في اليوم التالي لم يكن لورانس في المنزل . كان عليّ أن أبلغ السيدة بوصول رسالة مع ساعي البريد لها فصعدت لغرفتها ، وهو شيء لا أفعله عادةً بل إن آليونا هي المسؤولة عن التعاطي مع السيدة في جميع شؤونها
وفي طريقي لصعود غرفتها وجدت الشيء المحير الذي كدت أنساه في خضم أحداث الأيام السابقه ، فأحتفظت به في مكان ما في عقلي ونقلت للسيدة رسائلها ثم عدت للمطبخ
ووجدت آليونا تجلس هناك فقلت ؛
- آليونا..هل يمكنني أن أسألك شيئاً ؟
- المال ؟ ليس لدي منه!
- ليس مالاً..هنالك شيء اخر
نظرت نحوي وقالت ؛
- ماهو ؟
مشيت وجلست على الارض في زاوية المطبخ وقلت
- هنالك..هنالك غرفة لأمرأه ..في جناح السيده..وهذا يحيرني ، انها مهجوره..
- زوجة السيد وليام .
نهضت بسرعة حتى لقد ألتوى كاحل قدمي وقلت
- سيدي كان متزوجاً ؟!
- نعم .
أوه..هذا جديد عليّ ! ولكن لماذا تقيم زوجته في جناح السيدة وليست معه في غرفته ؟
فطرحت هذا السؤال الأخير على آليونا وقالت ؛
- قانون المنزل..النساء في جناح والرجال في جناح آخر .
- حتى وإن كانا متزوجين ؟
- نعم .
وهكذا..شعرت بشيء غريب ( شعور) يطفو على جوي فيعكر مزاجي .
لقد كان سيدي متزوجا..إنه يافع جداً الان فهل تزوج في سن مبكر ؟ وهل ماتت أم أنفصلت عنه ؟
وفجأةً ، أقول فجأةً لأنها ظهرت كوميض البرق في عقلي ، خطر عليّ تلك الجرائد المكومة في المكتبة التي تقع في زاوية جناح السيدات ، لقد كانت تغطي مقتل سيدةٍ نبيله ، في شهر يوليو ..
فهل قتلت زوجة سيدي ؟
ومن هنا فكان علي إستقصاء المعلومات دون سؤال كلب العائلة المخلص ( آليونا)
ودون سؤال سيدي . وبالطبع السيده.
فمن بقي ؟ جون !
وكان علي تشذيب النباتات برفقته ، فأستغللت هذا وأخذت أثرثر هنا وهناك وأتطرق للموضوع من بعيد دون مس النقطة الرئيسية .
جون .. هو رجل في الخمسينيات من عمره ، نحيل الجسد وخفيف الحركه ، لكن بالنسبة لعقله..فأنت تستطيع القول بشكل مؤكد بأن نمو عقله غير مكتمل ، إذ أنه ساذج وأحمق بعض الشيء ويسهل خداعه .
وأنتهيت لمعرفة أن السيدة زوجة سيدي قد قتلت . في شهر يوليو تماما كما توقعت .
ومن قتلها ..هو سيدي .
