الفصل الثاني II : { الحّقيقة الغير مرئية }

103 8 3
                                    

وَقَفَ أمامَهم .. بِتلّكَ الوقفةِ الواثِقَةِ , والنَظراتِ المَليئَةِ بالذَكاءِ و الغُموضِ , بيّنما صُعِقَ الجَميعُ بِجّثةِ والِدِّهم أمامَهُم , ظَهَرَ هذا الغريبُ ... ولكن برنارد , الذي لم يكن يعرفُهُ.. قّد يَكون الشخص الذي سَيغّير حياتَه تَماماً ...

" انا غيلبرت .. غيلبرت جايكوبز , مَحققٌ خاص ".

ظَهَرَت نَظراتُ الدّهشَةِ و الأِسّتغرابِ في وجوهِ الجَميعِ , مَحقِقٌ ؟ , لِما قد يَكون هُناكَ مُحَقق في مَكانٍ كهذا ؟ .

أقّترَبَ أليّهم شيئاً فَشيّئاً , ومرَّ مِن جانِبِ والتر قائِلاً :

" أبتعدّ ". دَخَلَ الغّرفة .

مرّ الى الجثّة أمامَهم , و بَدأ... لِسَبَبٍ ما بِفّحصِ الجُثَةِ , مرّرَ أصابِعَهُ حوّلَ معْصَمه , وبيّن رَقَبَته , وَفَتَحَ فَمه , بَدَأ يُدقِقُ بأدَّق ِالّتفاصيلُ في جّثَةِ الّرَجلّ العَجوز هَذا .

ثّارَ سويّر :" أنّت ! , من أرّسّلَكَ إِلى هُنا ؟! ".

ثُم أِلتَفَتَ إِلى كاثرين :" أنّتِ ! أَحضِري الشٌرّطَةَ إلى هُنا ! ".

قاطَعَهُ المُحقّق الغَريبُ قائِلاُ وَهو يُدّخن سيجارَتَه :" لا داعيّ لذلك , الشٌرطَة قادِمونَ إلى هُنا بالفّعلِ ".

أسِّتَغرَبَ سويّر , ولكنَهُ كانَ مازالَ غاضِباً , لِذا أِقّتَرَبَ مِنهّ , وَمَسَكَ كَتِفه بِقوةٍ مُحاوِلاً الهٌجومَ :" أنت ! , كيّفَ لنا أنّ نّعرِفَ أِن كُنّتَ مُحققاًَ حقاً أم لا؟! , مّظّهَرُكَ لا يوحي بِذلك ! ".

الِّتَفَتَ الغَريبُ , ونَظَرَ إلى سويّر , بِنظّرَةٍ غريبَةٍ , ولكِن ..والذي أثارَ دهّشَة َبرنارد , أِنهُ أمسَكَهُ من يَديهِ , ثُم حَمَلَهُ بِظّهره , وَرماهُ بِقوَةٍ عَلى الأرّضِ , كانَ أشّبَهَ بِأحد أساليبِ القِتالِ مِثلَ المُلاكَمَةِ , كانتّ رُأيّت

برنارد لِعَمِهِ يّسقط هَكذا على الأرّضِ بِمَثابَةِ مّسرَحيّةٍ كوميديّةٍ له , كانَ الأمر رائِعاً .

قالَ : " تشه- , هلّ يّجبُ على المٌحقّق أن يَكونّ له شكلُ خاصّ ؟".

بيّنما كانَ سويّر يتَألمّ على الأرّضِ , أستّيقَظَ المُحقّق الغَريبُ الأّطوارِ من مَكانِهِ, وصوّبَ عيّناهُ للجَميعِ , حيّث بَدأ بقولِهِ جّملة :

" سّيداتي سادّتي ... لديّنا جَريمَةُ قّتلٍ هُنا ".

ثُمَ أكّمل , وهو يّنفِخُ مِن فَمِهِ الدُخانّ :" وَكما تّعلمَون ... لِكّل جَريمَةِ قّتلٍ , قاتِل , صَحيحّ ؟ ".

أسِتّغَرَبَ الجَميعُ , قالت ليزا :" أنّت .. ماذا تّقصد بِكلامِكَ هَذا ؟! ".

أجابَها بِتلك النّبرة , كانّت نبّرَةَ مُحقّق حَقيقي : " شُخّص واحِد منّكُم .. هو من قَتَل هَذا الرّجل العَجوز ".

قضايا غيلبرت جايكوبز |  Gilbert Jacobs casesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن