ايرينا دي مورسيف

الفصل الأول

انها أمسية جميلة لتكون اخر ليلة في مهرجان كوكب لونا، حضره البشر والكثير من المخلوقات من مختلف انحاء المجرة، جلست ايرينا في عربة خاصة كانت تتجول داخل الموكب الذي يطوف شوارع الكوكب المليئة بالزينة ومختلف المباهج التي لا يستمتع بها سوى الأغنياء ، كونها ابنة العقيد فرنارد الوحيدة كان لا ينقصها الثروة للاستمتاع بتلك الملذات، برفقتها صديق طفولتها فرانز يحرص دائما ان تكون تحت ناظريه لان هذا المكان مهد لأخطر العصابات في المجرة ويعلم ان ايرينا يمكن خداعها بسهولة ، رغم انها ستبلغ السابعة والعشرين عاما قريبا ، يا لها من شابة تنظر حولها كطفلة صغيرة تنعكس الانوار وتتلألأ في عينيها الزرقاء كقطعة داكنة من السماء، وتنطبع على شفتيها ابتسامة بلهاء بريئة، يحيط بوجهها شعر بني اللون يتطاير حولها كالحرير، كانت ولازالت جميلة منذ ان عرفها ، وفجأة التفتت اليه لتجعله يجفل ويستيقظ من سهوته ، قهقهت وأشارت الى كمية الورود التي حصلت عليها من المارة فأبتسم لها وتعجلها لكي لا يتأخرا عن عرض الاوبرا.

عندما وصلا لاحظ فرانز سيدة تشير اليه فأتجها اليها، عرفها فرانز على انها السيدة كوشلي التي نظرت الى ايرينا بطرف خفي، فعرفها فرانز للسيدة، صافحتها ايرينا واتجهوا الى الشرفة الخاصة بهم للحصول على أفضل اطلالة على خشبة المسرح حيث تعرض مسرحية غنائية اوبرائية، كان فرانز مشغولا مع السيدة كوشلي وبقيت ايرينا تتململ في مقعدها ضجرا، لم تكن تحب هذا النوع من العروض وقد حضرت لان فرانز رغب في هذا ولم ترد تغيب امله فلقد رافقها طيلة الأيام السابقة واستجاب لكل ما تريده.

و في منتصف العرض حيث الجزء الأكثر درامية دخل في الشرفة المقابلة رجل برفقة فتاة ورمى باقة من الجوري الأزرق الى مغنية الاوبرا الرئيسية لتلتقطها بمهارة. كان مشهدا دراميا لفت الأنظار كلها لهذا الرجل، كانت تحيطه هالة من الهيبة وتهامس الناس بينهم عنه. كانت ايرينا مسمرة مكانها وقد تعلقت عيناها على ذلك الرجل الغريب، لسبب ما احست بتسارع دقات قلبها كان مختلفا ربما لم يكن بشريا فبشرته تميل للزرقة ملابسه الفخمة المزخرفة وشعره الطويل، كل شيء لم يكن عاديا لقد بدى كأنه يملك كل شيء حوله وقد احست نفسها انه يملكها، وفي لحظة التفت الرجل ناحيتها والتقت عيناها بعينيه الحادتين وأبتسم بلطف لها ففزعت وعلت وجهها حمرة الخجل وأزاحت رأسها بعيدا، يال الاحراج لقد كانت تنظر اليه طويلا وقد لاحظ ذلك.

وفي استراحة الكافتيريا تكلمت السيدة كوشيل عن الرجل

" انه يتباهى امام الجميع ليجذب النظر يبدوا حديث النعمة، انه حديث مجتمع لونا يقال انه وحش اتى من أعماق المجرة لا أحد يعلم من اين اتى او أتت ثروته "

" يبدوا هذا كلاما مبالغا" رد فرانز بتعجب

" ما اسم هذا الرجل؟" تململت ايرينا قبل ان تتكلم وحاولت جاهدة ان لا يبدوا عليها الاهتمام