نظر الكونت الى كل شبر في وجهها الى عينيها وقد انعكست أضواء الفضاء منها، الى فمها الصغير وشفتيها الحمراء المكتنزة، الى شعرها الحريري وهو يستقر حول ذلك العنق العاجي النحيف الى جسدها النحيل الذي احتواه بين ذراعيه مرات عديدة وشعر بدفئه، كم مر من الوقت يا ترى منذ أن شعر بهذا الهدوء والدفء في قلبه المحطم؟ كم مر من الدهر منذ ان شعر بأنه انسان؟ لماذا أبنة مارسيدس من بين كل الناس هي من سببت هذا الأثر في نفسه؟ لما من بين كل البشر ايرينا كانت ابنتهما؟! لقد اقنع نفسه مرات عديدة أنها ثمرة شجرة فاسدة يجب اقتلاعها! استغلها بوقاحة للوصول الى أهدافه، منذ البداية أراد العبث بمشاعرها ولكن لماذا يشعر بالوخز المؤلم في قلبه؟ هل انقلب السحر على الساحر؟! هل ستبقى تحبه حتى بعد أن تعلم حقيقته؟! كم ستكون محطمة؟ في هذه اللحظات انه قادر على تحطيمها الى الأبد لو أراد ذلك لكن هل تستحق هذا العقاب على جرم لم تقترفه؟!
تمتمت شفتيه متسائلا:
" الى هذه الدرجة مشاعرك سامية نحوي؟"
هزت رأسها بالإيجاب وهي لا تزال تنظر في عينيه مباشرة وهمست حالمة:
"كونت ان قلبي استفاق بين يدك.... "
لم ترى ايرينا عينيه يوما بهذا الحزن، حتى ابتسامته كانت حزينة تردد لحظة وهو يقول:
" أن عواطف الشباب تبرد بسرعة أنت لا تزالين في ريعان شبابك...."
وماتت الكلمات في حلقه عندما لمست شفتا ايرينا شفتاه فتح عيناه على اتساعها، كان تلامسا خفيفا، همست برقة بالغة قرب شفتيه:
" هل لازلت ... تظن أنها .... عاطفة يمكن اخمادها؟"
حامت عينيها في تقاسيم وجهه شعرت بتصلب فكه وان تنفسه أصبح ثقيلا، كانت أنفاسه تلفح وجهها وعيناه تحدق فيها بصمت، هذا القرب والتلامس معه كان أثره فيها فقد توهج وجهها خجلا وبدأت تفقد وعيها شعرت بأنها تعيش في أحد احلامها وستستيقظ منه بعد برهة، تسارعت أنفاسها وشعرت بالحرارة تصعد الى رأسها اقتربت من شفتيه لتقبله، لكنه ابعدها بلطف ثم استدار مبتعدا جذب نفسا عميقا وقال:
" ايرينا انا لا استحق منك كل هذا الحب، انها مضيعة لقلبك الثمين"
لماذا يستمر في رفض مشاعرها؟! ربما لأنه لا يحبها فعلا او بسبب فارق العمر بينهما فهو لا يراها كامرأة.. حثتها نفسها ان تتوقف عند هذا الحد لكن الكلمات اندفعت من شفتيها بلهفة وحرارة:
"ربما انت لا تراني كامرأة تستحقك لكن ارجوك لا تتركني خذني معك ... أريد ان أبقى الى جانبك... اريد ان امنحك كل الحب سأبقى أحاول واحاول حتى تعترف بمشاعري فقط لا تتركني... أنا... أنا ...." وخنقتها العبرة
استدار نحوها بسرعة وقد غارت عيناه ونظر اليها بحزن وحيرة، بكاءها ومشاعرها الصادقة نحوه انه لا يستحقها أبدا! يجب أن تنتهي الأمور هنا عند هذا الحد هناك خيط لا مرئي ان تعداه فأن الجرح الذي سيسببه لها سيقتلها حتما! لكن لماذا تندفع قدماه نحوها؟! لماذا امتدت ذراعاه لتحتضن ذلك الجسد الهزيل؟! لماذا شفتاه تسحقان شفتيها المكتنزة الحمراء؟! تساءل وهو يثلمهما متى كانت اخر مرة شعر فيها بنبضات قلبه الميت؟ جسده البارد أصبح دافئا! ايرينا شعر بها بكل كيانه وكأنها تملأ تجويفا فارغا في روحه..

أنت تقرأ
ايرينا دي مورسيف
Fiksi Penggemarدخل الكونت دي مونت كريستو كالعاصفة التي هزت اركان باريس، هدفه كان الاقتصاص من المجرمين الذين سرقوا منه كل شيء، لتحقيق هدفه استغل اناسا كثيرين من ضمنهم ايرينا دي مورسيف كانت فتاة بريئة ذنبها الوحيد انها ابنة فرنارد ومارسيدس، ليست لها علاقة بمعانات...