إن الذين يبحثون عن الراحة في مكان هادئ مخطئون، الهدوء لا يريح ، بالعكس .. إنه أكثر إرهاقاً للأعصاب وللعقل من الضجيج .. فالراحة الحقيقية هي أن ترتاح من نفسك ،، أن تجد ما يشغلك عنها.
إحسان عبد القدوس .*********************************
نظرت له بعيون حزينة : أنا بس كل إلي واجعني ، ليه ، ليه بنا جوايا كل ده و ليه كان مُصر يعمل الي في دماغه ماحنا كنا هنتجوز و بنحب بعض راح فين الحب ده راح فين خوفه من إنه بس يجرحني !
نظر لي نظرة و كأنه يحاول أن يطمئنني : مريض ،
و ليس علي المريض حرج ، إنتي محتاجة تيجي معايا جلسة جماعية تاني و هتحصل بكرا الصبح الساعة ١٠ و هكلمك أكد عليكي و المرة دي لازم تتكلمي لازم تتعودي تواجهي خوفك من الي حصل و تحاولي تحكيه لناس متعرفهمش بس مروا بتجربة شبيهة علي الأقل يمكن تعرفي بعدين تواجهي أحمد قبل متتجوزوا .
كنت أشبه الجثة في هذا اليوم تذكرت كل شئ ، تذكرت لمساته و عنفه تذكرت صريخي و ألمي تذكرت كل شئ !!
أغمضت عيني بشدة و قررت التنفس ثانيا و ذهبت إلي منزلي وجدت قطة مسكينة يبدو عليها أنها علي وشك الولادة ،
صعدت علي الأدراج و أتيت لها بطعام و ظللت أجلس أشاهدها ،
لا أعلم و لكن كانت تأكل قليلا و تأتي تتمسح بي و كأنها تحتضنني بخدها و تذهب لتكمل و كأنها تقول لي شكرا بإمتنان حقا ،و ذهبت لغرفتي غفوت و إستيقظت بعد ساعات .
موسيقي هادئة - فنجان قهوة - إنها التاسعة مساءا .
أغمضت عيني و كأنني أتذكره ، خالد
-
منذ خمس سنوات ، كنا أصدقاء منذ الإبتدائية في نفس النادي ،
كنا دائما معا ، نلعب و نفتعل مشاكل مع الأخرين و نذهب لنختبئ معا و نضحك علي كل ما يحدث عندما يكتشفوا ما فعلناه من تكسير و إستفذاذ الأخرين ،
و لكننا كنا نحب بعض كثيرا أتذكر جيدا أنني كنت أبكي عندما يأتي أحد و يأخذ دوري في لعبة ما و لحظة أن رأيته و رأني أبكي يأتي مسرعا و يحلها علي الفور كأنني أنا نقطة ضعفه ، كان دائما هكذا عندما يراني حزينة يسألني ماذا بي و يذهب مسرعا ليحل لي أي مشكلة و يطلب بإحترام من الأخرين أن يذهبوا لأفعل أنا كل ما أريد ،
و كأنني طفلته المدللة ،
و كنت دائما أشكره علي هيئة فعل ي: أتي له بطبق بطاطس محمرة و عليها كاتشب نأكلها معا و نحن نرمي علي بعضنا الكاتشب و،
كانت أمي و أمه يغضبوا علينا كثيرا ،
أتذكر في يوم ما فتح في النادي بازار يبيع حظاظات ، و أتينا بإثنين لونهم أبيض مكتوب عليها ، أصدقاء إلي الأبد باللغة الإنجليزية و كنا نرتديها دائما ، و ظل هو يأتي لي دوري و نلعب علي لعبتنا المفضلة البينج بونج و ذهبت أنا بفرحة طفلة تستعيد دورها و تلعب و جلسنا معا نلعب و كنت دائما ما أشعر بالإمتنان نحوه و لحبه لي و من ثم مرت عامين نفعل هذا معا كل فترة عندما أتي إلي النادي و فجأة ، لم نعد نأتي ،
قاطعنا أنا و أخي الذهاب و إنشغلنا بأشياء أخري ،
أو في الحقيقة بعدما فعل أخي مشكلة كبيرة مع أحد أصدقائه و فتح أخي رأسه بالخطأ من غضبه قامت المديرة بمنعنا أن نأتي فترة ف عندت أنا و أخي و لم نأتي منذ حينها ، حتي مر ١٢ عام ، نعم ،
و من ثم رأيته في شاشة التلفاز ،
يعمل في مسلسل دور حبيب لممثلة أحبها كثيرا ، وجدتني شعرت بالغيرة ، ألم يبحث عني ، أيتذكرني من الأساس ؟
، و من ثم ، الآن خالد ممثل محترف عمل في ١٠ أفلام و مسلسلين كنت من عشاق التمثيل دائما و كنت من معجبينه ليس فقط من أجل كاريزمته و لكن أيضا من أجل موهبته ، دائما أجده موهوب في عدة أشياء تبهرني لدرجة تجعلني أريد أن أريه مدى حبي له منذ صغري ، عندما رأيته عدة مرات في السوشيال ميديا سألت أحد أصدقائي إن كان يذهب إلي النادي ، و قد كانت ألإجابة أن نعم يذهب كل إسبوع يومين ،
رأيته أول مرة في ملعب التنس ظللت أترقبه من بعيد ،
كنت جيدة في التنس و لكن ليس مثله قررت منذ هذا اليوم أن أدرب نفسي ٣ أيام في الإسبوع لأستعد بلقائه و كأنه تحدي و مر شهرين و تدربت و أصبحت ماهرة وجدته ذات يوم يدخل في دور و سأل هل من يريد أن ينافسه وجدتني أسحب كل جرأتي و
أقول : أيوة أنا ، نظر لي بإندهاش ، لا أعلم أكانت نظرته هذة أنه يتذكرني أم لأن ف كل مرة ، من يلعبوا معه من إناث دائما يفشلون ف يحب أن يواجه الرجال أكثر ، و لكنه أحب الفكرة ، ليس لشكلي و لكن لنظرة التحدي فأنا أعلم من مقابلة تليفزيونية معه أنه يعشق التحدي مثل الماضي و يكره أن يخسر و لا يستسلم بسهولة ، و قد كان ، أخذت مدربي و وجدته يأخذ تحدي أن هيا سوف أسحقك و بدأت اللعبة ،
كانت ال set عبارة عن games ال game عبارة عن نقط من يكسب ٤ نقط مثلاً ٤-١ او ٤-٢ وهكذا يكون قد كسب ال game و من يكمل ٦ games يكسب ال set ويبتدي ال set الاخر وهكذا و من يكسب 2 sets يكسب الماتش ، و قد كان و كسبت 2 sets ،
وجدت عدة أشخاص كثر عندما رأوه و رأوني قاموا بمشاهدة الماتش بالكامل ، نظرت له نظرة ساحقة بإنتصار
تسقيف عالي و اصواف صفارة جميعهم لم يصدقوا عينيهم .. من هيا
جميعهم بتسألون من أنا كان هو وحده يعلم من ..
قلت له : عيب والله تبقي ممثل شاطر بس ، نظر لي بإبتسامة مصطنعة و
قال : إنتي إسمك إيه يا شاطرة إنتي ؟
ضحكت ساخرة : شاطرة و إنتي ، طب روح إتعلم و بعدين تعالي كلمني ، نظر لي بنظرة لا مبالاه و ذهب بدون أن يعرف أهذة أنا أم لا ، شعرت أنني كنت سخيفة و لكن لا لن أعتذر أبدا ، مرت الأيام و
وجدته ينضم لمشكلة توصلت للعنف في النادي و فجأة سمعت إسمي !
سألت أحد أصدقائه ما الذي حدث ف روي لي أن أحدهم سخر منه أنني سحقته في لعبة تنس وأنه فشل أمامي بالرغم من صغر سني و هو يكبرني خمسة أعوام ، ف هاجمه و بدأؤا بضرب بعضهم البعض ،
وجدتني أشعر بالشفقة ، ألعبة مثل التنس تفعل به كل هذا ، ذهبت إلي الكافيتريا ، و قمت بإتصال أحد أصدقائي ومن ثم أجابتني صديقة لي في النادي منذ سنوات أيضا إسمها هدية ،
رويت لها ما حدث و ظلت تضحك لمدة طويلة و هيا مندهشة مما سمعته مني ، نعم ف هيا من محبينه أيضا و تكره غروره و تكره أنه لم يحاول أن يبحث عني مثلي ، قالت لي : والله برافوا عليكي ،
و قالك متضايقة مهو يستاهل مش شايفة عمال بيتنقعر علينا كلنا ازاي ، قلت لها بابتسامة أنها معها حق و لكن و ماذا بعد قالت لي و
بثقة : هنشوف فاكرك ولا لأ و لو مش فاكرك ييقي خلاص نسيبنا منه مش حوار يعني . أغلقت معها و طلبت قهوتي و وجدت صادق يأتي لي بالقهوة ، ف نحن هنا أصدقاء الجميع في النادي الموظفون و من ثم المشتركين قال لي بضحك و هو يغمزلي بعينه : إيه الدنيا ،
سمعت الي حصل مع خالد منصور ،
إيه إنتي ناوية علي إيه بظبط ، قلت له و
أنا أهمس : وطي صوتك و هفهمك بس إهدا ، قام بوضع يده علي شفتيه بإشارة أنه سوف يصمت ثم ضحكنا معا و هو يضع يديه حولي و يحاول أن يزغزغني دائما ما أكره هذة الحركة و لكني أحبه هو عندما يفعلها ، رويت له كل شئ إلا أنني أكن له إعجابا منذ صغري بل قلت له إنه يستفذني لأنه لم يبحث عنا أنا و خالد ،
كان صديقه أيضا و لكني كنت الأقرب دائما له ،
و أنني فعلت هذة عندا و ليس أكثر و كان يحكي لي هو الآخر عن الفتاة التي يحبها منذ شهور ، نعم ،
بدأ أن يروي لي أنه كل يوم ينتظر أن تستيقظ ليري أنها رأت الإستوري الذي وضعها علي الواتس و يدخل ليقول لها رأيه بملابسها ، ف هيا فاشون دايزاينر تحب أن تبتكر دائما ما تلبسه و تملك براند تبيع به ملابس و إكسسوارات ،
و من ثم يناقشها ف ماذا يكون جيدا علي ماذا و ما الذي يجذب الرجال ف يساعدها ، و من ثم يظل يترقبها علي كل مواقع السوشيال ميديا و يهتم بأي أغنية تشتعل الراديو تحبها يتمسك بالفرصة ليتصل بها كحجة ليقول لها فقط أن أغنية تحبها علي الراديو ف يفتح معها كلام أخر ،
و هكذا في كل شئ أفلامها المفضلة مسلسلاتها ،
و من ثم يخبرها أنه يهتم ليتذوق قهوة بالنوتيلا علي سبيل المثال تبتسم هيا و تقول أنها كانت تفكر بها بالأمس و لكن في حقيقة الأمر هو يعلم من موقع ما أنها قامت بنشر أنها تريد أن تجرب هذة القهوة ،
ليستغل هو الفرصة و من ثم بدأوا يكونوا في يوم بعض الأخر ، أتذكر أول مرة أتي صادق و بدأ يحكي لي عنها ،
إسمها نيلي ، تصغره بسنتين و كان أخي أكبر مني أنا ب خمسة أعوام مثل خالد ، قلت له بثقة : بص يا صادق لازم تركز معايا أوي في الي هقولهالك ده ، نيلي ما شاء لله جميلة و أكيد كذا حد حاول يكلمها و بيحاول و هيحاول ، مبدأيا إوعي تحكلها أي حاجة من علاقاتك الفاشلة ، أو تبينلها إنك يا عيني كنت ضحية واحدة او أهلك ،
إحنا ك بنات مبحبش نشوف الراجل إنه كان غير مرغوب فيه ، بنحب نحس إنه مطلوب كدا زينا بظبط ، تاني حاجة لازم يكون في حاجة فيك تخليها تنبهر ، الانبهار جزء أساسي من أول العلاقة هيروح كدا كدا بعدين بس علشان توصل لبعدين لازم يكون في إنبهار في الأول و ده هيجي عن طريق إنك تعمل بحوثاتك عن هيا بتحب إيه و مبتحبش إيه ،
و ثالثا و ده الأهم لازم تكون تقيل و مش كل شوية زنان و شغل بقا انتي فين و جاية منين من أولها كدا علشان هتتخنق منك و تسيبك بعد إسبوع أساسا ، احنا بنحب الي يدينا مساحتنا و ده بجد و إلي يخلينا إحنا إلي نهتم هو فين و بيعمل إيه و ميحسسناش إنه فاضي دايما كدا !
، وقت مانختفي أه إقلق بس متأفورش و تلاقيك تحت بيتها علشان إتأخرت في الرد يوم أو يومين ، عادي هرموناتنا بتبقي بايظة و بنأفور ، لينظر لي بسخرية ،
و أقول أنا بإبتسامة : إحنا نأفور أه إنما إنتوا تأفوروا ليه إتجننتوا !!
كان يضحك هو علي كل ما أقوله ، و لكني أكملت بثبات تام : و لازم تكون حنين معاها يا صادق ، عمرها م هتحبك و إنت مش حنين ، و مش كل شوية تتاتش ها ، خليك محترم كدا ، أنا بكره أي بني أدم يقعد يخبط فيا بإيده و الجو ده ف خلي بالك أكيد في بنات كتير كدا و شوف الأول هيا إيه ، لقتها كدا خلاص تمام مش كدا يبقي تحترم الليمتز بتاعتها !
ده مهم بجد ، نظر لي نظرة ثقة و من ثم سخرية و قال : مش عايزاني مكلمهاش بالمرة ،
قلت له بثقة ، يا شيخ إتنيل علي الله تنفع بس لأحسن إنت نيلة و هيا شكلها أنيل ، نظر لي نظرة إمتنان و شكرني و ذهبنا إلي المنزل سويا و نحن نشغل أغنيتنا المفضلة لإليسا ، أواخر الشتاء .
*********************************
وجدت داليدا صديقتي تقاطع أفكاري بإتصالها أجبتها مسرعة : حبيبتي عاملة إيه كنت هكلمك ، بقالك كام يوم مختفية يعني ،
أجابتني أن محسن حبيبها خطب : صمت لدهشتي بمعرفتها و
قلت لها مسرعة : عرفتي إزاي ولا إيه إلي حصل ، قالت لي بهدوء : إلبسي و تعالي يا ياسمين إنتي عارفة إني مبحبش أتكلم و أحكي حاجة مهمة في الموبايل - طيب طيب هلبس و أجي علي طول
، ذهبت مسرعة أرتدي ترينج
وقمت بالنزول و بالذهاب بسيارتي مر بعض الوقت حتي وصلت إلي منزلها ومن ثم بيتها و غرفتها وجدتها تجلس و تجمع كل صورهما معا و هداياه ، جلست و من ثم بدأت أن تسرد لي ما حدث بالتفاصيل ، و كيف إكتشفت ، بعدما إنتهت من الحكي نظرتلي بإنتصار و هيا تقول و مسحت كل الرسايل الي بنا و صورنا إلي علي الموبايل و اللاب ، مش فاضل غير دول ، تشير إلي صورهم المطبوعة أمامها ،
نظرت لها و أنا مندهشة : بس معقولة مسحتي كل رسايلكم و صواركم كدا بالسهولة دي ؟ نظرت لي بسخرية : و
مين قال بسهولة ، تعبت أكيد و عيط و قلبت الدنيا بس بيني و بين نفسي محسستوش أبدا إني زعلانة بعد م قالي إنه حس إن علاقتنا بتموت و إنه مبقاش حاسس إنه عايز يكمل !
محستش زي ماقالوا بتمسحي جزء منك و كدا لما مسحتهم ، يمكن علشان هو كان ماسحني الأول و كرامتي وجعتني أوي ، حسيتني بمسح هموم مني بشيل كل وجع و كل ذكري وحشة و حتي الحلوة اتقلبت وحشة بالي حصل ، بصتلها بحزن و أنا بسألها : كرهتيه ؟
بصتلي هيا و ضحكت و هيا بترد بنفس نبرتها الباردة : عمرك م تعرفي تكرهي حد حبيتيه ، بس إتقفلت منه ، مبقتش قادرة او عايزة أشوف أو أعرف أي حاجة عنه و كأني سفرته في بلد بعيدة ، بعيدة حتي إنه يقدر يعرف أنا بقيت بحبه ولا لا ، و مش طريقتي و صوري و كلامي إلي بنزله إلي هيوصله الكلام ده ، لا ، عنيا !
عنيا كانت مش بس بتلمع لما تشوفه و قلبي بيدق ، عنيا كانت بتبرق زي الرعد في السما ، و كأنها قابلت نجمة نورها عالي ف إنعكس الضوء علي عيني ، بقيت ضلمة لما هتشوفه و هيكرهني ، هيكره إن لمعتي مبقتش موجودة ولا إنبهاري بيه ، هيشوف عيون باهتانة ، هيعرف إني مبقتش بحبه من عنيا ، و حتي نبرة صوتي مش هتكون هادية و حنينة ، هتكون باردة بصوت غضب مسكون ، هوهيحس أصله دايما بيحس بيا و عارفني ! لتتذكر أنه لم يثبت أي شئ من كلامه ، أو يمكن مبقاش بيحس بيا بس بردوا عارفني و بردوا هيعرف إني مبقتش بتاعته ولا هكون
. وقتها بس هيبعد و يفهم و يعرف إني خلاص مبقتش عايزاه حتي لو كنت بموت فيه ، وقت م يخليني أكره أشوفه أو أخاف من وجوده جنبي يبقي قتل كل حاجة كانت حلوة بنا في يوم من الأيام ،
الأمان لو راح من أي علاقة يا ياسمين عمر الحب م يرجعه تاني !!
بيبقي إتقتل .
نظرت لي داليدا و هيا تسألني : بس أنا مش حاساكي متفجأة ليه ؟ نظرت لها و عيوني تتوسع بإندهاشي بسؤالها :
أصل ، أصل أنا عرفت من إسبوع من حد بالصدفة إنه هيخطب ، تسرعت في الرد و قد ظهر علي التوتر : مكنش ينفع أنا إلي أقولك ، مكنتيش هتصدقيني ، و كنتي مش هتحبي تصدقيني ، في حاجات يا داليدا لازم نعرفها بنفسنا ، و حتي أنا لو كنت مكانك و إنتي جيتي قولتيلي من كتر صدمتي ممكن أترجم أي حاجة غلط ، غيرة أو أي حاجة ، مش إني مش بحبك و عارفة إنك هتبقي خايفة عليا ، لا هيبقي أي مبرر أحطهوله علشان بحبه ، علشان هو أكبر جزء في حياتي ، علشان دي صدمة عمري يا داليدا ، مكنش ينفع صدقيني أتكلم ، بس أنا عارفة إنك قوية و هتفوقي منها و هتعرفي قيمتك كويس .
لمست يداي و هيا تطبطب و قالت لي أن كل شئ علي ما يرام .
ذهبت إلي منزلي و كنت أفكر في كلامها كثيرا ، كم كان مليئا بالكسرة ، نعم ، و كأن حبها الكبير أصبح ثقل عليها ، أيمكن أن يتحول حب إلي لا شئ هكذا !!
كنت خائفة أن تلومني أنا و هيا تبحث عن من تلومه ، ليس كرها في و لكن ضعفا ، لماذا ، لماذا يحدث كل هذا معها و معنا إلي متي ستظل هكذا واقفة ، لا تعرف كيف تتحرك و إلي أين سيأخذها قدرها ، أو ماذا تقول عندما يقولون لها ماذا بكي أو لماذا تبكي ، فقط تظن أنها تصرخ و لم يستمع لها أحد ، فتقف في منتصف الطرق الكل يعاملها ك رياح ، لا نعلم متي ستظهر عاصفتها و تحطم كل شئ .
مر بعض الوقت حتي جائت قهوتي الثانية ، و تذكرت ما حدث مع خالد بعد كلامي مع صادق ..
**************************
كنت أجلس في قاعة السباحة كانت فارغة تماما لم يكن بها إلا أنا و موسيقي هادئة و دفتر أملئ به قصص أو أفكار ، إلي أن وجدته ، خالد ، أتي و جلس بجانبي علي نفس الكرسي و بنبرة غاضبة و
حزينة قال بهدوء : إختفيتي ليه فجأة ؟
توسعت عيناي بإندهاش أنه يتذكرني ، قلت له بهدوء : و إنت مدورتش عليا ليه ، مسألتش أو حتي حاولت توصلي !!
نظر لي و هو يضم حاجبيه بصدمة و
قال : و مين قال إني مدورتش ، و مين قالك إني محاولتش ، ياسمين أنا كنت باجي كل يوم لمدة سنة و مكنتش بلاقيكي و حتي صاحبتك هدية سألتها قالتلي إنها مبتكلمكيش !
نظرت له بصدمة : إنت بتقول إيه سألت عليا هدية ، إمتي و إزاي ؟
قال بثقة : سألت عليكي مابقيتيش بتيجي بعد ٥ شهور مثلا لما جبت أخري ، إنتي فين و مبقيتيش بتيجي ليه ، قالتلي إنها متعرفش حاجة عنك ، و بعديها كانت كل شوية بتكلمني تطمن عليا لحد مانا إتخنقت ، كل مابتكلمني بفتكر إني مش لاقيكي ولا عارف أوصلك ،
حتي السوشيال ميديا إنتي مكنتيش ظاهرة !
نظرت له بإبتسامة : بقيت ممثل مشهور و ليك معجبينك يا خالد انت دايما كدا بتتعب الي بيحبوك،
نظر لي بثقة : كان عندي أمل إنك تبقي إنتي بتدوري عليا و لما تشوفيني تكلميني أو حتي تحاولي ،
لم أكن أريد أن يعلم أنني بحثت لم أكن أريد أن أخبره أنني لم أفوت له عمل أو برنامج ، كنت أسأل عنه كثيرا ، إلي اليوم !
و لكنني قلت له بإبتسامة و أنا أسلم عليه بيدي للمرة الأولي منذ سنوات : أنا إسمي ياسمين ، تحب نبقي أصحاب زي زمان تاني ؟
، من ثم رأى حظاظتي أنني مازلت أرتديها كما وعدته أنني سوف أرتديها دوما ..
ليضحك هو و بنظرة طفل أفتقدها كثيرا رفع يديه و أخرج من كم التيشيرت نفس الحظاظة لأبتسم أنا في دهشة و ليمد يده و نتفق أننا سوف نصبح أصدقاء ثانيا و إلي الأبد هذة المرة .
نظرت له و قلت : هو إيه إلي خلاك تتخانق أول إمبارح هنا في النادي ، نظر لي بإبتسامة و هو يجيبني ، لقيت حد جاي بيقولي بقا ينفع تخلي طفلة زي دي تكسبك !
نظرت له بنظرة سخرية : و طبعا إنت ضايقتك كلمة إني كسبتك !
نظر لي بثقة و قال : لا إضايقت من طفلة زي دي ، علشان إنتي مش طفلة و مينفعش يقول زي دي !
( أخبأ خالد علي أن قام أحدهم بغزل علي حسدي و لهذا قامت المشكلة
و لكنه لن يحب أن يزعجني )
إبتسمت مثل طفلة حقا و إبتسم هو علي إبتسامتي ، و بدأ أن يروي لي كيف دخل التمثيل و ماذا حدث في أول أدواره و كنت أنظر له ك إنتصار ، إنتصار أننا أصبحنا أصدقاء ثانيا ، لا أعلم إلي الآن أهو حنين لماضينا أم أنني مازلت أحبه حقا .
***********************
غفوت و من ثم إستيقظت علي منبه الجلسة الجماعية ، إرتديت أنا جيب بليسيه و شيميز أبيض و كوتشي أبيض و ذهبت مسرعة و دخلت القاعة مكونة من كراسي علي شكل دائري لنري بعضنا كلنا و مايك بأيدي أحداهن ، و دكتور يحي يجلس في الأمام ، و من ثم ظل تأتي وأحدة ثم الأخري ، إلي أن بدأت الجلسة ..
بدأ دكتور يحي أن يقول في هدوء : مين يحب يبدأ يحكي قصته و نتناقش فيها سوا .. مر دقيقة صمت و من ثم رفعت واحدة يديها في طلب أن تبدأ و بدأت تروي قصتها بهدوء تام و بصوتا بارد يبدوا عليه الإنهاك : أنا إسمي ن . أ ، بدأ الموضوع من عشر سنين ، إحنا ساكنين في بيت عائلة ، عائلتي لطيفة جداا كلهم حنينين إلا شخص واحد كان دايما غريب بالنسبالي و هو خالي ، كان دايما بيطلبني أطلعله طلبات البيت و يطلبني أنا بالإسم و كل مرة كان بيفضل يفصصني بعينه ، و كل مأطلعله لابسة حاجة واسعة يضايق و يقولي متطلعيلي بالبيجامة عادي أنتي طالعة عند خالك مش حد غريب يعني ، و مكنتش بفهم هو يقصد إيه ، بس كنت بسمع الكلام علشان أريح دماغي ، بصوت مبحوح : لحد م في مرة بدأ يقرب مني و يعمل حركات غريبة و يلمس جسمي بردوا بطريقة غريبة مش مريحة ، لحد م في مرة دخل عليا المطبخ و أنا بعمل الأكل ، بدأ يحضنني من ضهري و بدأ يبوس ضهري و يقلعني لبسي بعنف و كان ماسك بوقي بإيده التانية علشان مصرخش ، لحد مفلت منه و جريت علي تحت بسرعة و من وقتها بحاول إني محتكش بيه أساسا بس بردوا فضل فترات ينده و يكلمني و مردش و يطلبني بردوا من ماما ، و كل ما يجي مكنتش بخرج من أوضتي ، طبعا مقدرتش أحكي ، مقدرتش أصرخ حتي ، ولو كنت حكيت بردوا مكنوش هيصدقوني لحد م خالي إتجوز و سافر برا مصر ، و فضلت أنا عندي عقدة من إني ألبس لبسي البيت عادي و بقيت بخرج قدام إخواتي و بابا بلبس واسع جداا ، ماما كانت دايما بتستغرب في إيه و من إمتي لبسي بقا كدا و سألتني كتير بس كنت بقولها إني ببقي مرتاحة كدا و من وقتها و أنا في حاجة مكسورة جوايا ، لحد م كبرت و منستش و بردوا الكوابيس كبرت معايا مراحتش مني أبدا و كأن الإحساس فضل محاوطني زي ريحة غاز منتشرة في البيت بتقتلني بالبطئ ، لحد م جالي عريس من فترة وافقت بس كل شوية هو حاسس إني فيا حاجة ، ببقي عايزة أحكيله دايما بس بخاف يسيبني بخاف لنظرته ليا تتغير ، و بخاف أصعب عليه ف يكمل بس علشان كدا ، و بخاف من شعوري إني لازم أبذل مجهود علشان أبينله إني تمام و أنا مش تمام !! ولا عمري هكون تمام طول مانا خايفة أحكيله أو أحكي لحد ، و ياتري هيفهمني ولا بردوا ممكن يشك في حاجات تانية ، و لما قررت اقول لماما مصدقتنيش و قالتلي مقولش لحد الكلام دا و اتعاملت بعديها عادي و قالتلي اني لو اتكلمت هيقتلوا خالي و حرام و هو اكيد اتعلم و اتجوز و كلام عبيط و انا !
مفرقتش معاها انا
بدأت في البكاء و بدأت التي يجانبها أن تهدئها و دكتور يحي يدون ..
********************************
سرحت أنا في تكملة الذكريات و كأنني أوقف شريط و أكمله ،
وجدت خالد يتصل بي و يقول بإبتسامة : أنا لسه مخلص تصوير ، فاضية ننزل النادي نلعب شوية ؟
إبتسمت و من ثم ضحكت بصوت مسموع : نلعب إيه إنت بتهزر ، إحنا عندنا كام سنة علشان نلعب !
ضحك و قاال بثقة : إلبسي و تعالي ربع ساعة بالكتير و ألاقيكي قدامي ، وجدتني أقف مسرعة و ألبس طقم كاجوال و أضع كحل أزرق و روج كاشميري و فردت شعري المموج بني اللون علي ظهري بدون أي رباط ، و ذهبت بسيارتي مسرعة و أنا ممتلئة بحماس طفلة وجدت دورها أتي في اللعب بعد إنتظار طويل ، وصلت حتي وجدت طبق بطاطس محمرة ذائد إزازة كاتشاب و ضحك و هو يمسك إزازة الكاتشاب و من ثم نظرت له نظرة تقول له أن لا يرمي شئ علي و إلا !!
لم يكن يستمع لي و بدأ أن يضغط علي الكاتشاب و أسرعت و إبتعدت و من ثم ركدت سريعا و أنا أضحك ، أضحك بصوت مسموع و هو هكذا يركد خلفي بطفولة حمقاء و من ثم توقفت أخذ نفسي ، و وجدته يمسك يدي و يقول لي بخوف : أسف والله نسيت إنك نفسك قصير ف خرجت مني ضحكة عالية مفلتة و من ثم وضع يديه علي شفتاي ليسكتني و من ثم إبتسمت إبتسامة يعشقها منذ الصغر و قال لي : أنا ممثل أه بس راجل أوي ، و ضحكنا معا و ذهبنا إلي طاولتنا ثانيا و نحن نأكل البطاطس و كأننا لم نأكل منذ يومين ، كنت أعلم جيدا أننا نشتاق لبعضنا البعض و ظل يروي لي طفولتنا و حماقتنا في الماضي و ظللت أنا أنظر إليه بمنتهي الحب ، كم أفتقده كثيراا .. أتذكر اليوم الذي يليه أتينا معا و طلبنا نفس البطاطس المحمرة و أخرج ورق كوتشينا و قال لي ، الشايب ، فاكراها ، قلت لا أن لا أبدا ، تذكرت في مرة خسرت أمامه و طلب مني الذهاب لرجل شاب يجلس مع خطيبته أو حبيبته أن أمثل أنني إبنته و أطلب منه أن يتصل بوالدتي التي أفتقدها كثيرا و نعم فعلت هذا و ظل الرجل يهدئني و كانت المرآة لطيفة جداا وجدتها تقول لي أنا ماما يا حبيبتي تحبي نروح سوا ، ف خفت أنا و ضحكت و قبلتني و ذهبت و كنت محرجة كثيرا و ركدت إلي خالد و هو يصورني أضربه بيدي و هو ظل يضحك ليومين علي هذا الموقف ، قلت له بثقة : بلااااش ، نظر لي مبتسما ، إخلصي بقااا بقالنا سنين ملعبناش مع بعض ، و من ثم وافقت بعد إلحاح شديد ، بدأنا في اللعب و بعد مرور نصف ساعة ، خسرت ثانيا ، نظر لي بإنتصار و قال هحكم عليكي حكم واحد بس من غير مأخد أي أرقام بس هتنفذيه ، رأيت نظرته و نظرت بحدة و قلت : عايز إيه ؟؟
ضحك و قال : شايفة العائلة الكبيرة إلي قاعدة بتاكل هناك دي ، روحي جنبهم و زغرطي بصوت عالي و إعتذري و تعالي تاني ، ضحكت و من ثم نظرت له أن مستحيلللل ، أبداا ، إنت إتجنننت !!!
وجدته يقف و يقول بحدة ثانيا : هتقومي و تروحي ولا أشيلك أوديكي بردوا ؟
لأفكر ثانيا و من ثم أقرر الذهاب أنا لست خائفة - تمامم ماشيي .. و ذهبت بخطوات بطيئة و هو ينظر لي و رفع هاتفه و بدأ في التصوير ، و من ثم وقفت بجانبهم و توقفوا جميعا عن الأكل و نظروا لي بتساؤل !
و زغرطت
و ضحكوا جميعاا و وجدتهم يسفقوا و أخر يصفر هو يقول : برافوااا لا و زي القمر ، إحمرت وجنتاي و وجدت خالد غضب ، إبتسمت أنا أكثر ، ف أنا أعشق الغيرة ، ذهبت إليه و أنا أضحك و هو يقول بسخرية : مبسوطة إنتي هااا ، جلست و أكملت فطوري و قلت : انا مايش دعوة مش انت الي قولت البس بقا ، من ثم تمشينا قليلا و ذهبت أنا إلي منزلي و ذهب هو إلي تصويره .
*************************
قال دكتور يحي بهدوء : مين تاني يحب يتكلم ؟!
وجدت أخري رفعت يديها ، و بدأت أن تروي هيا الأخري ..
أنا م . ي قصتي بتبدأ من يوم مإتجوزت ، كان جوزي شخص لطيف و طيب جداا و إحنا إتجوزنا صالونات ، و حبيته بعدين ، الحقيقة إن إحنا علاقتنا كانت دايما هادية و كنا متفقين في معظم الوقت ، لحد م خلفت بنتي بدأ طول الوقت يتعصب من صوتها و زنها و بدأ كل شوية يتخانق معايا بسبب و من غير سبب ، و يطلب مني إنه عايزني في أوقات كلها بنتي بتبقي بتعيط و محتجاني فيه ، و يفضل يزن لحد م ضربنا خناقة إني بقوله إنه كل إلي بيعمله معايا هو بس المعاشرة و مبيساعدنيش في أي حاجة إذا كانت في البيت أو مع بنتي ، حسيت إني متجوزة حيوان مش بني أدم ، عارف إلي ليه و إلي عليه ! و ده كله مبانش غير لما خلفنا ، لحد م إمتنعت عنه و قولتله إنه مش هيلمسني غير لما يفوق لنفسه و يبدأ يساعدني لإني تعبت و حاسة إني بعمل كل حاجة لوحدي و رافض إن ماما تيجي تساعدني بحجة إنه مش هيرتاح في وجودها ، في الأول عند معايا و بعدين بدأ يضربني ، لحد م في مرة نيمت البنت و دخلت اوضتي أغير لبسي لقيته إتهجم عليا و إغتصبني و أنا مقدرتش أصرخ مقدرتش أعمل أي صوت خوفا من إن البنت تصحا أو تحاول تيجي و هيا يادوب بدأت تمشي !!
و فضلت أحاول أبعده و أقوله لا و إني مش عايزاه فضل هو يعيد و يزيد ف ده حقي و يضربني بالقلم لحد م إتهديت و سبت نفسي و بعديها حسيت بقرف من كل حاجة تاني يوم أخدت بنتي و سبت البيت و رجعت لأهلي ، و عدا ٣ شهور و هو بيحاول يرجعني و أنا مش عايزة ولا قادرة أحس معاه بالأمان تاني !
و كل حبي ليه إتحول لكره لدرجة إني أحيانا لما ببص لبنتي بقيت بحس بقرف لإنها بنته ، لحد م بدأت أحكي و جيت هنا ، لما حكيت لأهلي غلطوني و قالولي مفيش حاجة إسمها كدا جوزك يتقاله حاضر و بس !!
و قررت إني أشتغل بعد م رفعت قضية خلع ، و قررت أتكلم ، وقتها بس حسيت إني هقدر أعيش ، و هيا بس مسألة وقت و فترة و هسيب البيت و أبدأ أنا أحاول إني أربي بنتي بعيد عن أي حد فيهم ، حد يصدقني و يساعدني أتخلص من أي حاجة سببتلي أذي منه .
************************
بدأ خالد يتصل بي في جميع أيامي ، عند وقت فراغه بعدما يأخذ فاصل من تصويره ، يتصل بي ليروي لي كيف بدأ يومه و في نهايته يروي لي ماذا أسعده و أحزنه و هكذا أنا ، و بدأت قصتنا معا ، و من ثم طلب مني أن نأكل معا و ذهبنا لمطعم و وجدته يسحب لي كرسي و من ثم جلست أنا ، كنت أرتدي فستان أزرق اللون و شعري منسدل علي ضهري و أضع روج نبيتي بعدما علمت أن هذا لونه المفضل ، و بدأ في طلب الأكل و من ثم وجدت بنت تأتي و تطلب أن تتصور معه قام خالد و وجدت الأخري ترفع الهاتف و تلتلقط الصورة و قامت الأخري ب وضع قبله علي شفتيه و هيا تضع كارت به رقمها في جيبه و هو لاحظ و لكنه مثل أنه لم يلاحظ ، و جلس بإبتسامة مسرعة ليلهيني بالذي حدث ، صمت و بعدما الأكل قد وصل علي المائدة تناولنا في هدوء ، ظل يحاول يضحكني بطرق كثر لكن يومي إنتهي منذ هذة اللحظة !
مر الوقت و أوصلني لمنزلي و عندما وصلنا ، وجدته يقول لي بهدوء و هو ينظر لي و كأنه يترجاني : ممكن أفهم مالك من ساعة م البنات جم إتصوروا معايا و إنتي قالبة وشك !
نظرت له بنفور و من ثم قلت : مشوفتكش يعني بتقطع الكارت الي البنت حتطهولك في جيبك !
قال مسرعا و هو يخرج الكارت و يقطعه علي الفور ، أنا بس محبتش أطلعه قدامك لو إنتي مخدتيش بالك ، نظرت له بغضب : بس أنا أخدت بالي ، رد فعلك جه متأخر ، و حتي سؤالك هكذا ، صمتنا معا و من ثم قلت له أنني سأذهب ، و لكنه تمسك بيدي يوقفتي و قال : أنا أسف بس أنا مش عايزك تروحي و متبعتيليش علشان متضايقة مني أو إنك تبعدي تاني ؟
ف أنا أسف ممكن متفضليش متضايقة !
نظرت له بنظرة طفلة أخذت حلوتها و إبتسمت و قلت : أنا مغرتش علي فكرة ، أنا بس حسيت إنك قليت مني يعني ، نظر لي و كأنه إطمئن و قال بهدوء ، إطلعي كلميني ونسيني لحد م أروح و كأنك بتوصليني زي ما وصلتك يلا ، حركت وجهي بالإيماء أنني موافقة و ذهبت مسرعة و إتصل بي ، غيرت ملابسي و أنا أسرد له أنني رأيت مسلسلا و أحببته كثيرا و بدأت اسرد له قصة المسلسل و ظل هو يستمع لي ك طفل تحكي أمه حدوتة ما قبل النوم بتركيزا و بدأ يناقشني في رأيه حتي وصل و ذهبنا في النوم ..
*******************
نظر دكتور يحي ل ن . أ و قال : مشكلتك إنك مكنتيش جريئة كفاية تحاولي تحكي يمكن يصدقوكي و إنك حكمتي علي نفسك بالإعدام إنك بتتهربي من مواجهة نفسك إنك سبب في إيذاء نفسك إنك محاولتيش تنقذيها إنك تحكي لأي حد من البيت بس كل واحد و مقدرته و لما حكيتي حكيتي لمامتك و كان لازم تقوليلها ان دا دورها ، دورها انها تحميكي مش تخوفك زيادة ! ، إنما بالنسبة للعريس ، أنا أعرف شيخ قال إن مش من حق أبدا أي طرف يحكي عن ماضيه أو إن حد يحاسبك فيه ، لإنه إسمه ماضي و لو حكيتيه بردوا مش هترتاحي الطرف التاني هيبدأ يتخيل الي حصل و يلوم نفسه لو فشل إنه يساعدك إنك تبقي كويسة و هتبقي النهاية محتومة و محدش عارف هو شخص سوي هيفهم ده ولا هيعاقبك زي م تخيلتي إن أهلك هيعاقبوكي و يكدبوكي بس أنا رأي ، تبدأي تنهي و تبداي بداية نضيفة ، عمر إلي فات م هيرجع أو يتصلح و عمر م الكلام الحلو هينسي الوجع أو التشوه إلي إنتي حاساه ، بس لو بدأتي فعلا ترمي حياة جديدة معاه ، و تبعدي تماما عن أي حاجة تفكرك بخالك و تبدأي تواجهي نفسك إنه خلاص مبقاش موجود و تطمني إن إخواتك و باباكي مش زيه و إن مفيش مرضي كتير و في كتير ناس كويسين .
نظر ل م . ي و قال بهدو تام :
حلو إنك إتصرفتي علي طول و الأحسن إنك عرفتي ترجعي تحبي بنتك إلي ملهاش أي ذنب في إلي حصل غير إنها بنته و ده بردوا مش ذنبها ، و الأهم إنك دورتي إنتي مصلحتك فين و ريحتيها و دورتي و إتصرفتي ، حتي لو الكل متفقش معاكي إحنا معاكي ، و مش لوحدك و مش هتكوني لوحدك بعد كدا ، لأجد أخرين يطبطبوا عليها و يواسوها ببعض من الكلمات اللطيفة إبتسمت أنا ، و أكملت في تذكر بعض الذكريات ثانيا
*************************
إتصل بي خالد و قال إنه ينتظرني تحت المنزل ، لم أفهم ما الذي حدث ليصل إلي بيتي فجأة هكذا ، و لكني ذهبت مسرعة إليه حتي وجدت وجهه شاحب و كأنه غاضب من شئ ، وجهت سلامي له و جلست بجانبه أتسأل : مالك في إيه ، إيه جايبك تحت البيت فجأة كدا و وشك عامل كدا ليه ؟؟
وجدته يقول لي بغضب مكتوم : إنتي في إيه بينك و بين حسام ؟
أجابته و بوجه يظهر عليه الإندهاش : حسام ! مفيش بيني و بينه حاجة ، و بعدين بأي حق إنت بتتكلم بالإسلوب ده ؟
أجابني بغضب مسموع هذة المرة : أكلمك زي م أحب و إنتي مش هتعلميني كمان أتكلم إزاي و أقول إيه !
بسألك سؤال واضح إيه بينك و بين حسام ؟
تمالكت أعصابي و قلت بمنتهي البرود المصطنع : إيه إلي حصل يا خالد و فهمني علشان أقدر أفهمك .
بدأ يسرد لي ما حدث قبل ساعة : كنت قاعد مع ناس أصحابي و إتفاجأت إن حسام بيقول إنه بيجهزلك مفجأة و هيتقدملك و أكيد مش هيجي كدا من فراغ لو إنتي مش مدياله ريق !
نظرت له بتعجب : مدياله ريق ، بس أنا مش مدية لحد ريق !!
نظر هو الأخر بنفس نظرتي : إنتي بتقولي إيه !!
قلت له بمنتهي الثقة و الثبات التام : بقولك إني مش مدية لحد ريق ولا في بيني و بين حد حاجة !
أعلم نظرته تسألني و أنا ، ماذا أكون لكي ، و لكنني واجهته أنا الأخري بخبر يملئ الإنترنت ب أن يوجد بينه و بين ممثلة ما قصة حب بخروجهما ممسكين أيدي بعضهم من مكان عام !
وجدته ينظر لي و يأكد : كنا خارجين و البوديجارد بتوعها إختفوا فجأة طبيعي إن أنا إلي أخرجها لأننا كنا في عشا عمل مع بعض ! و بعدين ده شغلي إنتي بتقولي إيه !
- تمام ، إشاعة ، أو أيان كان ده شئ ميخصنيش ، بس حسام كان صاحب اخويا و بيجيلنا كتير انه عايز يتقدملي دي حاجة حلوة علي الاقل هو عارف هو عايز ايه ، أنا همشي .. عايز حاجة ؟
نظر لي نظرة لوم و كأنه يطلب مني أرحمه و أطمئنه و لكن لا ، لن تخرج مني بأي إعتراف إلا أن أتأكد من كل شئ منه أولا .
***********************
وجدت إتصالا من والدتي و انا في الجلسة إستأذنت دكتور يحي و وجدتها تطلب مني أن أسرع في الرجوع إلي المنزل من الجلسة و فجأة : وجدت صوت شئ يرتطم بالأرض و صريخ أمي و لم أجد أي صوت ، ذهبت مهرولة من الجلسة و ركبت سيارتي و بدأت التحرك و لم يكن الرقم يعطي أي إشارة ، و تم قفل الهاتف .
أنت تقرأ
ما نُتج عن الماضي
Aléatoireسؤلت ما هو أكبر عدو الإنسان في أي قصة حب وجدت إجابات عديدة منها من قال أن المواقف و الذكريات و منهم من قال أحاديثهم و الموسيقي التي كانت بينهم في الليل و النهار ، و لكن دعوني أخبركم بأكبر عدو للإنسان في أي قصة حب .. المواقف ستأخذ وقتها و تذهب ، ا...