الفصل الحادي عشر XI : { عَزفٌ وَسَطَ الظّلام} * معدل *

47 3 0
                                    

في صباحِ يومٍ تملأه الغيوم الرمادية , خرجت كارمن مع بِرنارد في أحد الرحلاتِ الخارجيةِ , كانت ليوم واحد , كانت كارمن تود زيارة أحد الأماكن , ولكن سبب عَمل غيلبرت كمحقق جعل غيلبرت لا يذهب معهما .. هو في الحقيقة لم يرد الذهاب , كان فقط .. جالِساً في غرفتهِ .. يفكر .. لا أكثر .

كان يُفكر بعمقٍ جعلَ عقلهُ يذهب بعيداً .. في خيالِهِ .. بعيداً للغايةِ .. كانَ يريدُ أن يَصِلَ أليه .. يَصِلَ إلى ذلك العفريت المجهول ..مَهما كان الثمن .

كان واقفاً , بوجهه الحاد , وعينيه الباردتين , يُفكر بكل ما مرَّ للآن .. لا يمكن أن يجعل هذا الشخص يلعب بعقله .. لقد قتل الكثير بالفعل .. ولم يستطع غيلبرت أن ينقذ الكثير .. جَميعهم وقعوا في مصيدتهِ .. وحفروا قبورهم بأنفسهم .. لِما عليه أن يجعله الامر يبقى هكذا ؟ عليه أن يفعل شيء ما .. مَهما حدث .

من هو غوبلن .. من هذا العِفريت المختبئ وراء جثثٍ من الناسِ في الظلام ...ولا يخرج من كهفهِ ؟ .

أولاً .. رسالة التحدي الملطخة بالدم .. التِمثال .. الرَسمة التي في القطار ...أخيراً ..الشيء الذي جعل عقلَ غيلبرت في وضعٍ كهذا .. الأبيات الشعرية ...الأبيات التي قالها توماس جولد قبل أن يموت ..

كان غيلبرت جالساً .. أمسكَ برأسهِ بقوة بأصابعه الخشنة .. مُحاولاً جمعَ أفكارهِ ببعضِها ..غوبلن ...غوبلن...غوبلن .. عفريت ..عفريت...غول ..قتل ..إبادة ..مجرمين ..شخص ما .. شخص ما أخذه منه .. لقد أخذت شخص مهم له ..

عِندَما لم يستطع شت أنفاسه .. أخذَ كمان من دُرجِهِ الأول .. وبدأ يعزف .. عزف .. وعزف ..ومع الوقت , بَدأ يُهلوس .. بدأت موسيقى بيتهوفن تُعاد في عَقلِهِ , بَدأ يشعر أن الغُرفة بدأت تملئُها غُبار السجائِر ... و أصبح النظر غير واضح .. وأمامهُ شخصٌ ما .. بينما يعزف غيلبرت .. كان الشخص الذي أمامه يستمع .. ثم ألتفت أليه .. عيناهُ تلمعانِ باللون الأخضر ...

لم يستطع غيلبرت أن يتَحمل .. مازالَ يستمع لبيتهوفن في عقله ... والشخص الذي أمامه يبتسم فقط .. كما لو أنه أنتصَرَ في شيء ما ...

كان يعزف وعيناه مغلقتان .. محاولاً جمع أفكاره بهدوءٍ بينما يسمع ..

"و زاد الوقت عندما جاء هنا

للبحث عن السيد هوغو، ثم ربنا..

الشجاعة لم تدر سيفا أبدا

حكمة أبدا... في الساعة ".

ما معنى ذلك ...ما هذه البيوت الشعرية ؟! كانت تبدو ..عشوائية .. للغاية ..

فَجأةً أسقط بالكمان على الكرسي .. رماهُ بعيداً .

لم يستطع التَحمل .. كان مازال الشخص أمامَه حتى الآن .. بعينيهِ الخضراوتين و شعرهِ البُني , ونظرته الواثقة ..

قضايا غيلبرت جايكوبز |  Gilbert Jacobs casesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن