الفصل الخامس عشر XV : { الأعّتِراف تحتَ المَطر }

57 3 0
                                    


نزلت كارمن من عَربتها , حيثُ وقفت أمام الكَنيسة , كان وجهها صارماً في البداية , ففي النهاية هي ذاهبة لكيّ تلتقي مجدداً بالشخص الذي لا تريد أن تكون معه بعد الآن ... قاتل و سفاح .

أثناءَ محاولتها لفتح باب الكنيسة الذي أتضح أنه مفتوح , وقفت في مَكانها , فتذكرت أن هذه الكنيسة كانت أول مرة شاركت مع غيلبرت في حلَ قضية ما , تذكرت الذكريات البسيطة والقليلة بينهما .. ولكن الآن , أنتهى كل شيء .. عليها أن تعود إلى ما كانت عليه سابقاً , وحيدة وسط الظلام برفقة عفريت ما ..

الشيءَ الذي لم يلاحظه غيلبرت في ذلك اليوم , أنه كان هنالك باب آخر وراء صندوق الأعتراف , وكانت كارمن تعرف ذلك , ولكن هذه الغرفة كانت الغرفة التي يستعملها غوبلن عندما يتحدث مع الأشخاص الذي يريدهم أن يقتلوا أو يَتحدث معهم حتى يصلهم لمرحلة أن القتل سيكون أفضل وسيلة .. إنه حقا عفريت ماكر .

أستطاعت كارمن الدخول للغرفة , كان هناك فقط أضواء الشموع التي تنير المكان , وقفت محتارة في مكانها بسبب عدوم وجود أي شخص هناك , حتى سمعت صوت ما قادم من الباب وداخل للغرفة , ألتفتت لترى غوبلن هناك , بأبتسامته الغريبة , مر من جانبها قائلا ً:

" لقد أتيت حقا , يبدو أن ذلك المحقق حقا شخص مهم لك ".

قالت له بحدة :

" أرجوك , أتركه لحاله , لا علاقة له بنا , لا أفهم سبب فعل كل ذلك لغيلبرت لكن .. مهما كان السبب , لا تقتل أكثر , جيفارد ! لقد أتيت هنا من أجلك , فقط لكي تنهي لعبتك هذه .. عندها سأعود لك .. حقاً ".

سكب غوبلن لنفسه كوبا من الويسكي , وأحتسى القليل منه , عندها قال :

" كارمن .. يؤسفني حقا أنك لم تفهمي قصدي ... يبدو أنه .. ".

ثم أندهشت كارمن للنظرات التي ألتفتت لها , كانت حزينة ً نوعا ما , وهناك أبتسامةٌ صغيرةٌ في وسطها :

" لطالما ناديتني بجوزايه .. , لم تكوني تحبين أن تناديني بأسمي الأخير حتى لا أبدو شخصا غريبا بالنسبة لك , وحتى أنه أسم ساحر شرير , يبدو أنك نسيتني حقاً .. كارمن , حبك قد تلاشى كما توقعت .. ".

توسعت عينا كارمن :

" م .. ما الذي تقصده ؟ ".

قال لها غوبلن :

" كارمن .. أذا سلمتُ لك يدي مرة أخرى .. مثل آخر مرة , هل ستعودين إلي ؟ ".

رَفَعَ يده للأعلى لها , وأبتسم لها , كانت عيناه الخضراوتان تلمعان أيضاً , تردد كارمن بشدة .. ولكنها لم تفهم ما كان ذلك المغناطيس الغريب الذي حل بها لكي ترفع يدها قليلاً .. لكي تمسك بيده .. كان شعوراً غريباً , ولكنه يحدث .

كادت تلامس يد كارمن يده , حتى جاءت يد أخرى جديدة , وقبضت على يد كارمن قبل أن تصل حتى.

قضايا غيلبرت جايكوبز |  Gilbert Jacobs casesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن