قبل ساعات!الخامسة فجرا
....
-" ألن تنام ؟؟"
رفع عُقاب عيونه لأخيه...الذي همس وهو يُعدِّلُ من جلبابه الأبيض ويضعُ فوق رأسه طاقيةً من نفس اللون...والبلغة السوداء التي ينتعلُها أعطت لهيئته لمسةً مغربية.
وكأنهُ لم يُغادر هذه البلاد يومًا...وُلدَ بين حناياها...تربى بين ربوعها واستنشق هواءها فقط...دون غيره.
كان مُتجهًا لصلاة الفجر... ليجده مازال جالسا في مكانهِ...ينظرُ للأفقِ البعيد عبر زجاج الشرفة...وهو سارحٌ يُفكر في رد فعل سراب بعد أن رأت التسجيل...!!
التي لم تقل شيئًا...فقط عادت للاستلقاء على جانبها بانكسارٍ، بعيدا عنه...مُغمضةً عيونها في تعب!
لعن بقوة والسيجارة تنطفئ بين أصبعيه... ليقول عامر بتأنيب وهو يفتحُ الباب الزجاجي للشرفة كي تخرجَ رائحة السجائر التي أصبح الجو خانقاً بها!
- " أنت تلعن كثيرا... وتُدخن أكثر"
ضحك عُقاب وهو يقول بعد أن أشعل سيجارةً أخرى، ينفُثُ دُخانها للأعلى باستفزاز...ليُشكل ستارةً بينه وبين عيون أخيه التي تضيقُ بعدم رضى:
- " ومن أنت؟؟!... أمي!"
- " لا لستُ والدتك...لكنك بالتأكيد في بيتي..."
أجابه عامر وهو يُقرب صحنا باتجاهه...ليستعملهُ كمنفضة...تابع عُقاب يد أخيه باهتمام...ثم رفع نظراته باتجاهه ويقول باستهزاء:
- " أنا بالتأكيد لا أحملُ لقب ملياردير... لكنني أغنى منك بكثير...فلا تتباهى أمامي يا ابن ألبرت..."
ابتسم عامر وعُقاب يذكره باسم والده...فلقب الوجدي اتخذه لنفسه...بينما عراقة اسم عائلته " ويلز" يجعله يبتعد عنه ليرسم لنفسه طريقا مغايرا لعائلته المشهورة بإنتاجها لمعدات النقل، بينما هو اختار دراسة قانون الشركات...الذي كان السبب ليقتحمَ عالم الأعمال من بابه الواسع...ليُصبح الصراع للاستلاء على شركات على حافة الإفلاس هاجسه...وإعادتها للحياة تحديه...ذكاؤه ودهاؤه جعله ضليعًا في عمله!
ليستحق لقبه عن جدارة واستحقاق!- " اذهب لغرفتي لتستريح...عند عودتي سأنام في غرفة الجلوس!! "
قالها عامر مُغيرا دفة الحديث...فآخر ما يتمنى أن يُذكر أخاه بمصدر أمواله......حدق عقاب بأخيه وهو يُدركُ جيدا ما يُحاول أن يُمسك لسانه عن قوله...ليتركه ويتجه حيث تنام سراب...!
لكن عامر أسرع يُمسكُ بعضده بقوة يمنعه من الاتجاه نحوها...علت إمارة الفضول ملامح عقاب وهو ينظر ليد أخيه المتشبثة به...لتتحول لأخرى غاضبة...لكن هذا الأخير لم يهتم... وهو يهمس:
- " اذهب لغرفتي عُقاب...هي ليست حلالك لتَستَغِ..." قاطع كلمته ليردف " لتقرب منها بتلك الطريقة!"
أنت تقرأ
جرح وشم الروح! ملاك علي.
Romansaلمحةٌ من الماضي... كان يقبلها...بمهلٍ وكأن كل الوقت ملكه... برقّة وكأنه يخشى عليها من عنف قبلاته....بين كل قبلةٍ وأخرى كان يهمس لها بكلماتٍ، جعلت قلبها يذوب بين ذراعيه...وعقلها ينسى أنها لأخرى...لتُبادله بأخرى لم تقل لهيبًا عن قبلاته...بينما بجبروتٍ...