-ستُسمع اصوات النِساء الغاضبات
~
تمشي بتوجس في ذلك الزُقاق المهجور ، تنظر حولها خوفاً مِن لحاق أحدهم بها ، وقفت امام تِلك البناية القديمه لتفتحها بحذر لتدخل مُسرعه مُتأملةً المَكان حولها ، حانةٌ مهجوره في المنطقه المتروكه بعد الحرب والغُبار يُغطي تِلك الطاولات والنوافذ المكسوره ، تأملت سماء نيويورك لكن قاطع ذلك التأمل صوت الهمس
"لوتشي ما الذي تنتظريه تعالي بسُرعه"
خرجت من شرودها لتلحق بتلك التي نادت إسمها بصمت مهيب احتراما للظلام الذي حولها ، نزلت سلالم تِلك الحانه لتقف عند باب بنهاية السلالم ولتغمض عينيها التي تفاجأت بذلك النور الساطع
-ادخلي عزيزتي اول مرةٍ لكِ صحيح؟هزت رأسها مجيبةً بنعم لتنظر للنساء الجالسات حولها في المناضد ، هدوء مُهيب خيم على الأجواء لم يقطعه إلا وقوف تِلك المرأه الشقراء ذات العيون الحاده لتقول بصوت جهوري
- تجمعت النساء الغاضبات اليوم ، مُقررات عدم الخضوع للقوانين التي جعلتنا بشراً من الدرجة الثانيه بل واقل من بشر ، جميعنا لم نحضى بتعليم واغلبكُن لا يعرف حتى القرأه والكتابه ، حُرمتن من ابسط حقوقكم كبشر ولا يسعكُن حتى اختيار الحياة التي تُرِدنها ، بل هُنالك رجل يُقرر عنكن دائماً ، وبما ان اول خطوه لتغيير المجتمع هي تغيير فكره فأنا اطلب من المتعلمات مِنكن التقدم"وقفت لوتشي على قدميها وتقدمت ابتسمت لها تِلك الشقراء وللمتقدمات الاخريات اللاتي لم يتجاوزن الثلاث لتردف براحة
- عدد جيد من المتعلمات هذه المرهوعادت لتقول بصوتها الجهوري
-لن نرتاح حتى يحق للمرأه أخذ دورها بهذا المجتمع ، وتذكروا جيداً بأن الرجال ليسوا اعدائنا بل عدونا الحقيقي هو احتقارنا لأنفسنا ، إن آمنا بأننا لن نستطيع فلا احد سيقدر على اقناعنا بالعكس ، سنحصل على حقنا بالتعليم ، وبالتصويت ، وسنأخذ حقنا بالقياده ، ان لم تُمثل المرأه نفسها فلن يُمثلها احد غيرها
~
تعالت الهمهمات الموافقه بأنحاء الحُجره الواسعه لينتهي اجتماع جمعية (نهضة نساء نيويورك) ولتذهب كُلٍ منهُن في حال سبيلها ولتخرج لوتشي ايضاً تركب احدى سيارات الاجرة مُتجهةً نحو أحد مقاهي نيويورك الفارهه ، فلوتشي تكون ابنه اهم تُجار الاقمشه الفرنسيين-الامريكيين
ظلت تُفكر طوال الطريق ، هل طريقها صعب لتحصل على حقها في دخول الجامعه كحال اخوتها الذكور؟ هل يجب عليها النضال لتحصل على حقها في التعليم واختيار حياتها بنفسها لانها انثى؟ من وضع كُل تلك القيود على النساء؟ دخلت الى المقهى وجلست تستمع لصوت المُغني الذي كان يعزف على اوتار قلبها بتلك الاغنيه الفرنسيه
أنت تقرأ
You took my life-قد اخذت العُمر مني
Romanceتستمع للصمت الذي قطعه صوت الصفقه والتصفير من خلفها ليصفر وجهها نحو من سمع هذه المحادثه ، لترى ذاك الشعر الاسود والعيون الرماديه والملامح الخبيثة ذاتها ليتقدم نحوها بإبتسامته المعهوده -"كم كنتي قاسيه بحق السيد مايكلسون يا أنسة دينواغ ، ام يجب علي ان...