وَقَفَ أمامَهم .. بِتلّكَ الوقفةِ الواثِقَةِ , والنَظراتِ المَليئَةِ بالذَكاءِ و الغُموضِ , بيّنما صُعِقَ الجَميعُ بِجّثةِ والِدِّهم أمامَهُم , ظَهَرَ هذا الغريبُ ... ولكن برنارد , الذي لم يكن يعرفُهُ.. قّد يَكون الشخص الذي سَيغّير حياتَه تَماماً ...
" انا غيلبرت .. غيلبرت جايكوبز , مَحققٌ خاص ".
ظَهَرَت نَظراتُ الدّهشَةِ و الأِسّتغرابِ في وجوهِ الجَميعِ , مَحقِقٌ ؟ , لِما قد يَكون هُناكَ مُحَقق في مَكانٍ كهذا ؟ .
أقّترَبَ أليّهم شيئاً فَشيّئاً , ومرَّ مِن جانِبِ والتر قائِلاً :
" أبتعدّ ". دَخَلَ الغّرفة .
مرّ الى الجثّة أمامَهم , و بَدأ... لِسَبَبٍ ما بِفّحصِ الجُثَةِ , مرّرَ أصابِعَهُ حوّلَ معْصَمه , وبيّن رَقَبَته , وَفَتَحَ فَمه , بَدَأ يُدقِقُ بأدَّق ِالّتفاصيلُ في جّثَةِ الّرَجلّ العَجوز هَذا .
ثّارَ سويّر :" أنّت ! , من أرّسّلَكَ إِلى هُنا ؟! ".
ثُم أِلتَفَتَ إِلى كاثرين :" أنّتِ ! أَحضِري الشٌرّطَةَ إلى هُنا ! ".
قاطَعَهُ المُحقّق الغَريبُ قائِلاُ وَهو يُدّخن سيجارَتَه :" لا داعيّ لذلك , الشٌرطَة قادِمونَ إلى هُنا بالفّعلِ ".
أسِّتَغرَبَ سويّر , ولكنَهُ كانَ مازالَ غاضِباً , لِذا أِقّتَرَبَ مِنهّ , وَمَسَكَ كَتِفه بِقوةٍ مُحاوِلاً الهٌجومَ :" أنت ! , كيّفَ لنا أنّ نّعرِفَ أِن كُنّتَ مُحققاًَ حقاً أم لا؟! , مّظّهَرُكَ لا يوحي بِذلك ! ".
الِّتَفَتَ الغَريبُ , ونَظَرَ إلى سويّر , بِنظّرَةٍ غريبَةٍ , ولكِن ..والذي أثارَ دهّشَة َبرنارد , أِنهُ أمسَكَهُ من يَديهِ , ثُم حَمَلَهُ بِظّهره , وَرماهُ بِقوَةٍ عَلى الأرّضِ , كانَ أشّبَهَ بِأحد أساليبِ القِتالِ مِثلَ المُلاكَمَةِ , كانتّ رُأيّت
برنارد لِعَمِهِ يّسقط هَكذا على الأرّضِ بِمَثابَةِ مّسرَحيّةٍ كوميديّةٍ له , كانَ الأمر رائِعاً .
قالَ : " تشه- , هلّ يّجبُ على المٌحقّق أن يَكونّ له شكلُ خاصّ ؟".
بيّنما كانَ سويّر يتَألمّ على الأرّضِ , أستّيقَظَ المُحقّق الغَريبُ الأّطوارِ من مَكانِهِ, وصوّبَ عيّناهُ للجَميعِ , حيّث بَدأ بقولِهِ جّملة :
" سّيداتي سادّتي ... لديّنا جَريمَةُ قّتلٍ هُنا ".
ثُمَ أكّمل , وهو يّنفِخُ مِن فَمِهِ الدُخانّ :" وَكما تّعلمَون ... لِكّل جَريمَةِ قّتلٍ , قاتِل , صَحيحّ ؟ ".
أسِتّغَرَبَ الجَميعُ , قالت ليزا :" أنّت .. ماذا تّقصد بِكلامِكَ هَذا ؟! ".
أجابَها بِتلك النّبرة , كانّت نبّرَةَ مُحقّق حَقيقي : " شُخّص واحِد منّكُم .. هو من قَتَل هَذا الرّجل العَجوز ".
أنت تقرأ
قضايا غيلبرت جايكوبز | Gilbert Jacobs cases
Mystery / Thrillerهنا ترّوى قضايا غيلبرت جايكوبز الغامِضة ، والجرائِم التي تمت بِطريقة ٍغريبة ٍ، وبأماكنَ مختلِفَة ٍ، والتي إتضَحَ إن كلها متصِلة ببعضِها ، وأن لها عقلاٌ مدبرأً واحداً، شخصٌ واحد مجهولُ الهويةِ .... في أنجلترا ، أشتهر مُحققٌ ذكي ، والذي أشتهَر بِغرابَ...