234 28 9
                                    

لقد ولد سيدي في عام ١٩٩٣ ، يافعٌ جداً ، إيه؟

ذهبت معه في رحلة للصيد اليوم ، ذهب كل من في القصر .
جلست السيدة في الغابة بجانب آليونا التي تجلس على بساط منقوش جميل .
وراح جون يقطف لهما من الثمار ويمد السيدة به ، بينما كنت الشاب الوحيد القوي كفاية ، حسب قوله
فذهبت مع سيدي للصيد .
في البداية كنت أمشي خلفه وأنظر لظهره فحسب .
لكنه مالبث أن راح يبتسم بمكر ويتعمد مشاكستي ، ثم تحداني في الصيد ، وهو يعلم أنه لا منافس له في الصيد . لكنني قبلت التحدي فرحت أتقصى وأنتظر فريستي ، وجلس هو خلفي مصدراً ضجةً في جلوسه , ثم قال :
- لقد أبتعدنا عنهم ، هل تريد أن نعود ؟
- لا بأس لدي .

ثم عاد لهدوئه ، كنت أتحاشى النظر له ، أو التمادي في الحديث معه ، كنت لازلت غاضباً منه وشعوري بالإهانة يغلي في داخلي .
سخر مني عندما أطلقت النار على فريسة ولم أصب ثم عاد ليصمت مجدداً .
وأخيراً ، أستسلمت فعدت وجلست بجانبه على جذعٍ ضخم أنفصل عن الشجرة وصار مستلقياً في الطريق .
قال سيدي :
- هل .. يمكنني قول نكتة مضحكه ؟
- أظن ذلك .
- اه..لقد حضرت لقولها منذ البارحه..لكنني نسيتها الان!
- لا بأس اذن .
- ليس الأمر كذلك! لقد أردت أن أبدأ الحديث معك بها !
- لا داعي لتجهز بداية حديثٍ معي ، سيدي .
- اه..ليتك تسمع كيف تتحدث معي! إنك غاضب جداً مني!

نهضت وأنا أخطو عائداً وقلت :
- سوف أسبقك بالعودة .

ثم وجدت نفسي واقفاً ، في طريق العوده ، وأنظر له يتلوى في مكانه ويصيح متألماً ، وهو يشدّ ساقة اليسرى نحو صدره ويتقلب على الأرض ، هرعت نحوه وأنا أتفقد ما مشكلته لكنه صار يضحك فور ما صرت بجانبه . فبقيت جالسا ثانياً ركبتيّ على الأرض أحدق فيه
قال لي وهو يتمايل ضاحكاً : كنت أفعل هذا مع العجوز..فتبرحني ضرباً بالعصى!
- سيدي..توقف ارجوك .
- حسنا حسنا..تعال الى أين تذهب ؟
- سأعود حيث سيدتي والبقية .
- لماذا ؟ لقد كنت أتحرّق شوقاً لأن أنفرد بك!
- حقاً ؟ لتمارس هذه اللعبة الطفوليه؟
- لا..بل لأفعل هذا..
ثم وجدته يقبلني ، وهو يحسر جسدي مابين يديه والشجرة التي خلفي
عندئذ ، مددت يدي فصفعته على وجهه . ودفعته عني .
ثم قلت بوضوح بأنني لست كالخادم السابق ولن ينجح في جرّي وراء أهواءه ونزواته .
وعدت ، تاركاً إياه ورائي ينظر لي .

✞1993✞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن