الفصل الثالث III : { الّضحَكَة المجّهولة }

67 5 0
                                    


ظَهَرَتْ عَلاماتُ الصَدّمَةِ عَلى وجّهيّهِما وَهُما يَريّان جُثةً هامِدَةً أُخرى أمامَهُما , كانتْ رَدَتَ فعّلِ برنارد قَويةً حيثُ لم يَكن يَتَحركُ مِن مَكانِهِ ألا أنَّ وجّهَهُ يَتَحَدَثُ بالكَثيرِ , مِن الواضِحِ أنّهُ لم يسّتوعب الأمرَ بعد .

لكن غيلبرت كانَ مُختَلِفاً , كانت نَظراتُهُ مُختَلِفَةً , كانَ ينظُر للأُمورِ بِطَريقَةٍ مُختَلِفَةٍ , لَطالَما كانَ يَرى الأمورَ كَذلك , كانَ يُفكِرُ تَماماً , كُلَ تفّكيرُهُ تقّريباً , عنّ كَلِماتِ والتر الأخيرة .

بيّنَما كانتّ جُثَّةَ والتر على الأرضِ , مرّت الشُرطة بيّنهما أخيراً مِن وَراءِ البيّت بالشُموعِ , و صُعِقوا تماماً مِما رأوهُ , سألوا غيلبرت :

" ما .. ما معّنى هَذا سيد جايكوبز ؟".

ولكن غيلبرت كانَ صامِتاً , كانَ عقّلُهُ في عالمٍ آخرَ تماماً , كانً ينّظر للجُثَةِ بِعّينيهِ الزّرقاوَينِ , بيّنَما أنِطَلَقت الشرطة لكي يأخذوا الجثّة , قالَ غيلبرت لِبرنارد الذي كانَ فزعاً :

" برنارد.. لا أدري أذا كان الأمر صَحيحاً لَكِن ..".

ألِتَفَتَ برنارد لغيلبرت بِعينيهِ الحائِرَتينِ , بيّنما أكّمَل الأخير :

" ..... الأمر لم ينّتَهي بعّد ".

أصّبَحَ المَكانُ فارِغاً , ولِم يَتَبقى سِوى , بُقعَةٍ حمّراءَ كَبيرَةٍ , ورصّاصَةٍ صّفراءَ عليها .

-----------------------------------

عادَ برنارد ألى بيّتِهِ مُتَأخِراً , وبيّنَمَا كانَ مازالَ في حالَةِ صَدّمَةٍ مُؤَقَتَةٍ , دَخَلَ بيّتهُ الذي في شارِعْ فونيكس , حيثُ عنّدَمَا وَصَلَ عتَبَةِ الّباب , سَمَعَ صوتَ سُعالٍ قاتلٍ و بينَهُ صوتُ الخادِمة وهيَّ تطّلُبُ النجّدَة َ, هَلَعَ ألى الداخِل مُتَسائِلاً عَما يحّدُثُ , أجابَتهُ وهيَّ مُمْسِكَةٌ بِظّهرِ والِدِهِ الذي كانَ عَلى الأرضِ في المَمَرِ :

" السيّد خَرَجَ مِن غُرفَتِهِ طالِباً لَكّ , ولَكِنَني قُلتُ لَه أنّكَ غيّر مَوجودٌ لكّنه أصّرَ عَلى البّحثِ عنك ! ".

أمّسَكَ برنارد بِوالِدِهَِ وَحَمَلَهُ بِبُطءٍ ألى فِراشِهِ , بيّنَما حَمَلتّ الخادِمَةُ حَقيبَتَهُ و قُبَتَهُ البُنيَةُ .

كانَ والِدَهُ مُتَعباً , كانَ سُعالَهُ يقّوى يوماً بعّدَ يومٍ , والآن أصّبحت أسوءَ لِسَبَبٍ ما , وَضَعَ برنارد والِدَهِ على الفَراشِ بِطَريقَةٍ مُريحَةٍ له , سأله :

" لِما فَعَلّتَ ذلك يا أبي ؟ ".

أجابَهُ الصوتُ المَريضِ :

" لقّد شَعَرّت ُبِهِ ..إنّهُ قَريب ".

قال برنارد :

" بِماذا شَعَرت ؟ ".

قضايا غيلبرت جايكوبز |  Gilbert Jacobs casesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن