•2•

524 22 15
                                    

راضٍ عَن الغَرق فِي بحرِ الهُموم .. لا إنّ أعِيش سِنين دُنياي جَاهِلاً~

~***~

"علَى نفسِ العنُوان كالعَاده صحِيح؟" يتحدُث أحدَ العاملِين في البَريد للآسيَويّ مُعطياً إياه ورقه ليوقعهَا

"نَعم سيّدي"
أردفهَا بإبتسَامه ماداً يده لأخذِ القلَم 

"لكِن ألا تشعُر بالإكتِفاء ؟ وكأنك ترسِل للعدَم
لا أحدَ يُعيد رداً لرسائِلك ، إن طلبتَ نصيحَتي
فأنصحُك بعدمِ الإرسَال أبداً"

رمَى كلماتِه ببسَاطه للذِي وقفَ ساكِناً لم يتحرك
يستمعُ بصَمت ، خرَج مِن حالتِه تلك وأكمَل توقيعُه
ثم إبتسَم بهدُوء

"لَو كنتَ بِمثل حالتِي سَيدي لن تتوقّف عَن الإرسَال
لِمن أنتَ مَسؤول عنهُم ، وأيضاً أنا من يُخبرهم ألاّ يردُون
عليّ لكي لا أذهَب إليهِم شوقاً بعدَ كلماتُهم"

صادِقاً بكلماتِه .. إلا بالنهايَه هو تعمّد الكذِب
ليُقنع مَن أمامُه ويحاوِل إقناع نفسِه بِهذه الأعذار

خرَج مِن البَريد وهالةُ الحُزن تحِيطُ بِه
يُحاول أنّ يُعيد رباطَة جأشِه

مَتى سيتغيّر نمَط حياتُه ؟
يُشفي المتألمِين ليلاً مُتناسياً بِذلك ألاَمُه ..

ألا يعلمُون أنّه مُغتربٌ لأجلِهم ؟
يشقَى ويتعَب لسنِين ، حُرم من مُنتصف شبابِه

كُله لأجِل عائلتِه التّي لم توافِيه بأي حدثٍ ولو كَان ضئيلاً

أولاَ يعلمُون أنّ الآسيَوي فِي إنجلتَرا يتعرّضُ للخطرِ يومياً !
ولولَا أنُه السّاقِي المشهُور لكَان الآن عبداً أو جُثة يُطعمون بِها كلابهُم

ًتنهّد ثُم إبتسَم لنفسه "جيُون جونغكُوك! مابِك هاه؟ لِمَ تُكبّر
الموضُوع هكذا! فلتذهَب الآن للتسكّع وأخذِ النواقِص لمكونّات نبيذكَ هيّا" شجّع نفسُه جيداً فلقدْ نجحَ فِي أخفاءِ الهَاله التّي كانَت تُحيطه

السّـاقيTKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن