تلك العاصفير

92 7 2
                                    


يا شاعر الازهار والاغصان
هل انت ملتهب الحشاء ام هاني
ماذا تغني ’ من تناجي في الغنا
ولمن تبوح بكامن الوجدان? 
هذا نشيدك يستفيض صبابة
حزّن كأشواق المحب العاني
في صوتك الرقراق فنّ مترف
لكن وراء الصوت فنّ ثاني
كم ترسل الألحان بيضاً انما
خلف اللّحون البيض دمع قاني
هل انت تبكي ام تغرّد في الربا
ام في بكاك معازف واغاني

(لعبد الله البردوني من شعر طائر الربيع )

في ذالك الماضي البعيد ليس بعيد جداً لكننا نجده
ابعد من البعيد
كانت تلك العاصفير تغني وتغرد با الحانها الشجيه
تاره بلحن حزين وتاره بلحناً سعيد
تغني في الصباح الباكر لكنها تتسائل هل هي من استيقضت اولاً ام ذالك الفلاح المجتهد
كانت تغني وتغني ليستيقض اطفال ذالك الفلاح علۍ صوتها غنائها

ويخرجوا ليلقوا عليها التحيه ويلعبون بجوار
اشجار غنائها

كانت تغني دوماً شتاء وصيف’  خريف او ربيع
علۍ تلك الاشجار

ومضاء الزمن
وبدا ينخفض لحنها ويقل
كبر ٲبناء ذالك الفلاج وشاخ ذالك الفلاح
لكن بقيا التسائل ما الذي حل بتلك الطيور الصغيره
هل يا تُراء ماتت ولم يقدرو ان يقدمو التعازي
او هاجرت بسبب قطع الاشجار وبناء البيوت علۍ تلك الاراضي المجاوره  او شاخت  كِالفلاح وانخفض صوت لحنها وما سُمع من ضجت تلك السيارة

امٌا ماذا يا تُراء ! 

يُسمع كل يوم لحن بعض العاصفير لكن لم يكن لحنها جميل كلحن تلك العاصفير في الماضي
كان لحنها اجمل من تلك الاشياء التي يعزف الناس
عليها
كان بها فرح وحزن وامل وتوعس وجمال ولم يكن بها قبح

كان لحنها جميل حتى انه يجعل الشخص يبتسم رغماً عنه
يبتسم في عمق بحر حزنه
ليصعد  الى شاطئ امله
وتعود له الحياة

معزوفات الماضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن