الجزء السابع

59 13 11
                                    

واخيرا خرجت شهد من غرفتى ، الآن بامكانى رؤية ما هذا ، لقد خطف أنظارى شىء ما في حقيبتى ، اظنه جواز سفر ، ولكن لمن يعود ، لم تسنح لي الفرصة بتفقده عندما كانت شهد تلاحقنى  بعينها الصغيرتين.، انها طفلة مزعجة تربكنى أحيانا.
أخرجت جواز السفر هذا لأجد عليه اسم "عمر السيد عبد العظيم"" لحظة .. انه هو هذا عمر الذى كان بالمشفي ، نعم هذه صورته ، انه عمر الذي اعرفه منذ زمن ، لكن ما كنت اعلم انه شرطى ، لماذا جميع الأشياء اصبحت تعادينى ؟!
حضر الى عقلى سؤال قد يكون اكثر اهميه مما سبقه ، كيف اتى جواز سفره إلى حقيبتى ؟! يا إلهى هل على رؤية الشرطى هذا مجددا؟! شعرت بملايين من قطرات العرق تتسلل على جبينى ، ماذا يجرى ، هل كل هذا فقط لمجرد تخيلى اننى سأراه مجددا ..! ماذا سيحدث اذا ان صار تخيلى واقع..!
في حقيقة هذا الأمر ، انا لا اخاف هكذا من الشرطة ، بل أكثر بكثير و لكن هذا الشخص الذي يدعى عمر مختلف كثيرا عنهم ، اظن انه خفيف الظل ، لا أعتقد أنه سيشك بي في أمر كهذا ، لقد سبق و اخبرتكم كم انى بارعة في إخفاء الأمر ، حتى انه لم يلحظه ، كيف لإنسان عادى ان يلحظه ..! دعونى اريح عقلى من كل هذا التفكير الذي أهلكه و اترك امر جواز السفر هذا لافكر به صباحا انا متعبة جدا الآن فقط سأخلد للنوم .
كانت الاضواء مغلقة والجو هادىء ويظهر من بعيد ظل لشاب يتحرك بصعوبة ويتجه نحوى انه يقترب كثيرا ، لم اكن خائفة مثلما كنت اريد معرفة من هذا لقد اقترب كثيرا ،  انه طارق .
- سأقتلك مثلما قتلتينى ، لن اتركك ابدا
استيقظت مزعورة تملكنى خوف شديد ، جلست قليلا في حالة ذعر ، لماذا يلاحقنى هذا الغبي حتى في احلامى ، لقد مر على وفاته ما يقارب الثلاثة اسابيع ، لماذا لا يرحل من بالى الآن ، جلست على كرسي المكتب افكر قليلا حتى وقع نظرى مجددا على جواز السفر هذا  نعم لقد تذكرت ، جواز السفر يتوجب على ان اعيده .
كانت أصوات العصافير تخترق جدار غرفتى والشمس ترسل اشعتها الذهبية يمينا ويسارا واحتل نورها أرجاء الغرفة ، كان جميع من بالمنزل نيام ، سوايا ، أشعر ان وجهى يشبه العجوز العابسة شاردة الذهن ومشتتة الفكر ، اتجهت الى تلك الاقراص اللعينة واخذت منها قدرا اظنه يريح أعصابي ثم أمسكت بتلك الورقة الصغيرة ذات الشكل المميز المطبوع عليها رقم ذاك الضابط ، كنت خائفة من رؤيته ولكن توجب على إعطائه جواز سفره .
أمسكت هاتفي وقمت بالاتصال بهذا الرقم الخاص بذاك الشرطى
- مرحبا ، اريد ان اتحدث مع السيد عمر
- تفضلى انا هو ، من انت؟
- اسراء .. تلك الفتاة من المشفي
- نعم تذكرتك ، كيف حالك الآن ؟!
- بخير ولكن وجدت في حقيبتى جواز سفر باسمك لا أعلم كيف وصل الى الحقيبة ولكن أردت إعادته إليك
- نعم يمكننى رؤيتك اليوم أليس كذلك؟
لا أعلم لماذا لم أشعر بخوف مجددا ، كل ما احتل تفكيرى ماذا سأرتدى ، اين سنتقابل و اشياء من هذا القبيل حتى اننى نسيت ما كنت اقوله ولا أعلم عما كنا نتحدث فوجدت جواب حاضرا في غير محله
- لماذا ؟
- لأخذ جواز سفرى لما انت متوترة إلى هذا الحد ؟
- لست متوترة ، متى سأراك وأين؟
- في الساعة السادسة مساءا ، أمام المشفي التى كنتى بها .
                                          *****
كان منزل اللواء عبد الوهاب مملوء بالحركة باقي الشارع من حوله الذي كان مغلقا ، إنها ليست كأى جريمة أنه ابن اللواء أغلقت هاتفي مع اسراء بينما كان هناك شىء بداخلي يخبرني ألا اغلقه كنت أشعر كما أنها الحل لجميع مشاكلي ، كنت أشعر أن سقوطها فاقدة الوعي ليلة أمس لم تكن محض صدفة بل كانت علامة قد اعتبرها هدية من الله وهبني إياها لذا علي الا اضيع الفرصة و اعتقد انى سأغتنمها قريبا جدا
- لقد أحضرت تسجيلات لجميع المكالمات الهاتفية التى اجرها القتيل قبل اسبوع من الحادثة ياسيدى .
لم أكن أتوقع أن يكن هذا الخبر صاعقة علي بقدر ما ظننته أفضل ما سمعت اليوم ، حسنا نسيت اخباركم انى اعطي اول اهتمامتى لعملي لذا فانا لا اكترث لأى أمر آخر مثلما اهتم بعملى ، لن اطيل عليكم كثيرا ولكن وددت اخباركم ان السيد جلال هاتفني ليخبرني ان علي الاستقالة و أشياء كثيرة من هذا النوع ولكنى لم اعر       كلامه اي اهتمام ، لأني أقسمت ألا اترك هذه القضية قبل حلها و      الإمساك بالمجرم الذي تأكدت من هويته كل ما تبقي هو الاثبات
- شغل التسجيلات
- حسنا سيدى
بدأت الاستماع الى مكالمات طارق بأذن صاغية ولكن توقفت عندما جاءت تلك المكالمة وقمت باعادتها عدة مرات ، شعرت بأن اسراء تلك أحضرت لى الحظ معها ،فأنا الآن لن اخسر وظيفتى 
- طارق لما هاتفك مغلق دائما ولا تجيب علي ؟
- كنت متعب قليلا
- حقا ؟! ام انك مازالت لا تريد التحدث معي ؟ امازلت متضايق منى؟
- لا لست كذلك فأنت أفضل صديق لدى كيف لي أن أتضايق منك  - سلمت يا صديقي ، لقد اشتقنا جميعنا إليك كثيرا
- اذا فلتأتوا الي ، سأقوم بتجهيز بعض الشراب حتي تصلون
- الآن انها الثانية عشر ونصف صباحا ؟
- لا تقلق أبي ليس في المنزل و لا احد هنا ولكن لا تتأخروا
- حسنا نحن قادمون .
بعدما استمعت إلي تلك المكالمة شعرت ان شكوكى لم تكن صحيحة حقا كما شعرت بشىء من السعادة وكأنني حققت ما اريد رغم اننى لم احققه ، نظرت إلي ضياء صديقي في العمل
- هذا هو .. انه هو ذاك الفتى الذي قام بقتله عليك معرفة من يكون في أسرع وقت ممكن
- لماذا كل هذه الثقة قد يكون ليس هو
- بلي انه هو ، فهو انهى مكالمته الساعة الثانية عشر ونصف و قد يكون وصل إلي المنزل في غضون نصف ساعة بينما أثبت الطب الشرعي مقتل طارق في الساعة الواحدة ونصف صباحا لذا فهناك نصف ساعة فاصلة بين الجريمة و زمن وصول هذا الفتى ، و اعتبارا لما قاله طارق إنهم كانوا سيقضون وقتا طويلا معا ، اى يتجاوز النصف ساعة وهذا يعنى تواجده في المنزل أثناء وقوع الجريمة .
- من الممكن أن يكون وجده مقتولا عندما وصل فترك المنزل و غادر
- تأخير قتله حتى ساعة كاملة من بعد المكالمة يؤكد كون طارق قام بتجهيز ما اتفق عليه من شراب و مخدرات . هل وجدت اى شىء يدل على أنهم يتعاطون المخدرات أثناء التفتيش ؟ لماذا القاتل سيخفي كل ما قام بتجهيزه طارق الا اذا كان شاركه معه ؟
نظرت إلي الساعة اثناء حديثي مع ضياء لقد كانت الخامسة و النصف مساء ، هنا تذكرت موعدى مع اسراء كيف ذهب عن بالى ثم اتتمت حديثي مع ضياء بقول
- احضر لي كل شيء عن هذا الفتي في غضون ساعة سأذهب إلي مكان ما و أعود سريعا و ستكون انت أحضرت كل ما يخصه
اتجهت مباشرة الي تلك المشفي و وقفت أمامها انتظر ظهور تلك الفتاة صاحبة العينين الواسعتين ذات الملامح الجذابة التي لطالما كنت احب النظر إليها أثناء حديثنا و التي لطالما كانت تهرب مني تختبئ في كل كلمة تنطق بها ، لقد ظهرت اسراء علي بعد شارع منى كانت الساعة السادسة و عشرين دقيقة و هذا الامر اثار غضبي قليلا لكوني منشغل جدا هذه الايام كما اني لا احب انتظار احد لكن صمت لكونى احببت تواجد اسراء في نفس المكان الذي يحتويني
- اعتذر عن التأخير
- كنت سأرحل و لكن لا مشكلة ، فيما بعد عليك الالتزام أكثر
- ماذا تقصد بفيما بعد ، هذه ستكون آخر مقابلة أليس كذلك؟
-لا أعلم،  الله فقط يعلم هذا .
- تفضل جواز سفرك وانا اعتذر عن كل ما حدث
                              *****
كنت مستعدة  للذهاب فقد قمت بإعطائه جواز سفره و أظن الأمر انتهي الآن و علي الرحيل بينما كان هو يخطط لشيء آخر في عقله لا أعلمه فقد ظننت انه يحاول أن يجعلني اتوتر أو شىء كهذا وان كان هذا غرضه فهنيئا له لقد تم بنجاح كبير ، أدهشتني جملته تلك عندما كنت أستعد للذهاب
- الن نجلس قليلا
- لماذا اهناك شىء آخر؟
- لا ليس أمر مهم ولكن كنت اريد التحدث معك قليلا بعدة أمور فلنجلس هناك انها حديقة رائعة.
لا أنكر كونى استحسنت فكرته بل احببتها ، لا يليق بعد عناء البحث عن ملبس رائع لارتدائه ، و تصفيف شعرى ، و القليل من التبرج الهادئ الذي استغرق ساعات ، نقف لدقيقتين و ارحل ، يكفي اننى استطعت للمرة الاولى في حياتى ان اجلس معه ، لطالما كنت أراه من بعيد ، الان بتنا نتحدث ، كم كنت أتمنى  حدوث هذا منذ زمن ، لذا وافقت على طلبه
- حسنا و لكن ليس لوقت كثير فانا منشغلة
- اخبرينى كم عمرك
- سأتم العشرين قريبا
- اذا اعتقد انك تدرسين بالجامعة ؟
-  نعم كلية التجارة ، اهو تحقيق يا سيد عمر
- لا ولكن أردت التعرف عليك بشكل أوضح
- وانا لم أقبل هذا و شكرا لك علي وقتك اللطيف ، وداعا .
كنت اود حقا الجلوس اكثر ، الحديث المطول ، و التعرف بشكل اوضح ، و لكن كل هذا مع عمر ذاك الذي كنت أراه عن بعد ، أما بالنسبة لذاك الشرطى ، فكلما نظرت في عينيه رغبت في الهروب من امامه .
جمعت اغراضي و كنت على و شك المغادرة حتى سمعت صوته   ينادينى لم يكن الأمر مفاجأة لى هذه المرة فقد اعتدت على هذا منه
- اسراء ..! لقد اسأتى فهمى انا فقط أردت اخبارك شيئا بصدق
التفت إليه باصغاء تام ولم أعقب فأكمل هو حديثه
- لعلك تتسائلين كيف آتي جواز سفرى إلى حقيبتك ، لو كنت في محلك لكنت تسائلت عن هذا
- انا لا أعلم كيف اتى و إن كنت تظن اننى أخذته عمدا فلك ما تظن و لكن ان كان كذلك فلماذا أعدته إليك اذا ..!
اظن اننى تسرعت في اجابتى الذي استقبلها عمر بابتسامة اظن انه كان يتوقع هذا منى ، لكنى لم اتوقعه ، نظر إلى بتمعن و أكمل حديثه كأنه لم يسمع شيئا مما قلت ..
- لكن دعينى اخبرك اننى انا من وضعه في حقيبتك
اظن انه انهى كلامه ، هل سيتركنى هكذا لا افهم شيئا ..! عادت الشكوك تعتلينى إذ أن لقائه ليس صدفة ، انها ورطة ارتميت بين جناحيها ، تحتل افكارى عدة كوارث فكرية ، هل كل لقائتنا كانت من تخطيطه ؟! هل يعرف شيء عنى ؟! ألم تغلق تلك القضية اللعينة ؟! صمت وقت لم يكن كافيا لافكر في كل تلك الامور ، بل كان اكثر من كافيا لاتأكد من انه لن يضف شيئا آخر ، و بالفعل كان على ان أسأله ليضيف .
- ماذا ؟! انا لا افهم
جلست على الكرسي مجددا ، ليس حبا منى في الجلوس معه تلك اللحظة ، بل لان قدمى أبت أن تحملنى أكثر من هذا ، كان ينظر إلى بابتسامة أظنها شك و ليست عفوية كما يخبرنى قلبي
- نعم انا من وضعه في حقيبتك ، لم اقصد شيئا و لكنى كنت أعلم أنك لن تردى لى النقود ، لذا حاولت استدعائك مجددا
هذا فقط ؟ هل الأمر بأكمله لأننى لم اعد لك نقودك ، بحقك يا هذا ، كيف استطعت اخافتى من أجل نقود ، ما بكم ، لماذا تفعلون هذا بي دوما ، نقود ماذا يا فتى ؟! ءاحمق انت أم ماذا ؟! إن كانت النقود غايتك و تقدسها بهذا الشكل فحسنا لك ما شئت و لكن لا تفعل هذا بي مجددا .
- ماذا..! هل فعلت هذا لانك تظن اننى لصة؟  هل أبدو محتالة في نظرك..!
- سيدتى التمسي لى العذر رجاء ، فأنا كنت أود أن أضمن حقي ، وهذا ما حدث بالفعل ، لو انك كنتى ارسلت لى النقود كما أخبرتنى ما كنت لأخبرك بشىء كهذا كنت لأخذ نقودى و جواز سفرى و اختفي من وجهك نهائيا ، لكن لا اعلم لما لم تفي بوعدك ، انا لا اقصد الإهانة و لكنى لا اعرفك حتى أضمن حقي معك
- اذا فأنت تعتقد اننى لصة ، هل هناك لصة تتصل بمن تسرقه لأخباره انها وجدت أغراضه معها ، اى شرطى انت لتفكر هكذا..! لماذا لم امزق جوا سفرك اللعين هذا و القي به بعيدا ؟
كان على وشك الحديث بينما هناك بسمة تشق طريقها على مسار وجهه بشكل واضح ، لكنى لن أتركها تصل غايتها ، كيف يتهمنى بأمر كهذا ، انها حديقة و ليست مكتبه الغبي ليلقي على بتهم و يحقق معى هكذا
- اسمع يا هذا ، انا لم اكن لانوى على فعل هذا بل أتيت بنفسي لاعطائك جواز سفرك و جلبت معى نقودك ، وكنت أود أن أشكرك،  لكن الآن يتوجب عليك انت شكرى لأننى حتى الآن احاول احترامك .
وضعت المال بقوة على المنضدة ، لم يكن هذا الأمر يحتل اى جزء من تفكيرى ، انا بالفعل لم أحضر له النقود ، لقد نسيت هذا الأمر تماما ، و  لكن لحسن حظى اننى كنت احمل مبلغا كافيا ، نهضت غاضبة متجهة إلى الباب و في عقلى مئات الأفكار تدور و تصيبنى بدوار معها .
خرجت من تلك الحديقة ، و في عقلى مئات من الأفكار ، حمدا لله انه فعل هذا ظنا منه أننى لصة ، لا شك في امرى و اتهامى في قضية القتل تلك التى لا نهاية لها في عقلى  .
كنت أشعر بأقدام تتحرك خلفي ولكنى لا أجد أحد التفت مرارا وتكرارا ولم اجد أحد، ظننت هذا الوهم سببه الغضب الذي اصابنى ولكن تيقنت من حقيقة الأمر عندما التفت فجأة لأرى عمر خلفي ، اعتقد انه يراقبنى ، لقد جمد الدم في عروقي أشعر بعلو نبضات قلبي لم أجد حلا سوى أن أسأله ما به ولكنه أخبرني انه يسير إلي منزله ولا يقصد تتبعى ، أشعر انه يكذب ، بل يتتبعني أو قد تكون صدفة ؟! مهما يكن الآن وصلت الي منزلي لانظر من شرفتي لأرى إذ كان رحل ام لا و هكذا ستضح الامور ..
                                                 *****     
كنت احاول إطالة الجلوس مع اسراء حتي خطف انظاري حذائها الرائع الذى كانت ترتديه ، ذو الكعب العالي الرفيع ، كان يلفت انتباهي كلما حركت أقدامها ، اظنه كان محور اهتمامي الفعلي و ليست هي .
بعدما رحلت اسراء تركتها تختفي عن نظرى ثم عاودت اللحاق بها أظنها فزعت لهذا الأمر ولكن لا اعلم لما قمت بتتبعها كل ما أعلمه أنني افعل الصواب مع عملى اولا ثم قلبي ، اتجهت الى اسراء بوجه جاد و ملامح صارمة ، اعذرها فما حدث اليوم بالنسبة إليها كافي لجعلها تكرهنى ، اما بالنسبة إلى فهو المطلوب .
- ماذا بك ؟ هل تتبعنى ..!
- ليس تماما
- ماذا تقصد ألم تأخذ نقودك ماذا تريد ، هل تود أن ادفع لك ثمن سيارة الأجرة لتعود لمنزلك أيضا ام ماذا ..! اخبرنى لماذا تتبعنى؟!
- هذا طريقي أيضا كما اننى كنت احاول إيضاح الأمر لك لكنك لم تعطينى وقتا لهذا ، كم انك جدية كنت اظنك تقبلين مزاح كهذا .
- اى مزاح ..! انت لم تكن تمزح ليس هناك سببا يدفع رجل مثلك لوضع جواز سفرك بحقيبتى سوى أن يضمن ماله حقا ، لا أجد سببا آخر
- لما لا نقول اننى أردت رؤيتك ليس أكثر
كنت أبتسم تلقائيا ، احاول تهدئة الأوضاع،  لم اكن أتخيل أن الأمر بهذه السهولة ، لقد كانت غاضبة حقا لكنها صمتت لبرهة ثم ابتسمت أيضا و لكنها تحاول أن تخفي هذا ، تلك هى الفتيات ، مهما يحدث أخبرها انك مهتم بها ليحلق قلبها في الحال ، ادارت اسراء ظهرها و عاودت طريقها كما عاودت انا طريقها خلفها .
وصلت اسراء لمنزلها و اغلقت الباب أظنها ستتفقد وجودى مجددا بعدما سألتني إذ كنت اتتبعها ام لا و نفيت ذلك ، نظرت إلي المنزل سريعا و ابتعدت متجها إلي عملي فهناك معلومات هامة اظن ان ضياء قام بجمعها ، حالما وصلت استقبلني ضياء
- لقد تأخرت قليلا يا سيدى ، أحضرت جميع المعلومات عن هيثم و كنت انتظرك
- كان هناك عمل اخر انهيته و جئت مباشرة ، إذا أخبرني ما علمته
- اسمه هيثم علاء عيد والده يعمل بمصنع للحديد والصلب و هو طالب بكلية تجارة بالفرقة الثالثة
- كلية ماذا ؟
- تجارة لديه واحد وعشرون عاما و هذا الملف به جميع العناوين التي يعتاد زيارتها و العنوانين التي زارها مؤخرا
- ضعه تحت المراقبة من الان
- اعتبره تم يا سيدى
- حسنا شكرا لك ، يمكنك العودة لعملك مجددا سأتفقد انا الأمر
بعدما خرج ضياء اخرجت صورة من مكتبي لآثار الحذاء في مسرح الجريمة ، كنت انظر الى هذا الحذاء بشك ، اظن اننى رأيته خارج الصورة تلك .
                                                   *****      

من خلف القضبان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن