20

1.1K 56 9
                                    

لا تنسو التصويت للفصل 💚💚

المشهد العشرون

منذ أن غادر الأطباء حجرتها وعقب أن جلبوا لها مرآة كبيرة كما ألحت في طلبها، وهي تأبى إبعادها من أمام وجهها.. لساعات طويلة وهي تمسكها تنظر للشكل المنعكس في المرآة.. تضل تحرك رأسها أمامها لتتأكد من أن ما تمسكها هي فعلا مرآة لا صورة ثابتة.. رفعت أناملها تتلمس الوجه الذي تراه في المرآة..

ما الذي حدث لها؟ ولماذا صارت فجأة ترى انعكاس صورتها في المرآة وجه تلك المدعوة "تارا"؟

أخر شيء تذكره هو أنها اكتشفت الأعمال القذرة التي يقوم فيها سلمان ذلك الرجل الذي تزوجته وقررت بعدها الرحيل مؤقتًا.. نعم.. صحيح.. وماذا حدث بعد؟ ما حدث بعد ذلك أنها اتصلت على فؤاد ليوصلها للمنزل قبل أن تشعر بدوار وتقع أرضًا فيصطدم رأسها بصخرة ما..

أبعدت أخيرا المرآة من أمامها ووضعتها فوق المنضدة الملاصقة للسرير..

كتفت ذراعيها واتكأت على ظهر السرير متنهدة بإنهاك..

والان ماذا ستفعل؟ هل ستبقى كتارا للأبد؟ أم أنه وضع مؤقت؟ وهل سيصدقونها لو أفصحت عن حقيقة ما حدث؟ أم هو فقط كابوس مزعج غير مفهوم وسرعان ما ستستيقظ منه؟

بجمود رفعت يدها تقرص ذراعها وهي تشد على أسنانها تتحامل على الألم.. أطالت وأطالت بقرصها لذراعها حتى ما عادت تتحمل فأبعدت أناملها عن ذراعها شاهقة بوجع مريع..

مسدت بأناملها مكان الاحمرار وعيناها تتجمعان بالعبرات من شدة الألم..

حسنًا.. للأسف.. هي لا تعرف كيف ستستيقظ من هذا الكابوس..

أبعدت عنها الغطاء واتجهت لدورة المياه.. هناك حدقت بصورتها المنعكسة كاملة في المرأة الجدارية الطولية بشكل أفضل.. مددت وفردت أطرافها وهي تدور حول نفسها.. ولتكون محقة فتارا والتي تصغرها بالكثير تخطف الأنفاس بهذا القد الرشيق.. جسدها مثالي فلا ترهلات فيه أو دهون زائدة رغم أنها وكما سمعت أم لطفلين.. بل رغم أن شكلها عادي إلا أن فيه كل مقومات الجاذبية..

خرجت من دورة المياه تقف أمام النافذة وهواء النسيم العليل يحرك شعرها الأسود الطويل..

إنها تسكن بنفس المدينة التي كانت تسكن فيها سابقًا.. منزلها يبعد عن هذا المشفى الذي تتواجد به فقط عشرات الكيلومترات.. عليها أن تحاول الوصول لولديها.. إنها خائفة مما قد تفعله تارا وهي تحل مكانها.. إذا عرّفت تارا بنفسها وهي على هيئتها هذه سيظن كل من فؤاد وسماح أن أمهما مجنونة..

ارتجف جسدها بشعور مقيت لهذا الخاطر..

عليها أن تذهب لمنزلها القديم الآن.. أومأت برأسها لنفسها بلهفة ممزوجة بالقلق معتزمة على الخروج.. تسللت خارج حجرتها الموجودة في الجناح الفخم المهيأ للمرضى المهمين في هذا المشفى بدون أن يراها أحد.. ارتدت رداء ابيض يعود لأحد الأطباء موضوع فوق مقعد بالبهو.. ثم سارت بين حشد الناس الذي يخرج ويدخل من البوابة الحديدية الخارجية للمشفى بدون أن تلفت الانتباه لها.. وساعدها غروب الشمس وبدء انتشار الظلام..

بحجم المسافات "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن