...
عاد للغُرفة، شعور الغدر والخواء يحتله. عيونه اتجهت مُباشرةً نحو السرير، حيثُ ما زالت سارة ترقُد في منتصفه عارية، مشعثة الشعر. الغطاء الخفيف كان يرسم تقاسيمها الأنثوية الجذابة...خصرها النحيل جدا، وأردافها البارزة تزيدها فتنة...كانت مُفرطة في كل شيءٍ... مُنحنياتها الأنثوية، التي كانت تقوده للجنون، رقتها التي تجعلهُ يغار من طفله في كل مرة يندسُّ بين أحضانها... براءتها التي تُؤججُّ مشاعر الحماية داخله...ثم جمالها البرِّي الذي يدفعه للغيرة من عين كل ذكرٍ تلمحها...!!
سارة...أطلقت سراح ذلك الوحش داخله...وحشٌ لم يعلم انه يسكنه قبلها...مُتملك، غيور...ليتملكه السُهاد اتجاه كل شيءٍ غيرها...يُرعبه شعوره تُجاهها...ويكره نفسه للضعف الذي يعتريه بجانبها.اقترب منها يُحدقُ في تعابيرها الحزينة الحمراء الوجنتين والأنف...شهقاتها يهتز لها صدرها... جميلة جدا...ببراءتها القاتلة له، كيف توغلت داخله لتجعلَ لنفسها مكانةً لن يستطيع معها أن يترُكها تبتعد عن ناظريه؟
هو يُريدها أن تنظر إليه لوحده...ألا ترى أحدا غيره!
اندلعت النيران هادرةً داخله...وهو يتذكر همستها...أمسك بجهة قلبه وكأنه سيتوقف عن ضخ الدماء والفكرة أن ربما بعد ساعات ستلتقي بذلك الذي أيقظ أنوثتها التي طمرها هو...وستتركه!
بكل بساطة ستُغادره دون ان تلتفت خلف ظهرها...لتتركه وحيدا دونها.
لن يستطيع ان يعيش مع الهجر...مجددًا!
بعد أن أنقذته مرة...لن يصمد مرةً أخرى...فلا مثيل لها...لا أُخرى تُشبه رقتها...ولا احتواءها.
وكأنها أحيت به ما فقده من انتماء
لروحه... لعائلته...ولقريته.سارة...اسمٌ من أربعة أحرف ناعمة...بشراسة جميع الأحرف الأبجدية الأخرى...غموضها دفعه كمراهقٍ ان يبحث عن معناه...فربما يعرفُ طبيعتها...ليزداد حيرةً... لأنّه يعكس شخصية تبحث عن الحبّ...عن الاحتواء، ومن دون تصنّع أو مساومة على مبادئها ومن دون مجهود يُذكر!
كانت تحصُل عليها.
تُقاتل...دون ان تفقد روحها المعطاة...كينبوعٍ لا ينضب، جعلته يتذوق حلاوة العودة بين أحضانها...كانت كالعودة من الغُربة...التي تركها لسنوات...ولكن حلاوتها ذاقها فقط بوجودها!
هو لن يسمحَ لها أن تكون وطنًا لغريبٍ غيره...هي له...ولن تكون لغيره أبدًا!
" انهضي"
صرخ بقهرٍ وهواجسه تُمثل له أنها فعلا...بعد ساعات ستتركه...تنفس بقوة وهو يُبعدُ الغطاء عن جسدها...لن يتركها تغيبُ عنه بعد ان وجدها.حاولت تغطية عريها وقد نامت بعد الدموع التي تُحاول ألا تذرفها...لكنها لم تستطع!
" ماذا...ماذا تُريد؟"
همست بصوتٍ أجش...عيونها مُنتفخة جدا...وصوتها مبحوح، بينما رأسها وكأن مطرقةً تضربُ به...لتتألم بعد أية حركةٍ مهما بسيطة.
" انهضي...سنسافر"
" ماذا؟...إلى أين ؟؟"
رفعت نظراتها بصعوبة للأعلى، حيثُ النافذة الصغيرة...لكنها لم تتبين الوقت، لتقترب منه ويدها على صدرها كيلا ينفلت منها الغطاء...أمسكت بيده تُقربُها من وجهها...لترفعَ عيونها المستغربة لوجهه...ليبدو طويلا جدًا...غاضبا جدا...عيونه على جانب كتفها...وظهرها العاري...تراجعت للخلف بينما يدها مازالت مُمسكةً برسغه...لتهمس باضطراب...وهي تبتلعُ ريقها من المشاعر العنيفة التي تظهرُ من نظراته تُجاهها.
أنت تقرأ
جرح وشم الروح! ملاك علي.
Romanceلمحةٌ من الماضي... كان يقبلها...بمهلٍ وكأن كل الوقت ملكه... برقّة وكأنه يخشى عليها من عنف قبلاته....بين كل قبلةٍ وأخرى كان يهمس لها بكلماتٍ، جعلت قلبها يذوب بين ذراعيه...وعقلها ينسى أنها لأخرى...لتُبادله بأخرى لم تقل لهيبًا عن قبلاته...بينما بجبروتٍ...