31

1K 62 1
                                    

لا تنسو التصويت للفصل 💚💚

المشهد الحادي والثلاثون

عاد شهيد من سفره من خارج البلاد.. خرج من المطار يجد سيارة سائقه في انتظاره.. استقل السيارة حيث كانت مياسة تنتظره بترقب في داخلها.. حافظ شهيك المنهك من سفره على جموده وهو يحدثها عن أمور تخص العمل دون أن يرد على أسئلتها الشخصية عن سفره وحاله.. خلال الطريق أوقف السائق سيارته وترجل منها بغية إحضار شيء أمره شهيد به.. انتظر شهيد من مياسة أن تهبط من السيارة نحو الشركة إلا إنها لم تفعل بل داعبت ابتسامة ثغرها وهي ترمقه بعينين ذات بريق خاص، فزفر ينفث غضبه ثم نهرها بخشونة يظهر رغبته في التخلص من نزقها

((أنا متعب ولا أفكر إلا بأخذ إجازة، ترجلي الآن من السيارة وخلصيني.. قبل أن يعود السائق))

قالت بنعومة ودلال وهي تميل له

((لقد اشتقت لك خاصة مع تجاهلك لي طوال فترة سفرك إلا من بعض المكالمات التي تخص العمل، جعلتني أظمأ لك))

انقبضت يده بحدة ورمقها بنظرات جامدة، ليتمتم بصوتٍ فاتر

((للأسف شعور غير متبادل، اذهبي الآن فأنا منهك بعد رحلة عمل طويلة))

همست مياسة معاتبة بحزن

((لماذا تقسو عليّ!))

قال لها من بين أسنانه المطبقة ببرود

((أنتِ مطرودة.. لا أريد أن أرى وجهك في الشركة))

تلون وجهها بالغضب المتقد شاعرة بأنفاسها تتحشرج وتنكتم بين شفتيها المرتجفتين امتعاضًا..

أطرقت بصمت قبل أن تقول متدبرة ابتسامة

((حسنًا لا تغضب، أنا ذاهبة))

أطلق شهيد نفسا مشمئزا واستاءت ملامحه منها.. لكنها أخيرا ترجلت من السيارة المركونة أمام الشركة.. في حين هو بقي جالسًا فيها بانتظار السائق حتى يعود..

سرح مطولا في الملفات بيديه قبل أن يحرك نظره نحو الجهاز اللوحي.. طوال أيام سفره كان يتحدث بحديث شبه يومي مع ولديه عمر وأمير.. لا يصدق أنه كان يتواصل معها طوال مدة سفره مدة أطول مما كان يفعل عندما كان برفقتهما في البيت تحت سقف واحد.. كانت خططته أن ينهي عمله الذي سيستغرق عدة أيام، ثم يمدد الإجازة لشهر بغية السفر والتجوال في بلدان أخرى لغاية الاستجمام، والتفكير بخططه المستقبلية وحياته الشخصية فقط.. إلا أنه وبعيدًا عن العمل.. شعر بشيء ينقصه ويكبله عن السفر مدة أطول عن بلده، وعائلته.. فلم يستطع ألا يحاول بذل جهده لينهي كل شيء والعودة بأسرع وقت ممكن للمنزل!

===========================

اغتسل شهيد عقب دلوفه للمنزل وارتدى ثيابًا منزلية مريحة قبل أن يتجول في المكان الشبه فارغ من أحد غيره.. سبق وأخبر تارا بأنه قادم اليوم بدون أن يحدد أي ساعة بالضبط..

بحجم المسافات "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن