" الفصـــــل 1 "

2.8K 90 12
                                    

« الشَيطــــان حقيـــقي.. و ليـــس أحمــــراً بقــــرون و ذَيــــــل »

' شادية.. شاااادية! '

بعد لحظات تفتح باب خشبي و ظهر من خلفو جسم فتاة بفستان بيتي أبيض اللون.. خافي معالم أنوثتها الي عاد بدات تبرز..
متوسطة الطول.. ذات شعر بني داكن معاكس للون بشرتها البيضاء الشاحبة.. حرّكات عيونها الدائرية الزرقاء.. و شافت فاتجاه الصالة المفتوحة..
المكان الي صدر منو صوت أمها و هي كتنادي بإسمها.. بؤبؤ عينيها توجه لزاوية آخرى و تغيرو نظراتها بسرعة.. بصعوبة بلعات ريقها و فتحات شفايفها حتى خرج صوتها خافت و هي كتقول..

' وي.. ماما '

جاوباتها الام ديالها و هي كتشوف فيها بنظرات قاسية بعض الشيء..

' زيدي تعشاي معنا.. و نتي غير مخشية فداك لبيت '

بنفس النبرة الخافتة و تلعثم جاوبات شادية أمها..

' غير تعشاو.. مافياش الجوع.. و عندي حفاظة كثيرة '

بدون متسنى جواب الام ديالها.. رجعات شادية خطوات للخلف.. بدون متوالي ظهرها للصالة و عينيها الي كساتهم غشاء من الدموع الحبيسة مفيكسيين فزاوية معينة..
و قبل متنزل الدمعة ردخات لباب بنوع من القوة.. بعدها سمحات لدمعتها تنساب بحرية..

في الصالة الي كتوسط منزل بسيط و مرتب بأثات خشبي.. واقفة سامية الأم جنب طابلة ديال الأكل كتحط آخر صحن.. مطات شفايفها و هي كتقول..

' هاد البنت مبغاتش تفهم ليا.. كانت كيف الناس تضحك و تجمع و مكتساليش من الهضرة حتى كنطلبو الشرع معها.. و هاد العام تقلبات.. غير سادة عليها داك لباب.. لا ماكلة فوقتها و لا قراية زينة '

نطقات امرأة جالسة فوق الكنبة.. تقريبا نفس سن الأم و قالت..

' لبنات فهاد السن خاصهم تزيار.. نتي ولفتي تخليها دير الي بغات.. خاصة خويا مضسرها بلا قياس.. شوفي غير منين جينا.. نتي فالكوزينة كتوجدي و ما قالش ليها راسها حتى تعاونك.. و لكن اللوم عليكم '

جاوبات الأم شقيقة زوجها بامتعاظ..

' أنا الي مابغيتهاش تدخل لكوزينة.. عندها التاسعة و خاصها تركز فقرايتها.. هاكة غتعاوني كثر '

تسمعو خطوات ثقيلة لشخص نازل على الدرج.. و بعدها ظهر رجل طويل القامة.. بملامح رجولية مبتسمة و مريحة.. شاف فاتجاه زوجتو و ختو.. الي واضح ان الحديث بيناتهم رجع محتدم كيف كل مرة تجمعو..

رسم ابتسامة اوسع على شفايفو و تقدم ناحية الطبلة.. جلس جنب ختو لايح ذراعو على كتفها و حاول يرطب الأجواء.. هنا زوجتو خدات نفس طويل و شافت فالكنبة الي جالسة عليها الجدة..
كانت متوقعة تلقاها ناعسة و هي جالسة وسطهم كيف ديما.. لكن الجدة هاد المرة كانت فاتحة عينيها و موجهاهم لواحد الزاوية.. حركات الأم عينيها لفين كتشوف الجدة و هي تلمح زوج أخت راجلها..

الجَــــــــــلاّد : ظَالم أم مظْلوم !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن