الفصل الثالث

216 9 1
                                    

لم تنفع محاولات فرانز لجعلها تتراجع عن كلامها ليس لها أدنى فرصة امام مكسيمليان، انه جندي قوي ضخم ومتمرس في القتال، رغم انها تعلمت المبارزة لكنها لا تمتلك خبرة الجنود! أن ما صدم فرانز أكثر هو ردة فعل الكونت لقد كان مشجعا لهذه المبارزة حتى انه جهز الميدان!

"عبرا عن مشاعركما وأراءكما بهذه المبارزة انها لغة القراصنة ربما هي لغة خطيرة لكنها أفضل طريقة للتفاهم، هذا الميدان المطل على البحر فيه اسماك قرش متعطشة لدماء البشر سيجعلكما تسويان الخلاف بينكما"

قالها الكونت وهو يشير الى انطلاق صفارة بداية المبارزة. ان ايرينا ليست بجاهلة بطرق استعمال السيف لكنها اعترفت لنفسها ان خصمها يتفوق عليها جسديا، أشارت نحوه وقالت:

"تراجع عن كلامك حالا يا مكسمليان"

" لن اراجع ابدا انا أعنى كل حرف قلته!" حاولت التصدي لكل ضربة سيف بشق الأنفس وشعرت بالألم في ذراعها ان قوته الوحشية تكاد تكسر يدها لكنها لن تتراجع ابدا لا يجب ان يقف كونها امرأة عائقا في طريقها

استجمعت كل قوتها ووجهت له ضربات متتالية حتى حاصرته على حافة الجرف وكادت ان تنزلق قدمه ويسقط في الماء، قالت وهي تلهث:

" هل ستسحب كلامك الان؟"

نظر اليها بشفقة

" أيها القوم البؤساء!" وفجأة قفز من فوقها وأصبح خلفها في مناورة سريعة ونصل سيفه موجهه نحو ظهرها قائلا:

" لقد خسرت يا ايرينا استسلمي" التفتت نحوه بسرعة ونتيجة لحركتها السريعة سبب نصل السيف جرحا في معصمها وبدأت الدماء تتساقط منها بغزارة، تجاهلت الألم الحاد وصرخت في وجهه

" اذن لك أن تقتلني ان كنت حاقدا على النبلاء انها فرصة لك لتقتل نبيلا!!"

صاح فرانس وقد بدا مرعوبا لكلامها

"ايرينا توقفي ارجوك لست مضطرة للانجراف الى هذا الحد!!!"

كانت تقف عند الحافة وسيف مكسمليان لازال متوجها نحوها، بريق عينيها كان اقوى من بريق السيف انها تعني ما تقول حقا، تراجع في خطواته وأعاد سيفه لغمده

" ليس لي نية في قتل أحد لقد انتهى هذا النزال بفوزي وهذا يكفيني"

حاولت ايرينا التحرك لكن النزيف من معصمها والانفعالات التي مرت بها جعل قواها تخور، اختفى تأثير الادرنالين وبدأت الصور مشوشة امامها دارت الأرض من تحتها وللحظة شعرت انها تسقط في الهواء قبل أن يصدمها قوة ارتطام جسدها بالماء، سمعت أصواتا بعيدة ربما صراخ فرانز....

صرخ فرانز مذعورا وقد امسكه مكسمليان قبل ان يرمي نفسه في الماء لأنقذها!

" فرانز الا ترى اسماك القرش!! توقف"

ايرينا دي مورسيفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن