545 28 1
                                    

عمتي فيرّونتا .. طبتِ وطابت اوقاتك .
لقد أصبت في لندن يوم الاربعاء الثامن عشر من اغسطس الساعة الخامسة مساءً .

إن لندن ، ليست كما وصفتها لي يا عمتي . فلا يوجد هنا مساكن مجانيّه للتائهين والواصلين حديثاً مثلي .
ولا تقوم العائلات بدعوتك لتناول العشاء معهم لمجرّد رؤيتك تائهاً وحيداً وجائعاً ، حتى لو لم يكونوا على معرفةٍ بك .
إن لندن مُزدحمه ، تتصاعد الابخرة المُقيتة من مبانيها
والناس هنا غاضبون طوال اليوم ويصرخون ببعضهم البعض .
لقد وصلت الى البرج العاجي الذي يفترض بي أن اُقيم فيه ياعمتي بعد عناءٍ طويل .
وقابلت سيدة هذا المنزل .. وهي العجوزٌ على مقعد كهربائي متحرك يدعونها بـ "السيده"
ولديها حفيـد شابّ يدعى " السيد"
امّا عن الذي يدعوهم بهذه الالقاب فهي خادمة تعمل في خدمة العجوز وترتدي صليباً معقوفاً مقلداً بقلادة على عنقها ،ونظاراتٌ دائريه ينعكس عليها الضوء فلا أرى عيناها الحقيقيتان .

قالوا لي أن عليّ ان اقوم بالطبخ فحسب . لكنني فرغت للتو من تشذيب الحديقه .

✞1993✞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن