༺الفصل الثالث༻

313 61 63
                                    

صلوا على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.

*******

« (عيوب) مليءٌ بها، هذا الشّيء الوحيد الذي تمّ تلقيني إيّاه منذ صغري: «لستَ ذكيًّا كأخيك، لستَ نشيطًا كأخيك، لستَ اجتماعيًّا كأخيك.» تمنّيت لو أنّ معايير آمالك يا أمي لم تكن بتلك المحدوديّة؛ ترين في تصرّفاته الكمال ذاته بينما أفعالي هي نقيض النّجاح، لو أنّك فقط تفهمين بأنّني لست هو!»

يوميات جايكوب مالوي ٢/٥/٢٠١٧.

تسلّلت أشعّة الشّمس إلى غرفتي تجبرني على الاستيقاظ حتّى في يوم عطلتي الوحيد.

فركت عينيّ بتأفّفٍ وقفزت جالسًا أمام حاسوبي كالعادة، قُمت بفتح الموقع وتفقّده، وكان كلّ شيءٍ على ما يرام، لكن ما هي إلّا ثوانٍ حتّى أتاني إشعارٌ برسالةٍ على بريدي الإلكتروني نصّها كالتّالي:

«أعلم بأنّك من يقف خلف موقع كراكر.»

ازدردت ريقي في ارتباك، لكن فور تذكّري لأمر الإعلان ابتسمت بسخريةٍ، لن أنكر أنّها محاولةٌ جيّدةٌ أن يقوموا بإرسال هذه الرسالة إلى جميع الطلّاب عبر إيميلاتهم التي يملكونها، مع ذلك فإنّه تصرّفٌ مثيرٌ للشّفقة من رئاسة جامعتنا. كنت سأجيب بوجوهٍ ضاحكةٍ، ولكن من شدّة سخريّتي اكتفيت بإغلاقها والتخلّص منها في سلّة المهملات.

اتّجهت لآخذ حمامًا دافئًا علّه ينشط خلايا جسدي المرهق، وبعد انتهائي خرجت بوجهٍ منتعشٍ، أحمل بين يديّ المنشفة أجفّف بها خصلات شعري المبلّلة، ما لفت انتباهي كان صوت جلبةٍ في الأسفل حيث كان أخي يصيح بغضبٍ بأنّه قد تمّت سرقة حسابه المصرفيّ.

نزلت إلى الطّابق الأرضيّ حيث يقف وبالكاد يتمالك نفسه، نظرت له أدّعي مواساته ثم أخبرته بنبرةٍ بها لمحةٌ من التحدّي: «ألست محاميًا ذكيًا؟ أظن أنّه يمكنك عمل بعض التحريّات ومعرفة من وراء هذا العمل التخريبيّ.»

أجابني قائلًا: «نحن نعلم بالفعل، إنّه موقع كراكر، بل وأجرينا تحريّات عنه ووجدنا أنّه يستهدف عقول الشّباب؛ فهو يقوم باختراق آليات عمل المدارس وتسريب الأسئلة، ولكن قيامه بسرقة أموال من المصرف أمر جديد، يجب أن نعلم مجموعة المخترقين التي تقف خلفه في أسرع وقتٍ، ثم أعدك أنّني سأحرص على أن يتعفّنوا في السّجن إلى الأبد!» أنهى توعّده الحانق فقلت بملامح هازئةٍ: «حظًّا موفّقًا في كشفهم إذًا!»

لم يُخِفني توعّده الحادّ، فأنا حقًّا واثقٌ بدرجةٍ كبيرةٍ أنّه لن يكشفني.

بعد دقائق من وقوفي برفقته ورؤيته يتخبّط بين أفكاره اللّامتناهية، عدت إلى غرفتي متجاهلًا بكاء والدتي على مجهوداته التي وصفتها بالضّائعة، سوف أثبت لهم أنّني أستطيع تحمّل تكاليف المنزل لهذا الشهر، وليس هو فقط من يستطيع!

The Cracker || الكراكرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن