بحجم المسافات "مكتملة"

4

لا تنسو التصويت للفصل 💚💚

المشهد الرابع

دلف كل من وفيق وناردين لشقتهما الموجودة في الدور الثاني من البناية المقابلة لمبنى مطبعتهم..

ثم توجهت ناردين إلى غرفة المعيشة وتملكتها الدهشة متسائلة

((من أعد كل هذه السُفرة!))

ابتسمت بقلب متأثر لوالدة زوجها ريتاج التي كانت جالسة على إحدى الأرائك تبدأ بتضفير شعر حفيدتها سماح الأسود.. لطالما عُرف عن الحاجة ريتاج والدة وفيق طيبتها التي تجعل كل من يقف أمامها يحترمها ويبغي ودها.. لتسترسل بعتاب

((لماذا أتعبتِ نفسك يا حاجة؟ لقد جئتُ الآن وكنت سأبدأ بصنع الطعام))

رغم أن ناردين معتادة أن تقول لوالدة زوجها ريتاج "حاجة".. إلا إنها لطالما كانت لها كأم وهي التي تيتمت بسن صغير بعد موت كلا والديها.. ثم في وقت سنوات مرضها تلك التي أنهكها الفشل الكلوي الذي ظلت تعاني منه طويلًا! حيث كانت تخوض رحلة طويلة مع الألم وتدهورت حالتها الصحية إثر عمليات الغسيل التي كانت تُجرى لها ثلاث مرات في الأسبوع.. حتى منَّ الله عليها وأجرت عملية نقل كلية من متبرع مجهول لا تعرفه حتى الآن.. لتُكتب لها حياة جديدة تعيشها عاهدت نفسها فيها أن تكون متفانية وأكثر عطاءً مع الجميع من حولها في حياتها!

رفعت الجدة ريتاج وجهها البشوش المليء بالتجاعيد المحببة تقول

((أي تعب هذا! أنتِ تظلين تعملين في المطبعة التي هي مصدر رزقكم طوال النهار وتريدين مني أن أتركك تصنعين الطعام بعد العودة من العمل!))

استنكرت ناردين بهدوء يتخلله الاهتمام

((ولكن الطبيب منذ أخر مرة أمرك بالراحة التامة وعدم الوقوف طويلا.. ونحن لا نريد إلا راحتك!))

عادت الجدة تركز على تضفير شعر سماح بينما ترد عليها

((إذا كنتي تريدين راحتي دعيني أفعل ما أريد.. واليوم سأعود للسكن في شقتي بالدور السفلي))

رفعت ناردين حاجبيها بدهشة لذكر والدة زوجها الأمر.. فمنذ رحيل حماها قبل سنتين قام وفيق بتخصيص جناح خاص لها في شقتهم هنا..

إلا أنها مؤخرا غدت تجلب موضوع عودتها للسكن في منزلها بالدور الأول كثيرًا.. فاعترضت

((من المستحيل أن يقبل وفيق يا حاجة.. لم يمر حتى على خروجك أكثر من شهر من المشفى!))

أنهت الجدة صنع ضفيرة سماح بينما تقول بحزم

((لا حجة لكما للرفض وستنام معي سماح لتطمئنا عليّ.. ولكن أنا لا أرتاح إلا في المبيت بشقتي))

مدت سماح يدها تلتقط ضفيرتها لتمرر بصرها وكذا أناملها على طول الضفيرة.. ثم أطبقت على جدتها تعانقها هادرة