها... والجميع سيواصل حياته...

أمسكت لين يد فيونا وقالت: أنا آسفة...لكن حقا علي الذهاب...لا أستطيع البقاء يا فيونا...

امتلأت عينا فيونا بالدموع وقالت: لا بأس... كل ما أريده هو أن تكوني سعيدة...لكن ستراسلينني أليس كذلك...وستخبرينني بكل ما يحدث معك اتفقنا!!

ابتسمت لها لين بحزن وقالت: سوف أفعل... سأبقى في نزل السيدة ميلين مؤقتا... ثم أجد لنفسي مكانا آخر... المهم أنني لن أرى جان أو إيريك مرة أخرى...

أومأت فيونا برأسها....بالتأكيد...الطريقة القاسية التي عاملاها بها لا تغتفر.... ولو كانت مكانها لتصرفت بالطريقة نفسها...
طرق الباب ثم دخل ويل ورأى الحزن واضحا عليهما ثم أخبرته لين أنها ستترك المنزل... رفض ذلك وقال: لا....هل ستتركينني... لقد كنا معا دائما... واعتقدت أننا سنظل كذلك...أنت بمثابة أخت لي يا لين...

عانقته لين بقوة وهمست في أذنه: سأراسلك دائما لكن عدني ألا تخبر جان عن مكاني اتفقنا...

هز رأسه موافقا...مع أنه سيفتقدها كثيرا...هو لا يعلم التفاصيل تحديدا لكن يبدو أن جان ارتكب خطأ لا يغتفر...لدرجة أن لين ستترك المنزل بسببه...

فكرت لين أن عليها توديع الدوق أيضا فقد لا تراه مجددا عليها شكره على استقباله لها في منزله بغض النظر عن أنها فتاة من الميتم ...

طرقت باب مكتبه ودخلت...فوجئ برؤيتها ودعاها للجلوس... ترددت قليلا ثم قالت بصوت منخفض: لقد قررت ترك العمل والمغادرة يا سيدي...شكرا على كل شيء...

أنت قدري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن