39

1.1K 66 2
                                    

لا تنسو التصويت للفصل 💚💚


الفصل التاسع والثلاثون

وقت الغذاء..

استقام وفيق واقفا يغادر منضدة الطعام شاعرا بشهيته تُسد لعدم تواجد ناردين معهم.. منذ أيام وهي تتعامل معه بجفاء وبعد.. حتى عندما يحاول خلق أي محادثة عشوائية معها لا تتنازل إلا في الرد بعدة كلمات مقتضبة مختصرة، وكأنها لا تطيق حتى النظر بوجهه.. تقضي معظم الوقت في غرفة نومها لا تفعل شيئا إلا الرسم، ومن حولها لوحاتها وألوانها.. وهو يشعر أنها تتعمد الرسم أمامه لتستفزه وتتحداه أن يعترض حتى.. وكأنها فعلا تمسك عليه أمرًا يمنعه حتى من الاعتراض..

والعجيب أنه يشعر بأنه فعل شيئا مخزيًا يمنعه من التفكير حتى بالاحتجاج على رسمها.. وهو كذلك.. لقد أخطأ بظنه برحيق.. وبدأ لا يرتاح لرفقتها..

بسبب أخر موقف حدث بينه وبين رحيق أمام والدته يتجنب الجلوس معها والذهاب معها لجلسات المستشفى..

حمد وفيق الله كثيرا في سره لعدم تواجد ناردين بينهم عندما قامت بإطعامه بأناملها.. لا والأنكى مجاملته لها كرد فعل من فرط التوتر الذي عاشه بسبب مبادرتها الجريئة! حتى والدته عبرت عن كرهها لجرأة رحيق.. على كلِ فقد قاربت جلسات علاجها على الانتهاء وستغادر وسرعان ما ستعود ناردين زوجته الحبيبة الي سابق عهدها معها وتنقشع غمامة البؤس والجفاء هذه التي تحيطهم..

دلف لغرفة النوم هادرًا بهدوء

((لماذا لم تتناولِ الغذاء معنا اليوم مجددا يا ناردين؟))

همست وكل ما فيها يركز على حركة فرشاتها فوق اللوحة التي يمسكها المسند الخشبي المتين

((شهيتي هذه الأيام ضعيفة))

تمتم لها باقتضاب وهو ينزع قميصه

((يبدو أن شهيتك تكرهني فهي تتحسن إذا لم أنضم معكم في وجبات الطعام))

لم تجبه بل تجاهلته وهي تغرق فرشاتها في لون أخر..

زفر وفيق بضيق، ثم جلس على طرف سريره وهو يحدجها بامتعاض شديد.. انتبهت لنظراته القاتلة المصوبة نحوه فهتفت بعدوانية

((إياك أن تفكر حتى في الاعتراض على رسمي!))

غمغم وفيق بغضب مكتوم

((وهل اعترضت على رسمك أمامي بكل تحدي وعدم احترام لرغباتي!))

اندفعت تقول في وجهه بوجل

((ولماذا رغبتك تضمن عدم رسمي؟ بماذا تؤذيك فرشاتي وألواني ولوحاتي؟))

عادت تنظر للوحتها مردفه بغل

((هل تحسبني أحد ممتلكاتك لتمنعني بكل دكتاتورية من هوايتي المحببة والوحيدة!))

فغر وفيق شفتيه بذهول وهو يراها أول مرة تنفعل عليه بشأن الرسم رغم معرفتها كم يشعل الأمر فتيل غضبه.. في حين ضغطت هي على أسنانها تمنع لسانها من الانفلات في المزيد مِمَّا يقبع في داخلها.. إلا أن الكلمات أبت بل اندفعت خارجة بغضب حاد وهي تعود لتنظر له

بحجم المسافات "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن