8 | Nequeo

532 61 27
                                    

•••

23:13.

°°°°

تسربت بخطوات مرتعشة إلى المصعد وبرعونة بحثت عن زرّ الجناح الأرضي، رفعت بصرها المذعور وإنه كان أمامها بنظراته الباردة تلك. اِنفصلت شفتاها؛ فقد منع اِنغلاق البوابة بساقه. اِنكمشت ملتصقة بالجدار وحقيبتها في حين دلف إلى جوفه ثم ضغط الزر الذي يريده.

اِبتلعت اِنكسارها، خشيت أن يفضح الهدوء نبضات قلبها الملتهب. اِستند بالباب حتى لا يحدث تقاربًا بينهما ثم أشار إلى ساعة يده بسبابته.

《تأخر الوقت..، لا نزول بمفردك.》

لوت شفتها ودحرجت بؤبؤيها ثم أعادتهما إليه برد جاف:

《تلك مسؤوليتي.》

عقد ذراعيه عند صدره مجيبًا بهدوء.

《ما دام أنّك ستغادرين بيتـي..، فإنها مسؤوليتي الآن.》

دست لسانها بخذها وعانقت حقيبتها. مررت عدستيها العسليتين إلى كل ركن من ذلك المصعد؛ فقد أخرج هاتفه واِنشغل به. لوهلة سرقت نظرة إلى يده خشية أن تجد دليل اِرتباطه بإحداهن، حاولت تجاهل شعلة غيرتها المؤلمة وذكرت نفسها أنها لم تشعر بوجود أنثى بشقته.

لعنت ذاتها لأنها مازالت تفكر فيه كرجل؛ فهو لم يبدي باِكتراث نحوها، إنه فقط يتصرف وفق طبيعته المتحكمة.

حينما غادا بالمرآب سلت هاتفها لتبعث الإحداثيات لسائقها، فقد نسيت أن تستأنف مراسلته.

《سأقوم بإيصالك.》

فاه بنبرة صلبة؛ فأعلت عدستيها إليه بسخرية ثم أومأت بالنفي وقالت.

《أشكرك على نبلك أستاذ بيون..، لكنني لا أصعد سيارات الغرباء.》

لكنكِ تأتيـن إلى منازلهم.》

قضمت لسانها وأخرجت بعد ذلك ضحكة صاخبة.

《لم أكن أعرف أن هيونبوك شقيقك..، وهو ليس من الغرباء.》

همهم ثم فتح باب سيارته مرسيدس بنز حديثة الطراز.

《لم أقصد ذلك.》

وجه كفه إلى المقعد الامامي قائلا:

《تفضلي.》

حادث كبريائها قلبها لترفض؛ فهي رأت أن تصرفه نابع من تسلطه وليس اِهتماما. ذلك الاِهتمام الذي لطالما حلمت به، أن يزيل نعت الطالبة عنها، إنها لم تعد كذلك الآن!

NOIR | BBH [مكتملة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن