الفصل التاسع IX : { قِطّار الأخّتِفاء }

56 2 0
                                    


فَتَحَ برنارد البابَ لِكي يرى غيلبرت و كارمن قد عادا من جولتِهما الصباحية من الكنيسة , بعد أن قبضت الشرطة على القسيس أخيراً , و قال لهُما بِرحب :

" أهلا بعودتكما , الفَطور جاهز ".

كان غيلبرت مندهشاً في مكانِهِ بينما قال :

" أنت .. تَطبخ ؟ ".

أجابَه برنارد :

" أه .. يبدو أنني لم أقل ذلك , أجل أنا كذلك ".

" هذا رائِع ! لا أريدُ أن أضيّع مالي في الأكل في المَطاعم كُلَ صَباح ٍبعد الآن ".

كانت كارمن وراءه , واقتربت أكثر قائلةً ببهجةٍ :

" هذا مُذهل يا برنارد ! سأحب حقا أن آكل من يدك ! ".

ألتفت غيلبرت لكارمن بأنزعاج :

" هاي سويفت ! ألم تَقولي أنك تريدينَ الأكل من الخارج للتو ؟ ".

أجابته :

" لم أكن أعرف بأن برنارد يطبُخ , الآن أريد أن آكل في البيت ".

أستغرَب برنارد مما تَراهُ عيناه , لقد توافقا بالفعل , بدا كأنَهما رفاق , كان الحديث بينهما طويلا ً,ولكنه أراح قلب برنارد قليلاً , ثم قالَ لهما في وسط الحديث بأبتسامة :

" هاها .. على أيت حال تعاليا قبل أن يبرد الطعام ".

دَخَلَ الثلاثة المكتب , حيث كان هناك طاولة مستديرة , وكانوا يأكلون الطعام , بينما نوافذ الغُرفة كانت مفتوحة , لذا كان يمكن لكارمن أن ترى لندن مِنها , وتأكُل البيض الذي صَنعه برنارد , وكان برنارد يَشرب الشاي بهدوء تام , بينما غيلبرت , كان يعطي ظهره للنافذة , وفي أحدى يَديهِ جَريدة لندن تايمز , والأخرى كوبٌ من الشايّ الذي كان يحتَسيه كل خمس ثوان من الملل .

راقبه برنارد متسائلاً :

" غيلبرت .. هذا الكوب التاسع...".

أجابَه غيلبرت :

" وماذا تُريدني أن أفعل ؟ كنتُ أظن بأنه هُناك شيء مثير يحدث في المدينة هذه الأيام .. ولكن على ما يبدو أن ليس هناك أي شيء سوى أن حِصانَ روجر روبنسون قد فازَ في سِباقِ الخُيول .. أو الحَملات الدِعائية للتصويت للمرأة ( vote for women - حملة حقيقية في القرن التاسع عشر حتى القرن العشرين ) , ولا يوجَد أي شيءٍ يثير اهتمامي البتة ...".

قال برنارد بأبتِسامة :

" حسناً , ربما رُبما لندن هادئةٌ الآن .. ".

أثناء قراءَة غيلبرت للصحيفة , لَمحت عيناه شيئاً ما , بدا الأمر واضحاً في نَظر برنارد وكارمن , استغرق غيلبرت خمسَ دَقائق وهو يقرأ بعينيهِ الحادتين , ثم سَلم الصحيفة برنارد , الذي استَلمها مُستغرِباً , ثم بَدأ بِقرائتها :

قضايا غيلبرت جايكوبز |  Gilbert Jacobs casesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن