المقدمة

2.5K 20 1
                                    


لمحة من الماضي...

كان يقبلها...بمهلٍ وكأن كل الوقت ملكه...
برقّة وكأنه يخشى عليها من عنف قبلاته....بين كل قبلةٍ وأخرى كان يهمس لها بكلماتٍ، جعلت قلبها يذوب بين ذراعيه...وعقلها ينسى أنها لأخرى...لتُبادله بأخرى لم تقل لهيبًا عن قبلاته...بينما بجبروتٍ تُسكت الأنثى داخلها التي تئنُّ وجعاً، تُجبرها على تقبل الفتات التي يجود به نحوها ...كان حنوناً، مراعياً... لمساته جعلتها تشعر وكأنها أجمل نساء الدنيا... همسة أخرى... محت كل العذوبة التي عايشها بها...لتهوى بها من فوق الغيمة التي جعلها تطفو عليها، مٌجبرا إياها أن تواجه حقيقة أنها مجرد ذكرى لامرأة اخرى.
كانت بديلة فقط لأخرى رغم موتها إلا أنها ما زالت تحتل كيان زوجها.
- " حبيبتي ورد"
رحبت بقسوة أصابعه...وهي تحاول ابعاده عنها ببغضٍ وعقلها يصرخ بكلمات لم تستطع النطق بها:( أنا سارة أيها الوغد... سارة وليس ورد)
لتتحول رقة لمساته لعنف وهو يكبلها...ويشم بعنفٍ العطر من تقاسيمها...يبحث عن ذكرى أخرى في جسدها هي...!!
كان أكثر خبرة منها...وأعلم بخبايا هذا العالم الذي يُسكر الروح قبل الجسد...لكنها تُحاول ألا تتوغل فيه أكثر...تُقسم أنها تُحاول!!
الدمعة التي تسللت من أسفل جفنيها المُنطبقين أعلمته أنها رايتها البيضاء قد رُفعت...نشوة الانتصار تملكته...بينما ينظر لجسدها الغض اسفله...الذي تسكنه روحها القتالية التي تستفزه أن يُطفئها!

قتالهما استمر لساعات...في كل مرة يفقد تواصله مع حبيبته...كان يبحث عن رائحتها.
- " لا تضعي العطر مجددا" همس بخشونة وهو يبتعد عنها لتنكمش على نفسها... تمنعُ آناتها أن تصل إليه ...كم أحبت المرات السابقة التي تعامل معها كسارة...كم أحبت عنفه وهو ينبذها... ليجذبها وهو يعترف بحاجة جسده إليها... كم كرهت اليوم...وقد اختبرت عندما يتمازج الحب والجسد، لتتحد روحيهما... بعدما كانت علاقتهما اتحاد لجسدين فقط...... اليوم فقط عرفت بوجود جانب آخر لما كان يجعلها تعيشه...اليوم فقط أحست بالكمال.... الكمال بكونها بين ذراعيه... لكن بصورة اخرى رسمتها مخيلته.
اليوم فقط وشم في ذاكرتها ما تقارن به لياليهما القادمة
اليوم فقط جرحها... جرحا يمتد لأعماق روحها... ليوشمها وشمًا لن يتخلص قلبها من حبره.
فما أقساه من جرحٍ...حين يوشم الروح!







قبل سنتين!

نائم فوق البلاط الإسمنتي، البارد والقاسي المسمى سرير...ينظر بجمود للسقف المسود بفعل العفونة... ينتظر القطرة التالية لتسقط على جبينه...كان تعذيباً نفسيًا...أن يحسب الثواني بين كل قطرة وأخرى...حتى يُخيل لمن ينظر إليه أن القطرات ستحفر في المكان الوحيد الذي تتناوب على السقوط عليه...بين حاجبيه مباشرة...و كتحدٍ للرجال المنزويين في الزاوية الأخرى من الزنزانة وأناتُ بعضهم لم تخمد بعد من ضرباته... بعد وصلة عراك و لم يُشرف السجن إلا منذ ساعتين فقط....لم يتزحزح من مكانه الذي استولى عليه، يخبرهم من القائد الجديد لهذا السجن العفن، الذي عُرف بأنه أسوأ السجون في البلاد... من يطأهُ لن يخرج منه إلّا بطريقتين...لا ثالث لهما... محملاًّ على نعشٍ، جثةً هامدة...أو بروحٍ مطفأة... لكنه ليس هو من يرَى الأمور كغيره أبداً... وليس هو من يقبل أحد الأمرين!

جرح وشم الروح! ملاك علي.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن