تَعّارُف.

32 6 2
                                    

" الحُبُّ لا يُوزّعُ بالتَساوي، لا قَانُونَ يَحكُمُهُ، بَل هُو يَحكُمُ كُلَّ شَيء، وإذَا تَمكّنَ مِن الفُؤادِ، بَدآ في العَينينِ.. "
_______

فَجرُ مايُو، صِياحُ الدِيكِ وصَوتُ العَصافِير، مَع نَسيمِ هَواءٍ بَارِدٍ عَليل، الهُدُوءُ كَان سَيّدُ المَكانِ، لا يُسمَعُ الا صَوتُ الأُرجُوحَةِ الصَغيرّة القَديمّة، فَتحَ عَينَاهُ بِصعُوبَةٍ عَلى صَوتِ غَايا وهُو يَهمِس بِأُذُنه.
.
" مينيرفا، أنَا خَائِف "
حَاوَل غَايا الصُعوُد عَلى السرير لَكِن لَم يَكُن هُنالِك مَكانٌ لَه، تَحرّكَ مينيرفا للوَراء ليصنّعَ مَكانَاً لِ غَايا، ضَرب ظَهرُ مينيرفا جِسمٌ مَا، تَجمّدَ فِي مَكانِه، وفَهِمَ مَا الذِي يَحدُث، نَظَر وَرائَه لِيُشاهِدَ الجُندي عَارياً مِن الأَعلى.
.
" اللعَنّة "
هَذا مَا تَمتَمَ بِهِ مينيرفا وَلمْ يَفهَمهُ غَايا.
.
" امم، مينيرفا؟"
عَبَسَ وَجهُهُ ووَضعَ يَداهُ عَلى السَرير لِيصعَد، دَفعَهُ مينيرفا وَلم يَسمح لَهُ بأخَذِ مَكانٍ عَلى السَرير.
.
" إذهَب لِغُرفَتي، سَآتِي حَالاً "
لَمْ يتحرّك غَايا بَل ظَلَّ واقِفّاً يُحدِقُ بصَاحِب الشَعر الذَهبي، ثُم حَرّك رَأسَهُ للأعَلى مُحاوِلاً النَظَر الى الجُندي.
.
" غَايا ! "
غَضِب مينيرفا لَكِنّه لَم يَرفّع صَوته مُحاوِلاً الّا يُوقِظ مَن خَلفَهُ.
.
" مَا الذِي يَحدُث ؟ اهه "
بصوتِ الجُندِي الذَي إزدَادَ عُمقّاً وخُشونّة، مُتأوِهاً بِألم ومُمسِكَاً بِرأسِهِ مُحاوِلاً النُهُوض.
.
" مينيرفّا كَان نائـ- "
لَم يُكمِل غَايا كَلامّه، مينيرفّا وَضع يَداهُ عَلى فَمِهِ.
.
" مَاذا ؟ مَن ؟ "
كَان الجُندي يَفتَحُ عَينيهِ بُصُعوبه، مُحاوِلاً التَعرف على المَكانِ والاشخَاص.
.
" أنتَ مُصاب، لِذا عَالجُتك وحَملتُكَ الى هُنا "
تَكلم مينيرفا بِثبَات وثِقه.
.
" اهه لَقد تَذكّرت انت جُندي يوتوبيا، يا إلهِي أشُعُر بِصُداعٍ رَهيب "
جَلّس الجُندي بَعدَ كلامِهِ، نَظر بالارجَاء، يبَحَثُ عن شَيءٍّ مَا.
.
" الحَمامُ مِن هُنا "
تَكلّم الصغِير ، مُشيراً الى بَابٍ فِي زاويِة الغُرفة، خَلف الجُندي بالضَبط.
.
" سَأُعِد شَاي الوَرد والفَطائر، إن كُنتَ تَرغَبُ بالافطَار "
تَكلّمَ مِينيرفَا وهو يَفتحُ بابَ الغُرفه مُتجهِاً للطَابَق السُفلي.
.
" هيا غَايا "
مُمسِكاً بيدِ الصَغير ذاهِبَان للاسَفلِ مَعاً.
.
إبتَسمَ الجُندّي، افلَتَ نَفسهُ، سَقط علَى ظَهرهِ فَوقَ السَرير، آخَذَ نَفساً عَميقاً، حَتى مَنعَهُ جُرحُه وآلمَه، نَسيَّ أمرَهُ تمَاماً، أمَان؛ ذَلِكَ كُلَّ مَا شَعر بِهِ.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 28, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

‏[ Αθηνά & Άρης ] آثينا و آريز.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن