الفصل الأول I ( البداية ) :{ ألم لا يغتفر }

323 9 1
                                    



أخرج مسدسه عالياً, مُصوِباً بدقة جيدة عليه , كانَ يعلم أنها النهاية ...أنها مواجَهَتُهُ الأَخيرة معَ عدوِه ِ...

ولكنَهُ لم يكن يَتَحرك , كان ينظِرُ من النافذةِ الوحيدة السالِمة بين كل النوافذِ الموجودةِ في هذا القصر المتهالك , حتى مع علمه أنّ هناكَ رصاصةً ..قد تختَرِقُ رأسهُ في أي وقت ..

ولكنَهُ أبتسم , أبتسَم َأبتِسامةً واثقةً, ولكن بقليل من فقدان الأملِ ..وقال :

" لقد حللتَ لغزَ الأبياتِ ... أحسنت ".

كانَ مازالَ على مُحاوَلة إطلاقِ الزِناد على رأسهِ .

" يالكَ مِن محققٍ بارع , لأكونَ صريحاً معك , كنتُ متوقِعاً , انكَ الشخصُ , الأول و الوحيد .. الذي سيصوِبُ عليَّ في النهاية ...".

أرجَعَ رأسَهُ للوراء َ, أختَفى وجهُهُ في الظلالِ بِسبَبِ ضوءِ الشمسِ من النافِذَةِ من وراءِ ظهرِهِ الصامِد ِ, وأخفى شعرُهُ البنيّ و لم يُبقي سوى عيناهُ الخضراوتينِ , رمست شفتاهُ :

" أطلِق عَليَّ ....".

نظر إلى خصمِهِ ... ومدَ يديهِ عالياً.

" ....يا غيلبرت ".







1870, إنجّلترا , لندن .

جَلَسَ بِجانِبِ فِراشِ والدِهِ , لْم يكن سَعيداً , كانَ وجهُهُ كما لو أنهُ كانَ يَتَوقّع الأسوأ مستّقبَلاً , أمّسَكَ بيدِ والِدِهِ الضعيفةِ , وصلىَ بِكل قلبِهِ ... أنَ ما يَتَوْقَعُهُ , لا يحْدُث أبداً .

سَمَعَ صوتَ فتح البابِ , كانت هناك خادِمة واقِفَةُ , نَظَرَ إليّها مْستغرِباً مِنْ الظّرف الذي كانت تحمِلُهُ , وقالت له :" سيد برنارد ... هَذِهِ رِسالة , مِنْ بيت هريدنبورد ".

أخَذَ الرِسالة مِن يِديها و قَرْأها بِتَمَعُنٍ :

" أدرِيان برنارد , تمت دعوتك لِعَشاءٍ خاصٍ , في بيت هريدنبورد , وأُمسِيةٍ رائعةٍ مِن قِبل السيد أليكس برنارد , ويَوّد السيد برنارد أن تأتي , لكي يتَناقَشَ مَعَ أبنائِهِ السِتة أَمر الإرث , وبِما أَن والِدَكَ مَريضٌ , ولا يستطيع القدومَ , يتمنى السيد أن تأتي بدلاً منِهِ .

نًرجوا أنْ تأتي ".

عندَما أنهى قِراءَتَهُ للِرسالَِة , تَجَهَمَ وجُهُه ُقائِلاً :" جدّي ...".

قالَتْ الخادِمَةُ : " سَتكون الأمسِيَة, الّليلَة ..".

أستغرَبَ برنارد :" اليوم ؟".

" أجل سيدي الصَغيّر ".

تَنهَدَ برنارد تنهيدةً طويلَةً , لمْ يكن يريد أن يُقابِلَ أعمامَهُ مرّة َأخرى , هَذا غيّر مُعامَلتُهم السيئة والبغيضَُة معه ,و الآن على ما يبدو أستَغلوا أمر مَرض والِدِه ِلأن يورّثوا هْم , أموالِ العائِلَةِ وَ انجازاتِها , خاصةً أنّ جدّه ُعلى مشّاِرفِ الموتِ أيضاً.

قضايا غيلبرت جايكوبز |  Gilbert Jacobs casesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن